فريق «صدى سورية» من قلب الدمار نهضوا وغنوا للمدينة الجريحة «مشتقلك يا حمص»

08 كانون الثاني 2015

.

استطاع فريق «صدى سورية» المكون من مجموعة من المواهب الشابة وبإشراف نادي حمص الثقافي الاجتماعي إنتاج أغنية كاملة بعنوان «مشتقلك يا حمص» متخذين من أحد أكثر الأماكن تدميرا وخرابا في المدينة القديمة ليكون مكانا لتصويرها ليوجهوا من خلالها رسالة حب وشوق للمكان الذي عاشوا فيه وترعرعوا ويؤكدوا على ثقافة النهوض بعد الألم والمصاب الكبير.

وأشار أسامة محمود مخرج العمل ومشارك بكتابة الكلمات إلى أن الفكرة جاءت من قناعة الفريق بأن حمص على مدى التاريخ كانت مدينة للثقافة والأدب والفن وما حصل في السنوات الأخيرة لن يمحو تاريخها لذلك «أردنا ان نوجه رسالة للعالم نؤكد فيها أننا سننهض من جديد من بين الدمار».

وأوضح محمود أن الأغنية لم تسجل باستوديو إنما سجلت وصورت مباشرة حيث توزع أعضاء الفرقة في أماكن مختلفة من الأبنية المهدمة وهي أماكن كانت التنظيمات الإرهابية زرعت فيها المتفجرات والألغام وبالتالي كان هناك خطورة كبيرة على حياة الجميع أثناء التصوير ولكن الرسالة التي تحملها الأغنية كانت تستحق هذه المخاطرة.

وتحدث مخرج العمل عن الصعوبات التي واجهت الفريق والتي يعد من أهمها ضعف الإمكانيات والآلات البسيطة المستخدمة.

كما كشف أسامة محمود وهو أحد الأعضاء المؤسسين بنادي حمص الثقافي الاجتماعي أيضا عن نية فريق صدى سورية تقديم أغنية وطنية قريبا بعنوان «جلق الخيرات» حيث يجري التحضير لها واتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء بتصويرها إذا سمحت الظروف.

بدوره أوضح توفيق الدحبيش أحد مؤسسي نادي حمص الثقافي الاجتماعي أن أغنية «مشتقلك يا حمص» هي أغنية قديمة مجددة لحنها الراحل أسعد ليلى وكتب كلماتها طالب شحود وأضاف إليها أسامة محمود بعض الكلمات وهي تخاطب وجدان المواطن السوري والحمصي وخاصة من أرغمته الظروف على ترك منزله.5

وأشار دحبيش إلى أن الهدف من الأغنية هو الترويج الجديد لمدينة حمص وأنها ما زالت تضج بالحياة وعشقها على عكس ما يسوق له الكثيرون بأن حمص مدينة مدمرة خالية من كل أنواع الحياة وبناء على ذلك تم اختيار المكان لنوحي من خلاله أننا قادرون أن ننهض كما ينهض طائر الفينيق السوري الأسطورة.

من جهته قال عازف العود بفرقة صدى سورية علي حلاق.. إن كلمات الأغنية عبرت عما يجول في قلوب جميع أبناء حمص الذين اعتادوا على أن يعيشوا الضحكة والفرح فيها ويتجولوا بين أزقتها وحاراتها.

من جانبها أشارت المغنية نوار النداف إلى أن أغنية «مشتقلك يا حمص» تسعى أيضا إلى إعادة الفن الملتزم والطرب الأصيل الذي ابتعدنا عنه في حياتنا الآن وهي إهداء لروح الملحن الراحل أسعد ليلى لما له من الفضل الكبير في تعليم طلاب كلية الموسيقا وغيرهم على كل الآلات الموسيقية لافتة إلى أن ليلى وافته المنية قبل تصوير الأغنية بشهر ما أثر في قلوب جميع أعضاء الفرقة وزادهم إصرارا على أن يقدموا أفضل ما لديهم.

بينما أوضح المغنيان لبنى الرجو وأيمن حسن أن الأغنية ذات طابع وطني تحمل بين كلماتها مشاعر الشوق والإحساس الصادق لمدينة حمص بعد أن أصابها المزيد من الحزن والدمار والخراب مشيرين إلى أن الفرقة دأبت لتعطي المكان المهدم الحياة وامتزجت فيه ما ساعد على نجاح الأغنية.

يذكر أن فريق صدى سورية استطاع أن يثبت نفسه مؤخرا على الرغم من إمكانياته البسيطة نظرا لما يمتلكه من مواهب شابة ومهارة في الغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقية وقد شارك في العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية أبرزها مهرجان ليالي وادينا الصيف الماضي.





لارا أحمد

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق