كلمة تضاف إلى مخطوط الفن التشكيلي السوري 15/آذار/2008
«حلم» خلاصة تجربته الفنية بعد انقطاع دام سنوات، خرجت ناضجة تحمل سمة الاختزال الفني والقوة التعبيرية اللذين تمثّلا في أربع عشرة لوحة قدمها الفنان صفوان داحول في غاليري أيّام في الخامس عشر من آذار، وقد شهدت هذه التجربة تميزاً في التكوين والأسلوب.
فيها يقول الدكتور حيدر يازجي مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني «اللوحة في هذا المعرض لصفوان ليست مجرد لوحة تعبيرية يقف أمامها متلقٍ، إنما هي رمز يخلق أمام المتفرج شيئاً من التساؤل وحالة بحث عما وراء هذه اللوحة، أي في هذا المعرض تحققت المعادلة بين الفنان والمتلقي مما أُبدع داخل هذه اللوحة، استطاع الفنان صفوان من خلال هذا التواصل المباشر إيصال الفكرة التي أراد قولها باختزال خلاق جميل، لذلك فإن هذا الاختزال -بالرغم من أنه حذف كل ثانويات العمل الفني- قدّم تعبيراً يكون فيه المتلقي محلّلاً لحدث وباحثاً عن أشياء أرادها الفنان في اللوحة أو رآها المشاهد في هذا العمل أو ذاك، وباختصار يمكننا القول إن صفوان في هذا المعرض قد خطا خطوة مهمة في مشواره الفني و"حلم" ترك بصمة في الفن التشكيلي السوري».
يضيف على ذلك الدكتور النحات فؤاد طوبال: «صفوان بهذا الاختزال وصل إلى الرمزية فكان صادقاً شفافاً كعلاقته بالآخرين، وكانت الأكاديمية حاضرة في الأعمال من حيث التكوين ضمن اللوحة وموضوع الإحاطة بالعناصر وضبطها وضبط الضوء داخل اللوحة بكل مهنية وبراعة وعذوبة. أيضاً يمكننا أن نلاحظ تلك الخطوط المتقاطعة والمساحات الشفافة التي تشف مساحة خلف أخرى ويعبر فيها عن الإنسان وعن شخصيات متواضعة انطوائية متأملة لمعالمها، وإننا لنشعر بدفء هذه الشخصيات وحوارها داخل اللوحة، وبهذا يمكن القول إن صفوان قد ارتقى عن تجاربه السابقة إلى مرحلة متقدمة وهي التلخيص والاختزال والأكاديمية في العمل الفني، وذلك يعني نضوجاً مهنياً يرتقي إلى كلمة إبداع».
بعد هذا المدخل عن معرض الفنان صفوان داحول يمكننا أن نقدم وجهة نظر الفنان داحول فيما قدمه: «هذا معرضي الأول في سورية بعد انقطاع دام سبع سنوات، وكان آخر معرض لي في صالة السيّد تحت عنوان "تحية إلى محمود جليلاتي"، إذاً جاء هذا المعرض بعد غياب طويل، وقد جاء متضمناً لكل شيء كما أردته من حيث حجم اللوحة الكبير والضوء الداخلي والهندسة والفراغ وما شابه».
«أعتقد أيضاً أنني أردت فيه التأكيد على الفراغ والهندسة والخط الحاد المنحني وإبراز جمالية الدائرة والمربع، أي التأكيد على الثنائية في العمل الفني التي تمنحه حياة، فالثنائية بالنسبة لي هي الحياة».
يضيف داحول «في هذا المعرض لم أرغب في قول شيء، إلا تقديماً مجرداً لتجربة فنية فيها جماليات، ويمكن أن أقول إن المعرض عبارة عن كلمة بسيطة تضاف إلى كلمات غيري لتصبح جملة في مخطوطة إرث الفن التشكيلي السوري».
يتابع صفوان «الحالة الهندسية في أوقات معينة تفرض حالة معينة لشكل جسم الإنسان أثناء التشكيل الفني، وأنا دائماً مولع بالدائرة، وأشتغل عليها كثيراً ولذلك تكون وجوهي أحياناً منكسرة ليس لها تفسيرات واضحة، بل مجرد رؤى كاسم المعرض "حلم"، وأريد أن أؤكد هنا على أن الإنسان أجمل إبداع في هذا الكون، والإنسان قيمة كبيرة، وأتمنى أن يكون خياره الدائم نحو الخير كفطرته الحقيقية».
|