من صنع يدي

12 تموز 2011

أعمال مميزة للشباب اليافع من الأصحاء وذوي الإحتياجات الخاصة بدمشق

على الرغم من أنه عمل فني صغير لمجموعة من الشباب السوري الذين قدموا أشكالاً ورسومات عبرت عن أفكارهم ورؤاهم للواقع إلا أن ورشة العمل التي استضافتها قلعة دمشق مؤخراً لشباب يافعين وبمشاركة مميزة لذوي الاحتياجات الخاصة أثبتت القدرة العالية والطاقات الكامنة الخلاقة التي تميز بها هؤلاء الشباب.



(من صنع يدي) عنوان ورشة العمل التي عملت على دمج مجموعة من اليافعين الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم الأصحاء حيث أكدت نوال نجم المشاركة من منظمة آمال لذوي الاحتياجات الخاصة في تصريح لنشرة سانا الشبابية أن الانجازات الفنية التي قدمها الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تختلف من حيث تميزها وإبداعها عن انجازات الشباب الأصحاء لافتة إلى أن الإبداع عمل لا تتوقف عنده الإعاقة بل إن مشاركة هذه الشريحة بمثل هكذا نشاطات تؤكد قدرتها على الاندماج السريع وإنجاز أعمال فنية ذات مستوى عال تضاهي ما ينجزه الأصحاء على أرض الواقع.

بدورها أكدت لودي جعفر طالبة معهد الفنون التطبيقية في دمشق اختصاص خزف أن مشاركتها ضمن اختصاصها في هذه الورشة جاء في إطار المشاركة والتعاون بهدف تعليم الشباب إنجاز أشكال فنية مميزة من مادة الصلصال باستخدام أدوات بسيطة واضعة بذلك كل إمكانياتها في هذا الاختصاص بمتناول الشباب المشارك في هذه الورشة.

وكان لأطفال منظمة طلائع البعث دور مهم في هذه الورشة حيث بينت ساندرا الريس المشرفة على مجموعة الرسم بالأكرليك بإعتبارها طالبة نحت في معهد الفنون التطبيقية أن الطفل سواء أكان من ذوي الاحتياجات الخاصة أم من الأطفال الأصحاء أعطي فرصة التعبير عن مشاعره وأفكاره على الورق دون تدخل المشرفين عليه مشيرة إلى أن دورها كمشرفة كان ينحصر فقط في تعليم هوءلاء الأطفال مبادئ الرسم بالأكرليك التي تتميز بكونها ألوانا لا تؤثر على صحة الأطفال لاعتمادها على استخدام الماء فقط.

وأشارت الريس إلى أن التعامل مع كل طفل كان له أسلوب خاص يتناسب مع عمره الزمني والعقلي مؤءكدة أنه ساد بين الأطفال المشاركين في هذه الورشة الألفة والمحبة فيما بينهم وجمعهم حب العمل والتعاون لإنجاز أعمالهم بكفاءة عالية رغم صغر سنهم.

المتطوع نادر العوا من الغرفة الفتية الدولية لرعاية الشباب إحدى الجهات المشرفة على الورشة أكد أن مشاركة الغرفة في هذه الورشة تهدف إلى خلق نوع من التغيير الإيجابي ضمن مجتمع الشباب السوري وذلك من خلال دمج الأشخاص السويين مع غيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى تفعيل مفهوم التطوع بين طلاب المدارس السورية والمنظمات الشبابية من خلال تنظيم هذه الورشات الفنية.

وأكد العوا نجاح مثل هذه التجارب في المجتمع مشيرا إلى ماتقدمه هذه التجارب من تطوير الذات الإنسانية وتفريغ الطاقات الكامنة لدى فئة بناءة وفاعلة في المجتمع.

أما الأستاذ طارق السواح مدير معهد الفنون التطبيقية فأوضح أن فكرة الورشة انطلقت بالتعاون ما بين وزارة الثقافة والمنظمة الفتية المنبثقة عن غرفة التجارة الدولية لتطوير الشباب والمجتمع جي سي اي مؤكدا أن اختيار قلعة دمشق لعقد هذه الورشة لما تحمله من دلالات تاريخية وفنية والمساهمة في ربط المكان بالأفكار فالشاب اليافع بمجرد دخوله أبواب قلعة دمشق يكون قد تهيأ نفسيا للبدء بعمله الفني.

وأشار السواح إلى أنه تمت الاستفادة من وجود المعسكر الانتاجي لطلاب معهد الفنون التطبيقية حيث تحولت مشاركاتهم من مجرد متلقين في هذه المعسكرات إلى مشرفين أو مدرسين أو مساعدين لهؤلاء الشباب اليافع.

ولفت السواح إلى أن هذه الورشة ضمت خمسة اختصاصات للعمل وهي اختصاص الخزف والنحت والرسم والخط العربي إضافة إلى استخدام النفايات البيئية لتحويلها إلى أعمال تفيد الحياة العملية مؤكدا أن الهدف الرئيسي من هذه الورشة هو تعليم هؤلاء اليافعين صنعة أو عملا حرفيا بأساليب تقنية عالية تمكنهم من الاستفادة منها في المستقبل.

ومن المقرر أن تعرض الأعمال النهائية للمشاركين في ورشة عمل (من صنع يدي) الذين يقارب عددهم 50 مشاركاً في الرابع عشر من الشهر الحالي من خلال معرض فني وسيتم فيه بيع الأعمال اليدوية المنتجة ويعود ريعها إلى منظمة آمال السورية.

يشار إلى أن وزارة الثقافة تسعى مع معهد الفنون التطبيقية في دمشق لتطبيق تجارب عديدة مماثلة في ريف دمشق بهدف تطوير المجتمع الريفي وتفعيل الطاقات الشبابية في تلك المناطق وتعليمهم حرفا وصنعات يدوية مختلفة للاستفادة من هذه الحرف بشكل فعال في حياة الشباب العملية في المستقبل.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق