تصاعد الخط البياني للدراما السورية 21/تشرين الأول/2008
 تناولت ندوة مساء الخميس الماضي 16 تشرين الأول، «الدراما السورية واقعها وآفاقها المستقبلية» ضمن فعاليات المهرجان الثقافي السنوي الذي يقيمه المجلس البلدي بحمص، شارك فيها الفنان عبد الفتاح مزين والكاتب المعروف نور الدين الهاشمي والمخرج والممثل المسرحي حسن عكلا، بحضور معاون مدير التربية للتعليم الثانوي أحمد زكريا، وعدد من المثقفين ومتابعي الأنشطة الثقافية وذلك في المركز الثقافي بحمص.
بداية الندوة تحدث الفنان عبد الفتاح مزين عن مصداقية الدراما السورية، التي هي أهمّ أسباب نجاحها وانتشارها واستعرض تطورها منذ ستينيات القرن الماضي ونهضتها الكبيرة منذ مضي عقد ونصف، وأرجع نهضتها إلى إعطائها فسحة من النقد البناء من جهة وفتح حيز واسع أمام الكاتب التلفزيوني من جهة أخرى، مؤكداً أنه لابد من توافر عنصرين أساسيين لنجاح الدراما وهما تقديم الفائدة أولاً وتقديم المتعة ثانياً.
وأشار إلى تصاعد الخط البياني للدراما السورية وتطورها بشكل دائم لأن الأعمال الدرامية السورية هادفة ولديها مصداقية، بهدف رفع الوعي الثقافي عند المشاهدين.
مشيراً إلى وجود قفزة نوعية كبيرة ستكون في الأعمال الدرامية السورية للموسم القادم وهناك تحضيرات مهمة جداً، والأمل يحدونا بتلافي الأخطاء المرتكبة في العام الحالي والأعوام الماضية.
بدوره أكد الكاتب الهاشمي، أنّ أهمّ قوة في الدراما السورية هو بحثها الدائم عن الجديد نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، وعزا أسباب نجاحها إلى دخول رأس المال في صناعتها من خلال الشركات الخاصة وعودة الأجيال الشابة من المخرجين والفنيين إلى الوطن بعد دراستهم في الخارج واكتسابهم الخبرة وانتقال عدد من كتّاب القصة والرواية إلى الكتابة التلفزيونية بعد تدفق خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية إلى الوسط الدرامي، إضافة إلى أن التنوع الثقافي والديموغرافي والطبيعي للقطر أعطى تنوعاً وإبداعاً في الصورة البصرية والدعم المادي المقدم من القطاع العام لشراء الكثير من الأعمال.
كما أشار خلال حديثه إلى خطورة بعض الأعمال عندما توهم المتلقي أن ما جرى في الدراما هو ما حدث فعلاً ومنها مسلسل باب الحارة والمغالطات الكثيرة التي حدثت فيه حيث لم يعطِ المسلسل كما رأى صورة حقيقية عن دمشق في ثلاثينيات القرن الماضي وشوّه في العديد من الجوانب صورة الحياة الاجتماعية وتساءل عن أسباب تغييب دراما الطفل عن الأعمال الدرامية وخطورة هذا الأمر على المجتمع.
من جهته المخرج حسن عكلا قال: «استشعر أن الدراما السورية في خطر يكاد يجعلها دون مستقبل وتكرس نفسها في التربة الوطنية، ورأى أن بعض الأعمال عملت على تزييف التاريخ والواقع الاجتماعي لدمشق، إن الدراما السورية ليست تابعة ولا قائدة وهي تنتج حسب متطلبات السوق وتحوّل الفن إلى سلعة وتشتغل على عناصر الدهشة والاحتيال البصري على المشاهد لتمرر موضوعاتها، وهناك شيء ملتبس وهو ليس عن عدم وعي وإدراك والسبب إدخال الدراما في نفق السلعة الإنتاجية التي تنافس في السوق».
خاتماً حديثه عن ضرورة إعادة النظر بما يعرض على شاشتنا والمشاهدة من منظور نقدي واللجوء للحوار والنقاش بأسلوب عقلاني ومنطقي مع الآخرين.
|