التشكيلي ناثر حسني: أوثق دمشق القديمة للتاريخ والأجيال القادمة

31 أيار 2015

.

دفع حب مدينة دمشق القديمة التشكيلي ناثر حسني لان يختص في تقديمها عبر لوحاته لاكثر من خمسين عاما دون كلل أو ملل فهو مع كل عمل جديد يضع شغفه الكبير واحساسه المرهف في تفاصيل هذه الحارات والبيوت التي تمتلك من الحكايا ما لا يمكن حصره وعده بحسب رؤيته.

وعن مشروعه الفني يقول التشكيلي حسني في حديث لمراسلنا «مشروعي الفني يقوم على توثيق مدينة دمشق القديمة بكل ما فيها من حارات وبيوت وما تحويه من تفاصيل جميلة ورائعة مثل الفسحات السماوية وأشجار الكباد والنارنج والورود والبحرة التي تبعث كلها الطمأنينة والسلام في النفس مبينا أن ما دفعه لهذا التوجه هو حبه لمدينته وحرصه على توثيقها بطريقة تاريخية وفنية بعد التوسع العمراني الذي اخذ يقضم هذه البيوت والحارات كما أنه سيعمل على تقديم هذه الأعمال في كتاب لتكون شاهدا فنيا واقعيا للتاريخ عن اقدم عواصم العالم المأهولة حتى اليوم».

ويختار التشكيلي حسني مواضيع لوحاته بعناية حيث يقدم المشاهد الجميلة والبارزة ويضيف لها من روحه وثقافته الفنية التي تراكمت مع الأيام والسنوات من خلال العمل الفني المستمر بدافع الحب الكبير والعشق الدائم لدمشق حيث لا يمكن لاي عمل فني ان ينجح دون حب بحسب رأيه.

ويؤكد حسني أن الأزمة لم تؤثر على عمله الفني اطلاقا فهو لم يتوقف عن الرسم يوما ويقول «نحن شعب يحب الحياة والأزمات تأتي وترحل فهناك الكثير من الأمم التي حلت بها الكوارث والأزمات ونهضت من تحت الركام اقوى وافضل مما كانت عليه بفضل الاستمرار بالعمل في كل المجالات رغم الصعوبات ولحظات الإحباط إلا أن الأمل والإرادة أقوى من كل شيء».

ويشير صاحب التجربة الفنية الطويلة إلى أن الحركة التشكيلية السورية مستمرة في الانتاج فأغلب الفنانين لم يتوقفوا عن العمل ووزارة الثقافة واتحاد التشكيليين مستمران في اقامة المعارض السنوية والفردية والملتقيات الفنية رغم الحاجة للمزيد من هذه النشاطات لدعم الفنانين ولنشر ثقافة التشكيل ورفع الذائقة البصرية للناس.

ويدعو التشكيلي حسني كل المؤسسات في سورية لأخذ دورها في دعم الفن التشكيلي عبر اقامة المعارض واقتناء اعمال الفنانين وعرضها في هذه الموءسسات سواء كانت من القطاع العام أو الخاص ما يحقق الدعم المادي للفنانين ويساعدهم على الاستمرار في العمل إلى جانب نشر ثقافة التشكيل لدى اكبر نسبة من المتلقين الذين سيشاهدون هذه الأعمال.

ويرى ابن المدرسة الواقعية إن التشكيل السوري هو عبارة عن تجارب فردية خاصة ومتنوعة في التوجه الفني من حيث الأساليب والمواضيع لكنه يعتبر أن عددا من الفنانين الشباب تأثروا بالغرب لاسيما بعد شيوع استخدام الأنترنت فبدؤوا يقدمون اساليب الحداثة وما بعدها مقلدين في ذلك اسماء عالمية مشهورة دون أي هوية فنية محلية او ثقافة وطنية سعيا وراء الشهرة وتسويق اعمالهم ولكنهم يفشلون غالبا في كلا الأمرين.

ويؤكد حسني أن على الفنان تطوير تجربته خطوة خطوة حتى يمتلك القدرة لاستخدام مختلف الاساليب عبر الخبرات المتراكمة ومن ثم امتلاك اسلوبية فنية خاصة به لأن النتاج الفني لأي فنان يجب أن يكون موسوعة فنية وتوثيقية للفنان نفسه وللمرحلة التاريخية التي ينتسب اليها وبصمة في الحركة الفنية لوطنه وقيمة فنية للأجيال القادمة فعظمة الشعوب بفنانيها.

ويجد التشكيلي حسني أن مسألة التسويق للأعمال الفنية تختلف من فنان لآخر وان ذلك يدخل في اطار الحظ الذي يلعب دورا رئيسيا في هذه العملية إلى جانب رغبة مقتني الفن بنوعية معينة من الأعمال لافتا إلى «أن السوق الفنية لدينا حاليا جامدة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة مع وجود حالات اقتناء قليلة أحيانا».

ويوضح حسني «أن الفنان السوري يمتلك حضورا قويا في الاسواق الفنية العالمية فهو مبدع ولا يقل عن اي فنان عالمي رغم عدم توفر الدعم المادي والمعنوي له بشكل كبير كما هو غيره من الفنانين في العالم، كما أن للصالات الفنية الخاصة دورا في تسويق اعمال الفنانين في الخارج والتعريف بالتجارب الفنية المحلية».

ويعبر التشكيلي حسني عن تفاؤله بمستقبل التشكيل السوري ويختم بالقول..«إن الحياة ستستمر والفنان السوري اليوم يمارس دوره الفني والوطني عبر عمله ونتاجه الذي لم يتوقف والذي يعبر عن إرادة الحياة لدى السوريين والحزن والالم لا يدومان وبعد الدمار يأتي الإعمار دوما».

والتشكيلي ناثر حسني خريج كلية الفنون الجميلة عام 1970 عضو اتحادي التشكيليين السوريين والعرب عمل في الهيئة الدولية لحماية المدينة القديمة ورأس قسم الترميم والزخرفة في محافظة دمشق اعماله مقتناة في عدد من الدول العربية والعالم حاصل على عدة جوائز وشهادات تقدير وله اكثر من ستة وعشرين معرضا فرديا والكثير من المعارض الجماعية.


محمد سمير الطحان

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان التشكيلي ناثر حسني

من أعمال لافنان ناثر حسني

من أعمال لافنان ناثر حسني

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق