أمطار اليومين الماضيين عززت الوضع المائي وألحقت أضراراً بالمحاصيل الزراعية

02 أيار 2011

شهدت المحافظات السورية خلال اليومين الماضيين أمطاراً غزيرة أسهمت في زيادة المنسوب المائي للسدود والسدات والحفائر التخزينية وتحسين الغطاء النباتي للمحميات الرعوية إضافة إلى إلحاقها أضراراً بالغة بالمحاصيل الزراعية وبعض البنى التحتية.

ففي الحسكة عززت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة خلال اليومين الماضيين الوضع المائي في المحافظة حيث حسنت مستوى المياه الجوفية وانعكست بشكل إيجابي على تخزين السدود السطحية وجريان الأنهار الرئيسية نتيجة السيول المنحدرة من الجبال كما أسهمت بتحسن الحالة العامة للمزروعات والغطاء النباتي في المحميات الرعوية في البادية.

وحسب مديرية الموارد المائية في محافظة الحسكة فإن كميات المياه المخزنة في السدود السطحية في محافظة الحسكة وصلت خلال اليومين الماضيين إلى 29 مليون متر مكعب وهي في زيادة خلال الأيام القليلة القادمة منها 24 مليون متر مكعب في سد الباسل جنوب الحسكة و5 ملايين متر مكعب في سدي الحسكة الشرقي والغربي.

وأوضح المهندس محمود العكلة معاون مدير الموارد المائية في الحسكة أن نسبة تخزين السد الجنوبي ارتفعت من 62 مليون متر مكعب لتصل إلى 86 مليون متر مكعب وذلك من مياه السيول والفيضانات القادمة من جهة الهول وجبل سنجار و وادي الميلبية من جهة جبال عبد العزيز.

وأضاف العكلة أن نسبة تخزين سدي الحسكة الغربي والشرقي بلغت 71 مليوناً و700 متر مكعب من المياه القادمة من وادي الاعيوج و وادي تل الرمل موضحاً أن ارتفاع نسبة تخزين سدي الحسكة الشرقي والغربي سينعكس بشكل إيجابي على تأمين مياه الشرب في المحافظة.


وبين العكلة أن تدفق الأنهار الرئيسية في المحافظة ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الأولى للفيضانات حيث بلغت نسبة تدفق نهر الخابور في اليوم الأول 150 متراً مكعباً في الثانية وانخفض اليوم ليصل إلى 80 متراً مكعباً في الثانية اليوم.

وأضاف معاون مدير الموارد المائية أن تدفق مياه نهر الزرقان بلغ 30 متراً مكعباً في الثانية ونهر الجرجب 20 متراً مكعباً في الثانية وهي قابلة للزيادة لافتاً إلى انخفاض تدفق جريان مياه نهر الجغجغ من 25 متراً مكعباً في اليوم الأول من الفيضانات إلى 10 أمتار مكعبة في الثانية اليوم.

من جهته أشار المهندس حسن بكور مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة إلى أن الأمطار ساعدت في تحسن وضع الزراعات المروية في منطقة الاستقرار الثانية فضلاً عن أنها مفيدة جداً بالنسبة للزراعات المروية والبعل في منطقة الاستقرار الأولى لافتا إلى أن أمطار هذه الفترة مفيدة بالنسبة للمساحات المزروعة بالقطن حيث تعد بمثابة رية كاملة توفر على الفلاحين الكثير من أعباء الري.

وأضاف بكور أن بعض المساحات الزراعية للمحصول الصيفي والشتوي تعرضت لضرر كبير نتيجة السيول والفيضانات والأمطار المترافقة بالبرد التي شهدتها المحافظة بداية الأسبوع الماضي حيث وصلت المساحات المتضررة إلى 403 هكتارات للقمح المروي و67 هكتاراً للشعير المروي ولا تزال عمليات حصر الأضرار جارية إلى الآن.

وبين مدير الزراعة والإصلاح الزراعي أن نسبة الضرر الحاصلة على مساحات القمح والشعير المروي تراوحت بين 50 إلى 90 بالمئة فيما قدرت كمية الإنتاج المفقودة لهذه المساحات بـ736 طناً بالنسبة للقمح المروي و 175 طناً للشعير المروي.

