ليلى نصير فنانة التجريب والتجديد تعرض في أيام

04 03

على الفنان أن يحافظ على ذات الطفل المبدع في داخله

عُرفت بفنانة التجريب، وهاجسها الإنسان، وليس الفنان بالنسبة إليها صدى لأحداث، بل إبداع يقاس بخزينه واختمار هذا الخزين إلى مرحلة النضج والانفجار، وتترصد في لوحاتها الإنسان بأشكاله وعذاباته وآلامه كافة لتعيش عذابات شخوص لا تنتهي فهي لا تعرف الفرح، وينظر المرء إلى فنها خاصة والفن عامة على أنه امتداد لحضارات عريقة من تاريخ المنطقة مثل حضارات ماري، وأوغاريت، والحضارة المصرية القديمة.
الفنانة ليلى نصير فنانة أربعينات القرن الماضي تطلق معرضها الاستعادي في غاليري أيام في السادس والعشرين من شباط، وعنه تتحدث «معرضي هذا استعادي قدمت فيه أعمالاً من البدايات وقد انطوى على تجارب مختلفة من تجريدية كلاسيكية، وتجريدية واقعية، وحالات تعبيرية وجودية، وفيه أيضاً مرحلة تعبيرية هي الطباعة بالباستيل، وفي هذه التجارب جميعها استخدمت تقنيات مختلفة ومتعددة من الزيتي، والحبر، والرصاص، والأكرليك وأحياناً في العمل الواحد استخدمت أكثر من مادة واحدة حتى وصلت مؤخراً إلى الأكرليك وهو مادة شفافة تعطيك هذا الحسن القريب من مادة أكوريل، وبالرغم من أنها مادة غنية إلا أنها صعبة».
 تتابع نصير: «هناك نقلة في أعمالي من الحالة التعبيرية إلى حالة أخرى لمّا تختمر ولا أعرف ما هي، وكمحصلة عامة وُصفت بعض أعمالي بالسريالية، وأقول إن هناك شيئاً سريالياً ولكنه ليس مطلقاً، فربما هناك إسقاط للأساطير في أعمالي، وأنا أسميها "فانتازيّة" أكثر منها "سريالية"، وبعبارة أخرى أقول إن أعمالي تنطوي على روح سريالية ولكنها ليست سريالية بالمعايير المعروفة، ولعلني عندما اخترت هذا التوجه جاء ذلك من رغبة في الهروب من الواقع المؤلم واقعِ الإنسان المعذب، أي هروب من الواقع إلى اللاواقع إلى مكان أرحمَ فيه فرح ونورانية، أي حالة من الصوفية، وربما فيه عالم من موسيقا، وبعد ذلك يكون الإسقاط على أساطير، وبذلك يمكن أن تشاهد في لوحاتي الأخيرة عالماً موسيقياً شاملاً فيه إسقاط للأسطورة».
 تضيف نصير: «الإنسان هاجسي في أعمالي معظمها، فلم أرسم الطبيعة أو شيئاً من تفاصيل جماليتها إلا نادراً، وبقي الإنسان حافزاً في أعمالي مجملها لأنه من وجهة نظري مظلوم معذب بسبب ذكائه، ولعل معاناتنا حقيقةً بوصفنا بشراً ناجمة عن ذكائنا، لذلك أترصده في كل شيء وأعبر عنه، وتخذلني أحياناً الأداة في تصويره فأبحث عن إضافات جديدة كي أقترب أكثر من الحالة التعبيرية التي أريد أن أصفه فيها». وتجد نصير أن «الإنسان كلما تقدم في العمر يميل نحو العزلة والكمون، وقد شارفتُ على السبعين، ولهذا العمر سماتُه وخصائصه الفكرية والفيزيولوجية، لكنني لم أتوقف، فأنا فنانة التجريب، وأبحث عن التجديد والتطوير والإضافة، فهو بحد ذاته بالنسبة إلي إضافة، ومؤخراً كنت بصدد تجربة جديدة أستخدم فيها تقنيات جديدة إلا أنني توقفت لأسباب صحية، لكن هذه التجربة المتميزة الجديدة ما زالت ماثلة في ذاكرتي وحكماً سأعبر عنها في وقت لاحق، لكنني لا أدري متى يكون ذلك».
 تعددت وسائل تعبير الفنانة ليلى نصير بين الشعر والقصة القصيرة وعالم التشكيل والألوان، وفي هذا تقول «الرسم بحاجة إلى مكان وَضَوء وألوان وهو عمل يوسم بالمدروس ويعالج بالأبيض والأسود، وبعدها يُنقل إلى اللوحة، ومن المحتمل أن يتغير عدة مرات، فالزمن هنا قد يقتل الكثير من الحس الداخلي في العمل الفني المدروس، أما في الشعر والقصة القصيرة فهناك لحظات تعبيرية ملتصقة بالذات تريح الأنا، وهي وسيلة تعبيرية سهلة لا تفقد مفرداتها مع الزمن، وما الشعر أيضاً إلا مجموعة صور ولوحات بينما العمل الفني صورة من الصور الشعرية، وكمحصلة نهائية ذلك كله فنون ملتصقة متلاحمة لا يمكننا الفصل بينها».
تؤكد نصير على أن «في داخل كل فنان طفلٌ قد يكون عبثياً أو غير عبثي، لكنني أؤكد على ضرورة بقاء هذا الطفل الكبير داخل الفنان، ومن الممكن أن نغير هذا المفهوم الواسع ونبدله ولكننا يجب أن نبقيه فإذا مات هذا الطفل في داخلنا، فهذا يعني قتلاً للإبداع وانعداماً للإنسان».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    سامر:

    شكراً ويعطيكم العافية

    السعودية