أداءٌ حركي رشيق من نوع خاص من التراث الموسيقي الكويتي

15/تموز/2008

أصواتٌ شجية فيها دعوات للصبر وأخرى لشحذ الهِمم، فيما كان الرجال يشدّون الحبل على السفينة في البحر على إيقاع أغنية خراب بقرعات الطبل وصفقات الحماس. كانت تلك بداية الحفل المميز الذي قدمته فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية الكويتية في قصر العظم بـدمشق، ضمن الأيام الثقافية الكويتية في سورية، وقدمت بعدها أغنيةً لمت الحبيب من التراث والأغنيتان من أغاني العمل الذي اعتاد الصيادون في الكويت دندنتها أثناء رحلة الصيد.

وتنوعت فنون الأداء، والحركة، والغناء، بعدها لتُطرب الحضور بفنّ تراثي فيه من التنوع مالا نعرف. غنَّت الفرقة الحدادي الذي يُسمع فيه إلى جانب صوت الطبل صوت طرق النحاس، الذي استمد هذا الفنّ أسمه منه، والغناء الحساوي، ومجيلس، والليوة، التي تتميز بصوت المزمار والدف، ورافق أنواع الغناء رقصٌ خليجي فيه من الخفة والرشاقة في الحركة.

وكان الختام مع فنّ الصوت الذي تتميز به الكويت عن باقي دول الخليج، وفيه غنى خالد بن حسين و علي العروج في أداءٍ متميز من الغناء العربي الأصيل والموزون مع عزف على العود، وأنهى كلٌ من الفنانين فقرته بالقفلة أو النهاية على مقام الرست، وهي أبياتٌ مألوفة من الشعر بالفصحى، ورافق الغناء أداءٌ حركي رشيق اختتم حفلاً من نوع خاص من التراث الموسيقي الكويتي.

بعد الحفل كان لوكالة سانا حديثٌ مع السيد محمد العسعوسي -مدير ادارة الاتصال والإعلام في المجلس الوطني الكويتي للثقافة، والفنون، والأداب-، قال فيه إن هذا الأسبوع يأتي احتفاءً من دولة الكويت بدمشق عاصمة للثقافة العربية لهذا العام. وأضاف أن دمشق تشهد حِراكاً ثقافياً من نوعٍ مميز، لكونها أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ وهي تمتلك قوالب للعمل الثقافي جعلتها حاضرة من حواضر الثقافة العربية. وأضاف العسعوسي أن الكويت تشارك سورية احتفاليتها من خلال نشاطاتٍ ثقافية، وأدبية، وشعرية، وفنية تراثية، ومعارض كتبٍ، في توليفة تحمل زاداً ثقافياً كويتياً هدية للأشقاء في سورية لتعريفهم بما لدينا.

وشرح العسعوسي خلال حديثه مع الوكالة أنواع الغناء التي قُدّمت في الحفل وسبب تسمية بعضها، فمثلاً يُطلق في الكويت على الحبل اسم الخراب، ومجيلس على نمط الجلسة الشعبية، والحساوي من منطقة الإحساء، كما تحدث بإيجازٍ عن المجلس الوطني الذي يقابل وزارة الثقافة في سورية، والذي جاء نتاج جهدٍ وسنين طويلة من العمل، أفضت إلى تأسيس العديد من المكتبات، والنوادي الأدبية، والمسارح، وسلاسل أدبية مطبوعة، منها سلسلة عالم الفكر والمعرفة ومجلة العربي التي شكلت انطلاقة المطبوعات الفكرية والثقافية في الكويت.

تُعدّ فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية من أشهر الفرق في الكويت، وقد حملت معها أصالة التراث الكويتي ممزوجاً بمواكبةٍ للعصر، وقدّمت حفنةً من هذا التراث الجميل إلى دمشق لمشاركتها احتفاليتها.