وأشار بكور إلى أن المساحات المتضررة من الفيضانات في جنوب الرد بلغت 205 هكتارات للقطن بنسبة ضرر 100 بالمئة إضافة إلى تضرر 592 هكتاراً للقمح المروي و131 هكتاراً للشعير المروي بنسبة 100 بالمئة.

وعلى الصعيد ذاته قطعت مياه السيول في محافظة الحسكة الكبل الضوئي على بعد 20 كم جنوب الحسكة موقع جسر الميلبية ما أدى إلى توقف العمل في بعض أبراج الخليوي في المحافظة.

وبين المهندس ملاذ جبرائيل مدير اتصالات الحسكة أن المديرية قامت على الفور بإصلاح العطل وتوصيل الكبل الضوئي من قبل الورشات الخاصة بالصيانة لافتاً إلى أن وضع شبكة الهاتف الأرضي في المحافظة جيد حيث لم يتم تلقي أي شكاوي على وضع الشبكة الثابتة خلال الأيام القليلة الماضية.

من جهته بين الرائد جهاد حميدو رئيس قسم فوج إطفاء الحسكة إنه تم انتشال جثة ثالثة من ضحايا السيول والفيضانات التي تسببت في انهيار جسر الميلبية وسقوط سيارة كانت تقل سبعة أشخاص في الجرف الذي حدث نتيجة انهيار الجسر مشيراً إلى أنه تم إرسال زورق وفريق إنقاذ من أجل البحث عن الجثث المتبقية والتي من المتوقع أنها لا تزال تحت الأنقاض.

وفي دير الزور ألحقت الأمطار الغزيرة التي عمت أرجاء المحافظة خلال اليومين الماضيين أضراراً بالغة في المزروعات.

وقال المهندس معين سليمان رئيس دائرة الإنتاج النباتي بمديرية زراعة ديرالزور أن مياه الأمطار غمرت الحقول ما أدى إلى تشكيل طبقة كتيمة فوق بذور القطن ما يعيق عملية الإنبات الجديد موضحاً أن مديرية الزراعة نفذت زراعة 20 ألف هكتار من خطتها المقررة لهذا الموسم والبالغة 30 ألف هكتار إلا أن مياه الأمطار التي غمرت الحقول تسببت في حصول أضرار على الأراضي المزروعة ما تتطلب إعادة زراعة 15 ألف هكتار.

وأضاف سليمان أن الأمطار الغزيرة التي وصل متوسط هطولها إلى 25 مم في بعض المناطق ادت الى توحل التربة وبالتالي لن يتمكن الفلاحون من فلاحة أراضيهم وزراعتها لمدة أسبوع على الأقل حتى تجف التربة في حال توقف الأمطار وبالتالي تأخر عمليات الزراعة عن الموعد المحدد.

ولفت رئيس دائرة الإنتاج النباتي إلى تكبد الفلاحين خسائر لشراء بذور جديدة في حين ألحقت الأمطار أضراراً طفيفة بمحصول القمح نتيجة غمر وانجراف بعض الحقول في قرى الكبر الطريف موقع أبو ذر الغفاري إلا أن الأضرار محدودة وتقوم لجان حصر الأضرار بالوحدات الإرشادرية والشعب الزراعية حالياً بحصر الأضرار وتقدير الخسائر.

من جانب آخر ارتفع منسوب نهر الفرات ومخزون المياه في عدد من السدات والحفائر التخزينية في محافظة دير الزور بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة مؤخراً.

وأوضح المهندس مازن يحيى مدير الموارد المائية في المحافظة أن متوسط غزارة نهر الفرات الشهري وصل إلى 342 متراً مكعباً في الثانية فيما ارتفع حجم التخزين المائي في سد وادي الروم إلى 14 ألف متر مكعب وفي حفيرة الدفينة 15 ألف متر مكعب.

و أضاف يحيى أن منسوب حفيرة سعلو واحد بلغ 13 ألف متر مكعب مقابل 12 ألف متر مكعب سعلو اثنان مشيراً إلى أن بعض السدات والحفائر في البادية بقيت جافة أو تضم كميات قليلة من المياه ويتوقع أن يزداد حجم تخزين بعض السدات والحفائر التخزينية في الأيام القادمة.

يذكر أن محافظة ديرالزور تحوي 5 سدات تخزينية و17 حفيرة تستثمر لدرء الفيضانات وسقاية المواشي.

وفي حمص أسهمت الهطولات المطرية متفاوتة الغزارة في زيادة منسوب مياه السدود المتوزعة في مختلف أرجاء المحافظة.

وأوضحت النشرة الصادرة عن مديرية زراعة حمص أن مياه السدود في المحافظة كانت حتى أمس في سد قطينة 111 مليوناً و570 ألف متر مكعب وفي سد تل حوش 37 مليوناً و717 ألف متر مكعب وفي سد المزينة 16مليوناً و210 آلاف متر مكعب وفي سد تلدو 14مليوناً و831 متراً مكعباً.

وأفاد المهندس ظافر الصباغ مدير زراعة حمص أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة حمص خلال اليومين الماضيين تبشر بموسم زراعي جيد كما أنها ستنعكس إيجاباً على المحاصيل الشتوية في المحافظة وخاصة محاصيل القمح والشعير والبقوليات والخضار الصيفية .

أما في محافظة طرطوس فقد أدت كميات الأمطار التي شهدتها خلال اليومين الماضيين إلى زيادة مخزون المياه في السدود التخزينية في المحافظة وزيادة تدفق نهري الأبرش والغمقة.

وأوضح المهندس محمد علي مدير الموارد المائية في المحافظة أن إجمالي حجم التخزين في السدود التخزينية وصل حتى الآن إلى حوالي 98 مليون متر مكعب حيث بلغ حجم التخزين في بحيرة سد الباسل أكثر من 90 مليون متر مكعب بزيادة قدرها أكثر من 8 ملايين متر مكعب لنفس الفترة من العام الماضي مبيناً أن الطاقة التخزينية للسد تبلغ 103 ملايين متر مكعب ويهدف إلى إرواء كامل مساحة سهل عكار والأراضي المروية في منطقة صافيتا.

وأشار علي إلى أن حجم التخزين اكتمل في سدي خليفة والصوراني حيث بلغ في الأول 3 ملايين متر مكعب وفي الثاني حوالي 5ر4 ملايين متر مكعب لافتاً إلى أن زيادة حجم التخزين في السدود تسهم في دعم المياه الجوفية لكونها تشكل مصدراً مهماً لتغذيتها وبالتالي تأمين حاجة السكان من مياه الشرب والري والتي تتزايد باستمرار.

من جهة أخرى أشار المهندس حسن حمادي رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة طرطوس إلى أهمية الهطولات المطرية خلال الأسبوع الماضي للمحاصيل الشتوية وخاصة في المناطق الجبلية ذات التربة الخفيفة والمتوسطة إضافة إلى إسهامها في إرواء الأشجار المثمرة ولاسيما أشجار الزيتون والحمضيات وبالتالي تحسين الإنتاجية خلال الموسم القادم.

وفي حماة أدت كميات الأمطار التي شهدتها محافظة حماة إلى زيادة مخزون المياه في معظم السدود المائية التخزينية في المحافظة قياساً لمثيلاتها لنفس الفترة من العام الماضي فضلاً عن إسهامها في تحسين الوضع الإنتاجي للمحاصيل الشتوية وخاصة القمح واليانسون .

وقال المهندس مرهف الحاج زين رئيس قسم الاستثمار والموارد المائية في المحافظة إن كميات المياه التي تحتجزها السدود بلغت حتى اليوم في سد أفاميا 945ر26 مليون متر مكعب مقابل 601ر21 مليون متر مكعب لنفس الفترة من العام الماضي وفي سد قسطون 662ر20 مليون متر مكعب مقابل 594ر17 مليون متر مكعب .

وأضاف أن مخزون المياه في سد الرستن تجاوز 375ر119 مليون متر مكعب مقابل 148ر116 مليون متر مكعب العام الماضي وفي سد محردة 880ر10 ملايين متر مكعب في حين لم يتجاوز لنفس الفترة من العام الماضي 825ر5 ملايين متر مكعب.

من جهته أوضح المهندس فؤاد حوا رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مديرية زراعة حماة أن الأمطار التي هطلت أواخر شهر نيسان الماضي ذات نتائج إيجابية وفائدة كبيرة للمحاصيل الشتوية بشكل عام ولمحصولي القمح واليانسون بشكل خاص في ظل اتساع نطاق الأراضي المزروعة بهذين المحصولين في المحافظة .


وكالة الأنباء السورية - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق