نموذج متكامل لفنّ الفسيفساء السوري

28/تموز/2008

كشفت أعمال التنقيب الأثري التي قامت بها دائرة آثار معرة النعمان عن لوحةٍ فسيفسائية في بلدة التمانعة الواقعة إلى الشرق من مدينة خان شيخون مساحتها 400 متر مربع تقريباً.

وأوضح غازي علولو -رئيس دائرة آثار المعرة- أنّ اللوحة المكتشفة تُشكل أرضية مبنى كنيسة يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، وهذه اللوحة تشير إلى أنّ الكنيسة مؤلفةٌ من صحنٍ مركزي ورواقين جانبيين يفصل بينهما عددٌ من الدعامات الحجرية، وقوسٌ نصف دائرية من الشرق تمثل نموذجاً متكاملاً لفنّ الفسيفساء السوري خلال النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي، حيث تتميز بتنوع رسومها وزخارفها الهندسية.

وتُشكل اللوحة مشهداً متكاملاً مستطيل الشكل يتألف من حملين متناظرين يقفان أمام نافورة مياهٍ عليها أربعة طيور تشرب الماء المقدس وخلفهما ثورٌ وغزال، والمشهد مؤطر بإطارين الأول من زهرات اللوتس المتناوبة رأساً على عقب، والثاني من شبكةٍ متداخلة من الأشكال الهندسية كالمربعات والمعينات وشبكة من المستطيلات المتعامدة يفصل بينها مربعات مزخرفة بألوان قوس قزح، ومشهدٌ حيواني يمثل المواجهة بين ثورٍ وفهد على خلفيةٍ بيضاء، وفي الرواق الشمالي رُصفت زخارف هندسية وتمثيل لنجمين مضلعين، كلّ نجمٍ مؤلف من مُضلع محاط بمعينات ومربعات، وداخل احدهما كتابةٌ يونانية مؤلفة من سبعة سطورٍ تؤرخ لرصف هذه الأرضية سنة 476 ميلادية.