تشييع الموسيقي الكبير صبحي جارور

23 آب 2011

الفنان الراحل واحد من أشهر عازفي الكمان في سورية

شيعت الأوساط الفنية والثقافية اليوم الموسيقي الكبير صبحي جارور الذي توفي مساء أمس إثر نوبة قلبية عن 67 عاما ووري جثمانه في مقبرة باب الصغير في باب الجابية بدمشق.

ويعتبر الفنان الراحل من أشهر عازفي الكمان في سورية حيث قدم تجربته الفنية عبر الإذاعة والتلفزيون لمدة لا تقل عن خمسين عاما ألف خلالها مقطوعات موسيقية هامة جدا وعزف مع كبار المطربين والفرق الموسيقية في الوطن العربي.

عشق الفنان الموسيقا مبكرا حيث تعلم الكمان في عمر العشر سنوات على يد الأستاذ الكبير ميشيل عوض وما إن تعلم العزف على الكمان حتى بدأ العمل في الإذاعة والتلفزيون عام1960.

عين في فرقة الإذاعة بقيادة الفنان تيسير عقل وكان عمره حينها 14 عاما وتابع تعلمه على آلة الكمان على يد الكثير من الخبراء ما جعله يتميز في الفرقة ويصبح فيما بعد قائدا لها مدة ثلاثين عاما متابعا إنجازاته الفنية وعمله مع فنانين عرب مثل المطرب اللبناني محمد جمال حيث بقي جارور مدة طويلة في فرقته مسافرا معه إلى مختلف بلدان العالم كما عزف مع وديع الصافي -صباح -محمد عبد المطلب -كارم محمود -شريفة فاضل -سميرة توفيق وغيرهم.

حمل جارور منذ بداية حياته الفنية لواء الحفاظ على التراث وتأريخه وإعادة إحيائه لذا كانت مقطوعاته من نموذج تراثي فريد وأغلب تسجيلاته تركز على موضوع صون الموسيقا العربية وتجديدها.

وأشار المايستروأمين الخياط إلى موهبة المرحوم جارور المتميزة في الساحة الموسيقية في سورية وقال.. كان صبحي عازفا في فرقة الإذاعة ولم ينتبه أحد إلى موهبته آنذاك فضممته إلى فرقة الفجر الموسيقية التي أقودها وأعطيته مرتبة العازف الأول في الفرقة وقد بقي في فرقة الفجر لمدة 15 عاما قبل أن يؤسس فرقته الخاصة.

وأضاف في تصريح لسانا.. لقد كان من أفضل العازفين في سورية في الستينيات والسبعينيات وفي الثمانينيات أصيب عصب اصبعه الذي يعزف به لكنه لم يتوقف بل تابع مسيرته الفنية متحديا المرض ومتحديا الانحدار في الفن.

وقال عنه الملحن الكبير سهيل عرفة.. كان المرحوم مخلصا لعمله ولم يعرف عنه إلا الاهتمام بالعمل من بيته لعمله وبالعكس وكان طيبا ودمثا وخلوقا وقد اعتمدت عليه كعازف أول للكمان في أكثر من مرة لعل أهمها عندما وضعت موسيقا تصويرية لفيلم "رقص شعبي" وهو فيلم تسجيلي أخرجه قيس الزبيدي إلى جانب عازفين آخرين عدنان جارور وخضر العلي وحسين نازك كل على آلة واستخرج من هذا الفيلم اسطوانة سميت "أنغام ساحرة من الريف السوري".

وأشار المايسترو أسعد خوري إلى أن المرحوم جارور كان يمتلك أسلوبية خاصة في العزف تعرفه من خلالها بمجرد سماعها وكان مجتهدا إذ تعلم الموسيقا الغربية وعمل عليها كثيرا إلى جانب تمكنه في العزف الشرقي وأعتقد أنه أحد أهم ثلاثة عازفي كمان أنجبتهم سورية إلى جانب أميل سروة وياسين العاشق.

وقد قدم العديد من البرامج الموسيقية والحفلات على الهواء مباشرة كما في برنامج المنوعات "قناة 99" الذي كان يقدم أشهر المطربين والمطربات وكان يبث على الهواء مباشرة وهذا في حقيقة الأمر يبين أهمية العازف وصبحي من العازفين الذين لن ينساهم الفن لمدة طويلة.

ويقول تلميذه الفنان هادي بقدونس في رحيله.. صبحي جارور اسم كبير في عالم الموسيقا في الوطن العربي وليس سورية فقط فقد ربى جيلا من عازفي الكمان وبفقدانه ترحل قيمة فنية وأنامل ذهبية ومايسترو كبير.

ولفت بقدونس إلى أن الفنان اشتهر بإحساسه العالي الذي كان يقدمه من خلال المقطوعات على آلة الكمان حتى غدا اسمه مرادفا لهذه الآلة في سورية وكل من تدرب على يديه فإنما هو يعزف من خلال صبحي جارور.

وأشار الفنان عدنان جارور شقيق الراحل إلى أن عائلة جارور هي عائلة فنية أساسها صبحي الذي تتلمذ على يديه خيرة العازفين في سورية ليصبح بالفعل صاحب مدرسة خاصة.

وقال جارور.. كنت قريبا جدا منه وأشاهده أثناء التدريب على آلة الكمان حيث كان يقضي ساعات طويلة وحيدا مع هذه الآلة لتصل جلسات التدريب أحيانا إلى عشر ساعات في اليوم فقد أفنى الراحل عمره في الفن حتى انه خسر عصب إصبعه نتيجة العزف المتواصل.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق