الأخمينيون

سورية في عهود الأخمينيين:
اتبع «قورش» (560ق.م-529ق.م) سياسة التوسع، فضم إليه البلاد التي كانت خاضعة للكلدانيين، ثم تابع ابنه «قمبيز» (529-521ق.م) سياسة أبيه في التوسع، فهاجم مصر ولكن شعبه ثار ضده؛ فانتحر عام 521ق.م. وظهر «داريوس بن هستاسيس» (526ق.م-486ق.م)، الذي اعتبر أعظم ملوك الأخمينيين بفضل ما كان يتمتع به من خبرة حربية ومهارة إدارية.
صك دنانير ذهبية عرفت باسم «النقود الدارية» وسمح بصك نقود فضية محلية، أهمها، نقود مدينة صور الفينيقية الفضية، وأفاد من خبرة الملاحين الفينيقيين في الملاحة وصناعة السفن وعالم التجارة. وتميزت هذه الفترة بازدهار الأدب الآرامي.
وتعتبر قصة «آحيقار» أو حكمة «آحيقار» من روائع الأدب. وفي عهد الملك الأخميني «أرتحشستا الثالث» (359-338ق.م).
اندلعت الثورات وازدادت نقمة المواطنين المحليين. وكانت صيدا التي عرفت بشدة مقاومتها للملك الآشوري «اسر حدون» عام 677ق.م، وقد أصبحت من جديد، مركز الثورة الوطنية ومقر المقاومة الشعبية في عهد ملكها تينيس. فصار الأخمينيون يلاقون الطرد في كل مكان.
جهز الملك الأخميني جيشاً كبيراً، ولكن المواطنين أعلنوا استقلالهم وأحرقوا السفن تعبيراً عن عزمهم على الصمود حتى الموت، فهلك منهم نحو 40000 مواطن، كما لقي كثيرون عذاب النفي والتشريد والاضطهاد والجوع. وشهدت سورية فترة انحطاط الصناعات المحلية وغزو المنتجات اليونانية ولاسيما الخزف الأتيكي وانتشرت النقود اليونانية، وتأسست مكاتب تجارية يونانية في الساحل (مثل لوكوس ليمن/أوغاريت وتل سوكاس قرب جبلة.
بعدما كان الأخمينيون يستخدمون الأسطول الفينيقي في غزوهم بلاد اليونان، بدأ الإغريق في عهد الاسكندر المقدوني يهاجمون الأخمينيين في آسيا الصغرى وسورية. وعندما استولىالقائد اليوناني، «بارمينيو» على دمشق وجد فيها أسرة الملك الأخمين «داريوس الثالث» (336-330ق.م)، الذي خاض معارك «إبسوس» عام 333ق.م و«أربيل» عام 331ق.م، ثم فر إلى «أقبتان»، حيث اغتاله متآمران من أعوانه في معسكره عام 330ق.م.
باستيلاء الاسكندر المقدوني على الشرق ووفاته في بابل عام 323ق.م، واقتسام قواده إمبراطوريته، بدأ عصر جديد، عُرف باسم «العصر الهلنيستي»، تميز بتفاعل حضارات الشرق القديم مع حضارة الإغريق.

مواضيع ذات صلة: