بمزيج من المطر والصبر والإصرار وبحضور تجاوز الألف كان حفل الافتتاح 25/آب/2008
انطلقت فعاليات مهرجان الجاز الذي يُقيمه قسم «ثقافة وتراث» في الأمانة السورية للتنمية بقلعة دمشق، وبرغبة كبيرة وفرح أكبر تدفّق الناس من محبي الجاز للاستمتاع بأجواء هذا النوع من الموسيقى. فالافتتاح الذي كان مقرراً يوم السبت 23 آب، تأجل لليوم الثاني، بسبب سيول الأمطار المفاجئة والتي كانت سبباً في تعطيل أجهزة الصوت والكثير من المشاكل التقنية التي لم تكن متوقعة.
ورغم التأخير وتأجيل الافتتاح الفعلي، إلا أنه "وكما قال مُقدّم الحفل «كرمال جيتكم»" وبحلول الساعة 9.30 مساءً، قام الفنان البلجيكي بيرت جوريس مع السويسري فرانسيس كوليتا بتقديم معزوفاتٍ جميلة تقديراً لذلك الحضور الذي أتى قبل الساعة 8.00 مساءً، ليضمن لنفسه جلسةً مريحة وإصغاءً ممتعاً، فقدّمت الفرقة مقطوعاتٍ موسيقية مثل «مستر ديدو»، و«ماغوني»، وغيرها، وأعرب جوريس عن سروره لأن هذه المرة الأولى التي يحيي فيها حفلاً في هذه القلعة الرائعة وهذا المكان الجميل.
وفي اليوم التالي، الأحد 24 آب، كان الأمل كبيراً، حيث ستكون الافتتاحية بألقها المنتظر، ولكن إصرار الطبيعة لليوم الثاني على تنقية الجو من الغبار كان مُلحّاً، ففي حوالي الساعة 9.30 تقدم مُقدّم الحفل بخطواته الواثقة ونبرته الجدّية وبنفس ابتسامة اليوم الفائت قائلاً: «انتو ملّيتوا!» وتجاوباً مع هدوء الجمهور المُنتظِر، وتوافقاً مع المقولة السائدة «السكوت علامةُ الرضا»، أجاب بنفسه «شخصياً أنا ملّيت.. معناها نحنا متفقين»، و أكمل «أنتو بتعرفوا المطر خارج عن إرادتنا.. وسنبدأ الحفل خلال دقائق».
وفعلاً لم تمضِ إلا دقائق وبدأت فرقة «حوار» بمقطوعةٍ رائعة بعنوان «ياسمين» من تأليف عازف الكلارينت كنان العظمة امتص بها إرهاق الانتظار وألغى إحباط الكثيرين بتناغم موسيقاه، تلتها مقطوعة «صباح» من تأليف كنان أبو عفش عازف التشيلو السوري القادم من أمريكا، وبعدها مقطوعتا «الربيع» و«رائحة المطر»، التي كانت منسجمة مع أحداث هذا اليوم كما علق عليها كنان، والمقطوعة الخامسة كانت باستضافة فرقةٍ إيقاعية، وتلتها مقطوعة «تشرين»، و«Solo for you»، و«Speak»، واختتمت حوار بمقطوعة «عُرس».
يُذكر أنّ فرقة حوار تتألف من كنان العظمة على الكلارينت، وكنان أبو عفش على التشيلو، وعمر المصفي على الإيقاع، وكيسيلار على الدرامز، وفرانك كارلبيرغ على البيانو، ويورغوس أنتونيو على الكونترباص.
وفي الجزء الثاني من الليلة الأولى، قدم عازف الترومبيت وفرقته الكندية البريطانية معزوفاتٍ موسيقية استمرت لحوالي ساعة، أمتع بها الحضور بإبداع ملحوظ مع فرقته التي تتألف من كيني ويلر على الترومبيت، وجوست كيسيلار على الدرامز، و فرانك كارلبيرغ على البيانو، وجرجيوس أنتونيو على الكونترباص.
وكان اختتام هذا اليوم الجميل مع بان اكيرمان من هولندا وفرقته، بمعزوفات استمتع بها الحضور رغم تأخر الوقت ولكن المتعة طغت على إحساس الجميع بالوقت.
الجدير ذكره أن الفرقة تتألف من يان اكيرمان على الغيتار، وكوين مولينار على الكيبورد، وولبراند ميسك على الغيتارباص، وريمكو فان ديرسولس على الدرامز.
و هكذا كان افتتاح مهرجان الجاز لهذا العام بمزيج من المطر والصبر والإصرار والتحدي، افتتاحيةٌ جميلة رغم كل المعوقات، وأجواءٌ موسيقية مُفرحة عاشها أكثر من ألف من الحضور في قلعة دمشق في ليلة طويلة جدا.
|