نسخة تجريبية

40 موقعاً أثرياً على لائحة التراث العالمي مطلع 2009
منع البناء السكني داخل حرم هذه المواقع وتطوير النظام الزراعي والاقتصادي

04/آب/2008

عثرت بعثة التنقيب الوطنية خلال أعمالها في السور الدفاعي الشمالي لمدينة تدمر الأثرية على العديد من رؤوس الأشخاص، والتماثيل، والمشاهد التي انتزعت من المدافن والمعابد، وأعيد استخدامها خلال الفترة البيزنطية-الغسانية لترميم الأسوار وتجديدها.
وذكر المهندس وليد أسعد -مدير آثار تدمر للبعث- انه تمّ الكشف عن منحوتةٍ مشوهة تمثل جانباً من الأسطورة اليونانية التي تصور البطل هرقل عارياً يحمل هراوة وجلد السبع تجسيداً للقوة الإلهية الموضوعة في خدمة البشرية وحمايتها من الأخطار والكوارث.
كما تم العثور على قطعتي نقد مطموستين بحاجة إلى صيانة وتنظيف لاستكمال دراستهما فيما بعد، وتقوم البعثة على كشف أجزاء من الخندق والواجهات لترميم ما يلزم منها حسب الوضع الإنشائي، إضافةً إلى العمل في البرج الدائري الذي كُشف فيه عن غرفة مربعة الشكل مساحتها 5.5 متر مربع في داخل درجٍ حجري ارتفاعه 4.60م، يؤدي إلى مرامي السهام وباب حجري في الجهة الشرقية من البرج.
من جهةٍ ثانية وفي ريف دمشق، اكتشفت دائرة آثار المحافظة موقعاً أثرياً وجيولوجياً مهماً في الجبال الغربية شمال غرب الزبداني ويبعد نحو 3 كم في المنطقة الواقعة قرب نهاية وادي قاق، وذكر السيد محمود حمود -رئيس دائرة آثار ريف دمشق- للبعث: «إنّ اكتشاف الموقع تمّ خلال أعمال المسح الأثري التي تقوم بها الدائرة بالتعاون مع مجلس مدينة الزبداني، وهو يقع على سطح هضبة تسمى جنينة الدير، ويضم بقايا معمارية بسيطة من العصرين الروماني والبيزنطي، أهمها أساسات لبعض الجدران التي مازالت قائمة، وخزان لتجميع المياه مبني بالحجارة بطريقة مختلفة، وتحيط بالموقع الأثري مجموعةٌ من الصخور الطبيعية تظهر عليها بشكل كثيف مستحاثات تعود للحقبتين الجيولوجيتين الثالثة والثانية أي من نحو 100 مليون سنة».
وأضاف حمود: «إن أهمية الموقع الأثري المُكتشف من الناحيتين الأثرية والجيولوجية تأتي من كونه أحد المواقع الكثيرة المنتشرة في تلك المنطقة التي تشير إلى ازدهارها في العصرين الروماني والبيزنطي، وعدم اقتصار السكن فيها على مدينة الزبداني أو مراكز البلدات الحالية بل امتد إلى الجبال الغربية، ونفس الشيء بالنسبة للجبال الشرقية التي تضم عشرات المواقع الصغيرة السكنية، والدينية، والدفاعية»
مشيراً إلى انه في نهاية وادي قاق توجد مجموعةٌ من المدافن المحفورة بصخور الجبل نُحتت فوق احدها تماثيلٌ نصفية للمتوفين، مكتوب عليها نصوصٌ جنائزية وبقايا مبان من العصرين الروماني والبيزنطي، وكذلك على قمة الهضبة تمّ الكشف عن بقايا منشأة تسمى دير النبات استخدمت على الأغلب كحصن مراقبة، والى الشمال قليلاً جنينة الدير التي تعرضت آثارها للتخريب والتجريف بشكلٍ أساء إلى الموقع الأثري، إلا أنّ الأهمية الكبرى تعود للموقع الجيولوجي المحيط بالموقع الذي تتكشف فيه أنواعٌ نادرة من المستحاثات مختلفة الحجوم والأشكال.
من جهةٍ أخرى وفي موضوعٍ متصل تُتابع محافظة حلب، ومديرية الآثار واللجان المنبثقة عن توصيات ورشة العمل الخاصة بالمواقع الأثرية في محافظتي حلب وإدلب والمقترح تسجيلها على لائحة التراث العالمي، والشروط الأولية المفترض تطبيقها حال اختيارها من قبل منظمة اليونسكو والتي أقيمت الأحد الماضي بحلب أعمالها ونشاطاتها في تأهيل وإعداد المواقع الأثرية المختارة والبالغ عددها 8 تجمعات أثرية، منها 5 تجمعات في ريف محافظة إدلب و3 تجمعات في ريف حلب، بغية تجهيزها بشكلٍ يتوافق مع الشروط والمعايير المعتمدة لدى منظمة اليونسكو، حيث من المتوقع أن يتمّ الإعلان عن تسجيل هذه التجمعات التي تضم 40 موقعاً اثرياً على لائحة التراث العالمي مطلع عام 2009.
وكان السيد ايف دوش -خبير فريق اليونسكو للتراث العالمي- قد بين أنّ هذه المواقع تمّ اختيارها من أصل 700 موقعٍ اثري، بناءً على معايير تأخذ بعين الاهتمام العلاقة بين هذه المواقع والمشاهد الطبيعية المحيطة بها، وكيفية إدارة هذه التجمعات بطريقةٍ تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للسكان المحليين، مقدماً جملة من المقترحات للسلطات المحلية تتضمن منع البناء السكني داخل حرم هذه المواقع وتطوير النظام الزراعي والاقتصادي بما ينسجم وحماية البيئة الأثرية والسماح ببناء منشآت سياحية وخدمية بسيطة ضمن شروطٍ معينة.



سانا

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك