النقوش الكتابية على أوابد قلعة الحصن كنز حضاري لا يزال يستهوي الباحثين

14 تشرين الأول 2014

.

تعد النقوش الكتابية والنصوص التي تركها أجدادنا الأقدمون على الأوابد الاثرية في قلعة الحصن لوحات فنية ووثائق تشهد على عمق تاريخ هذه القلعة التي تعتبر من أضخم قلاع القرون الوسطى وأكبر قلعة عسكرية أثرية في العالم.

ويقول الباحث المحامي خالد البيطار لمراسلنا إن الخطاط المبدع الذي رسم تلك النقوش حول المادة الجافة إلى لوحات فنية آخاذة ناطقة على الرغم من تراكم غبار آلاف السنين عليها وهي تروي حكاية لا تنتهي عن حضارات اندثرت وبقيت وحدها النقوش شاهدة على تلك العصور.

وحول النقوش الكتابية في الجدران الداخلية لقلعة الحصن يشير البيطار إلى أن الجهات المعنية أولت اهتماماً كبيراً بالقلعة كمعلم سياحي وأثري بارز وكنموذج معماري فريد حيث وضعت المؤلفات ونشرت الصور والخرائط والمطويات للإطلاع على فن العمارة البديع على قلعة تعتبر من أضخم قلاع العالم على الإطلاق لا توازيها بضخامتها وشدة تحصينها والحفاظ على أبنيتها قلعة أخرى.

ويضيف البيطار أن القلعة تثير دهشة وحيرة كل من سمع عنها بسبب ضخامتها وهندستها وموقعها وكيفية نقل الحجارة الغريبة عن المنطقة إليها لبنائها عبر مناطق وعرة في زمن غابت عنه الآلات الحديثة والطرق المعبدة والذي يطلع على دقة البناء والتفاصيل عندما يزورها يزداد إعجابا وعجباً معاً.

ويشير الباحث إلى أنه يوجد في القلعة ثلاثة نقوش صليبية أحدها يعود إلى عهد مقدم الاسبتارية في القلعة نيقولاس لورني نقش بحروف غائرة لاتينية على حجر في برج من أبراجها إضافة إلى نقشين متقابلين في آخر نافذة من الشمال في القاعة الكبرى للقلعة وتدعى قاعة الفرسان أحدهما باللغة اللاتينية والآخر بالفرنسية.

أما النقوش العربية على جدران القلعة وأبنيتها فهي كثيرة وبعضها يصعب الوصول إليه وقراءته بالعين المجردة بسبب ارتفاعه الشديد والعوامل الزمنية التي مرت عليه حيث يوجد عند المدخل الرئيسي وفوق الباب النقوش العربية البديعة والتي تحتل المساحة الكبرى وهي تعود إلى عهد السلطان الملك الظاهر أما النقش الثاني فموجود تحت الأول على مدخل القلعة ويعود للعصر المملوكي كما يقول البيطار.

ويضيف يوجد في برج الظاهر بيبرس وعلى الدعامة الضخمة ثمانية الأضلاع التي تحتل وسط البرج نقش كتابي بعرض 55 سم وطول 120 سم وعلى ارتفاع 290سم عن الأرض أما على السور الغربي للحصن الداخلي وعلى الجدار أيضاً فوق المصطبة غرب الطاولة المستديرة فيوجد نقش كتابي آخر مؤلف من ثلاثة أسطر مكتوب بحروف نافرة بخط الثلث الجلي ضمن إطار جميل طوله ثلاثة أمتار بعرض 60 سم على أربعة حجارة.

ولفت إلى أنه على سطح البرج الذي يعلو المعبد في القلعة ضريح يحمل نقوشاً كتابية كما يوجد شاهدة المثلثية تحمل نقشاً كتابياً متفاوتاً عبارة عن ستة أسطر متفاوتة الطول من رأس المثلث إلى قاعدته وكلها منقوشة بالخط النافر.

ويتابع البيطار أنه يوجد نقش كتابي على المدخل الجنوبي للمعبد في القلعة ونقشان متقابلان على النافذة الشمالية الأخيرة لقاعة الفرسان ونقش في آخر برج في القلعة مكتوب بحروف لاتينية من خمسة أسطر مشيراً إلى أن هناك نقوشاً موجودة داخل القلعة على حجارة منقولة من الأماكن التي اكتشفت فيها أثناء إجراء بعض الحفريات.

ويضيف البيطار أنه في البناء العثماني داخل القلعة والذي يهيأ ليكون متحفاً بحد ذاته يوجد حجر نقش عليه بكتابة مائلة إلى الأعلى بخط ثلث جلي عبارات يفصل بينها خط نافر والكتابة بحروف نافرة، كما يوجد حجر من البازلت بطول 100 سم وعرض 30 سم منقوش بأحرف يونانية وفي مكان آخر من البناء نقش على حجر بعرض حوالي 40 سم ونقل إلى القلعة بعد اكتشافه كما يوجد حجر آخر منقوش بالخط الكوفي.

وفيما يتعلق بالجدران الخارجية للقلعة يذكر البيطار أنه يوجد نقشان على برج الظاهر بيبرس الدائري وفوق الباب السري العالي وجاءت الكتابة فيه على شكل قوس على أربعة عشر حجراً بين أسدين شغلت ثلثي المدماك تقريباً.

أما على برج قلاوون الذي يزيد ارتفاعه على عشرين متراً وطوله على ستة عشر متراً والذي يعتبر آخر برج في الأسوار الجنوبية يوجد نقش كتابي مؤلف من سطرين بطول 150 سم وعرض 50 سم ونقش آخر طولة 14 م وعرضه 50 سم على حد قول البيطار.


مي عثمان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق