تأبين الأديبة قمر كيلاني في مكتبة الأسد

16 كانون الثاني 2012

المشاركون: أدبها ملتصق بالحياة اليومية ممزوج بالمشاعر الفياضة

بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أقامت وزارتا الثقافة و التربية واتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين والاتحاد العام النسائي ظهر اليوم في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد حفلا تأبينياً للأديبة الراحلة قمر كيلاني وذلك بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها.

وقال الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة في كلمة له خلال الحفل إن الأديبة الراحلة كانت قمراً أضاء سماء حياتنا الثقافية بما يقارب نصف قرن من الزمان فرحلت قمرا تاركا ضوءه الشاحب الحزين في قلوب المحبين الكثر مضيفا أن هذا القمر لن يغيب وأن أشعته التي كانت تضيء المساءات المضمخة بعطر الياسمين وأحلام الحنين ستبقى تنير القلوب وذلك عبر الكلمات.

وأضاف وزير الثقافة أن أدب الراحلة كيلاني سيضيء دروبنا ويكرس فينا المحبة و الوئام الذي نشأنا عليه فى ربوع وطننا الحبيب مشيراً إلى أنها كانت سيدة دمشقية أنيقة ومتألقة من خلال حضورها الواثق والقوي في اتحاد الكتاب العرب والاتحاد النسائي واليونسكو والالسكو والاسسكو وفي جميع المحافل الدولية.

وبين عصمت أن الراحلة تركت في كتاباتها شعورا بالفخر والزهو لدى أقرانها من الكتاب جميعا ذكورا وإناثا مجسدة دور المراة العربية في المجتمع وهي بهذا مصدر فخر واعتزاز من قبل الوسط الأدبي السوري والعربي وربما العالمي وكتاباتها كانت غزيرة وأسلوبها سلسلا رشيقا فصيحا يصل من القلب إلى القلب وهذا ما أهل أدب كيلاني ليترجم إلى الفرنسية والإنكيزية والفارسية والروسية والهولندية وذكر اسمها في العديد من الموسوعات العربية والعالمية مشيراً إلى أن وزارة الثقافة ستعيد إصدار أعمال الراحلة في حلة جديدة لتبقى في الذاكرة.

وقال الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب إن الراحلة كانت ودمشق توءما في الأدب والثقافة خلال ثمانين عاما وكان كل منهما يتشقق عن أكمام الياسمين الأبيض البسام بأفضل العطر ويندمج في عشق التاريخ والحضارة حتى النخاع ويتزنر بالبطولة والصمود عزة وشموخا شموخ قاسيون الأشم وفخاره ويقدم آيات إبداعه على جناح الكلمة العذبة والجميلة حتى غدت حياتها عطاء وإبداعا مستمرا حتى اللحظة الأخيرة.

وأضاف جمعة أن ما ساعد الراحلة كيلاني في إبداعها الأدبي ثقافة موسوعية وازنت فيها بين القديم والحديث وروءية منبثقة من الالتصاق بالواقع الراهن وتحولاته الثقافية والسياسية والاجتماعية والخلقية والاقتصادية، فكانت ترى الواقع وتسمع قصص أحداثه وتحللها لتغدو تجربة خاصة وفق ما يطلق عليه الواقعية السياسية والاجتماعية والرمزية.

ولفت جمعة إلى أدب كيلاني ووقوفها طويلا عند تدفق هجرة الصهاينة إلى فلسطين وخاصة القدس وإحلالهم محل كثير من أصحابها الفلسطينيين، إضافة إلى إصرارها على ألا تكسر إرادة التشبث بالأرض والدفاع عنها، فكانت واحدة من المجددات في الرواية الحديثة وصياغة أحداثها محاولة الإفادة من المجازات الدلالية دون الابتعاد عن الواقع الحقيقي منوها بأدب كيلاني الملتصق بالحياة اليومية والممزوج بالمشاعر الفياضة وتعبيرها المستمر عن التماهي بين رغباتها الخاصة والتأويلات التي ترسمها كتابتها السردية النابضة بالحيوية والخصوبة.

بدوره قال الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين إن الراحلة كيلاني واصلت باستمرارية في الاستثمار الأمثل لوقتها وإمكاناتها الفكرية وتجاربها الطويلة مشيرا إلى أن هذه الاستمرارية شكلت إنموذجا للعطاء الثر في ملامسة الواقع والأفكار.

وأضاف مراد.. إن قمرا روت لنا القصة وقصت علينا الرواية فكانت تقدم نفسها في هذين النوعين من الكتابة وفي كتاباتها الصحفية ابنة بارة لدمشق التاريخ التي دمعت عيناها لفقد القمر وابنة لسورية الحضارة التي ما هانت ولا لانت أمام أحد فبواباتها السبع عنوان عراقتها وشموخها دمشق هي التي تواجه ما تواجه اليوم من افتراء وظلم وظلاميين ستنتصر بارادة الشعب ووحدته في وجه المؤامرة الكبرى.

وبينت ماجدة قطيط رئيس الاتحاد العام النسائي أن الراحلة اغنت المكتبة بعشرات العناوين بفن الرواية و القصة و البحث و التوثيق إضافة إلى دعمها لقضايا المرأة ومساهماتها في الإعلام النسوي.

من جانبها أشارت غادة الجابي في كلمة أصدقاء الفقيدة إلى صدق مشاعرالراحلة وأصالة إنسانيتها ونبلها الرفيع وكفاءتها المتميزة وثقافتها الواسعة وإمكاناتها القيادية الفريدة وجرأتها في قول الحق وقدرتها على الاقناع وعدم القبول بأنصاف الحلول واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

وأضافت الجابي... إن الأديبة الكبيرة كانت من الأسماء اللامعة في مجال الرواية والقصة والبحوث في سورية وإنموذجا مهما لأدب المرأة بجوانبه الوطنية والاجتماعية وأبعاده الإنسانية والإبداعية، مضيفة أن العروبة كانت أولى المعاني السامية التي جسدتها الراحلة كرديفة للحرية والكفاح التحرري والعمل الجاد المخلص من أجل بناء حياة أفضل للانسان مركزة على مفاهيم الحقوق والواجبات ومعتمدة على العلم والمعرفة.

كما أشارت كلمات أصدقاء الفقيدة إلى أن الراحلة آمنت بالكلمة النزيهة فنذرت نفسها وقلمها لتجسيد الحقيقة وظلت مؤمنة حتى آخر أيامها بأن الكلمات هي الأكسير الذي يمكن من تغيير الزمن.

بدورها ألقت الأديبة لينا كيلاني ابنة الفقيدة كلمة آل الفقيد شكرت فيها من واساهم بفقيدتهم ووقف معهم في مصابهم مشيرة إلى أن الأديبة تركت رصيدا عزيزا و غاليا من الصداقات النقية الرائعة و إرثا كبيرا من الأعمال الأدبية و الفكرية.

يذكر أن كيلاني كانت قد توفيت في الثلاثين من تشرين الثاني الماضي بعد صراع مع المرض الذي لم يمنعها يوماً عن ممارسة العمل الأدبي حيث أغنت المكتبة العربية بعشرات الكتب التي تخلد اسمها بعد رحيلها من أبرزها في الدراسات التصوف الإسلامي، أسامة بن منقذ، امرؤ القيس، وفي مجال القصة القصيرة عالم بلا حدود، الصيادون، بستان الكرز، طائر النار، الأشباح وغيرها.

وشارك في حفل التأبين الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور عدنان محمود وزير الإعلام وعدد من رؤساء النقابات المهنية و المنظمات الشعبية وعدد من الأدباء و المثقفين.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق