مهرجان لقاء الأجيال الأدبي الأول يختتم فعالياته في حلب

21 تشرين الأول 2010

على مدى يومي الإثنين والثلاثاء 18 و19 تشرين الأول 2010، أقيم على مدرج مديرية ثقافة حلب مهرجان «لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة» وذلك بتنظيم كل من مديرية الثقافة ومجلس مدينة حلب، وتم فيه تكريم الفائزين في مجالي القصة القصيرة والشعر من المتسابقين الذين تقدموا للمشاركة في المسابقة.

وقد سبق المهرجان دعوة كل الأدباء من كل الأعمار والمقيمين في محافظة حلب للمشاركة في المهرجان، حيث تم تقسيم المشاركات إلى مشاركات في الشعر وأخرى في القصة القصيرة، كما تم تقسيم المتسابقين إلى ثلاثة أجيال: الجيل الأول فوق 60 عاماً، الجيل الثاني من 41 - 60 عاماً، والجيل الثالث من 18 - 40 عاماً، حيث تضمنت قوانين المشاركة حق المتسابقين في المشاركة بعمل أدبي ضمن المحورين السابقين مهما كانت خلفية المشارك الثقافية، بشرط أن تكون المشاركة باللغة العربية الفصحى. وقد تم بعد ذلك تشكيل لجنة تحكيم مؤلفة من عدد من الأدباء الكبار هم كل من السادة وليد إخلاصي، محمود فاخوري، محمد أبو معتوق، ومحمد كمال، لتقييم هذه الأعمال والحكم على جودتها واختيار الفائزين الثلاثة الأوائل منها والذي حصلوا على جوائز نقدية، وذلك بحسب الجيل ومجال المشاركة، إضافة إلى شهادة مشاركة وتكريم موقعة من رئيس مجلس مدينة حلب ومدير الثقافة في حلب. كما رافق المهرجان معرض كتب بالتعاون مع عدد من دور النشر.

وفي تصريح لـ «اكتشف سورية» يقول السيد غالب برهودي مدير ثقافة حلب بأن فكرة الأمسية جاءت لتشجيع أصحاب الإبداعات الأدبية في مجال القصة القصيرة والشعر، وتسليط الأضواء على المشاركات وعلى أصحاب هذه المشاركات وتكريم أصحابها حيث يضيف:«قسمنا المهرجان على مدى يومين، الأول للقصة القصيرة جرى فيه تكريم الأوائل من الأجيال الثلاثة وقراءة أعمال أصحاب المركز الأول من كل جيل، أما الثاني فكان للشعر وأقيم بذات الطريقة. كما قمنا خلال اليومين المذكورين بتوزيع الجوائز والهدايا وشهادات تقدير من قبل مجلس مدينة حلب ومديرية الثقافة إضافة إلى مجموعة من إصدارات وزارة الثقافة وجوائز مالية».

ويتابع السيد برهودي بأن عدد من تقدموا للمسابقة بشكل عام كان 120 مشاركاً من الصنفين الأدبيين، مضيفاً بأن المهرجان ساهم في تشجيع الحركة الأدبية في مدينة حلب، ومختتماً بقوله أن المديرية تعمل على تطوير المهرجان وزيادة سقف الجوائز علاوة على وضع خطة لتطوير المشهد الأدبي في مدينة حلب.

أما الأديب محمد كمال - أحد أعضاء لجنة التحكيم في مجال الشعر - فيقول بأن أجواء الأدب في المهرجان كانت مميزة ويضيف: «كنا بعد زوال أعلام الشعر في القرن الماضي في حالة يأس من عدم وجود حركة شعرية متجددة، ولكن هذه المسابقة أعادت لدينا الثقة بأن الشعراء ما زالوا موجودين ويبدعون. ولكن في الوقت نفسه تساءلت عن وجود نوعين من الشعر؟ فهناك نوع إعلامي نقرؤه في الدوريات الأدبية، وهناك النوع الآخر وهو الشعر المطوي الذي لا يبوح أصحابه به ولا نسمع بهم. الشعر الذي جرى تقديمه اليوم ينتمي إلى النوع الثاني حيث تفاجأنا بمستوى الشعر المقدم وروعة إبداع المشاركين. وعندما نظرنا إلى هذه النصوص لنستخلص الفائزين منها وجدنا أن كل النصوص كانت ذات مستوى رفيع».

أما عن المعايير التي اتبعتها لجنة التحكيم لاستخلاص الفائزين فيقول بأنها شملت الشاعرية، وقيام الشاعر بنقل اللغة من لغة القواميس إلى لغة الأحاسيس، ويقول بأن القصائد التي قدمت اليوم كانت قصائد مميزة فعلاً.


من لقاء الأجيال الأدبي الأول في حلب

ومن المشاركين التقينا السيد أنس الدغيم الذي نال المركز الأول عن فئة الجيل الثالث والذي تحدث عن مشاركته اليوم قائلاً: «مشاركتي في هذا المهرجان كانت قصيدة بعنوان "أنس نامة"، والتي تعني باللغة الأوردية التي كتب بها الشاعر محمد إقبال "رسالة أنس" وهي رسالتي إلى شاعر الشرق الدكتور محمد إقبال. قصيدتي تتحدث عن هذا الأديب الكبير والذي كان شاعراً لأمة وليس لبلد. وقد كتب لأمة الإسلام ككل ولأمة العرب خاصة. ووفاء مني لهذا الإنسان الذي توفى منذ عام 1938 وبعدما قرأت كتاباته وقرأت عنه، ما كان مني إلا أن كتبت عنه، وكانت هذه المشاركة التي أردت فيها اطلاعه على واقع الأمة العربية الآن».

ويضيف بأن مشاركته هنا اليوم هي المشاركة الأولى له في لقاء مثل هذا اللقاء، إلا أنه سبق وأن شارك في أمسيات أدبية سابقة. كما أنه يملك عدداً من الإصدارات هي «حروف أمام الناس»، «سميتك الشعر الحنيف»، والثالث كتاب نثري بعنوان «كن مسلماً»: «توقعت أن أكون من الفائزين الثلاثة الأوائل، ولكن ليس المركز الأول، والسبب هو معرفتي بوجود شعراء كبار كانوا مشاركين معي ضمن نفس الفئة. بالنسبة لي فإن فوزي هذا هو تكليف وليس تشريفاً ويحملني عبئاً جديداً أن أكتب بمستوى كبير يوازي الجائزة التي حصلت عليها».

ويختتم كلامه بالقول بأن هذا المهرجان يشكل تظاهرة تدفع الكاتب لكي يكتب ويضيف: «يقولون أن العصر اليوم ليس للشعر، ولكني أرى أن العصر للكلمة الطيبة التي أصلها في الأرض وفرعها في السماء. وحلب سباقة في مجال الأدب حيث كتب فيها المتنبي، وفيها أجيال مميزة».

ومن المشاركين كان السيد حسن النيفي القادم من مدينة منبج في ريف حلب والذي نال المركز الأول ضمن فئة الجيل الثاني حيث يقول عن مشاركته: «شاركت بقصيدة عنوانها "بروق نيسان" تتحدث عن معاناة الشعب العراقي حيث اخترت فترة تقع بين السابع من نيسان وهو يوم احتفال العراقيين بميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، والتاسع من نيسان وهو يوم سقوط بغداد، وبين السابع والتاسع هناك يوم لو سألت الشعب العراقي عنه لكان الجواب هذه القصيدة التي كتبتها».

ويضيف بأنه شارك في أمسيات كبيرة، ولم يكن يهتم بالمسابقات مضيفاً بأنها المرة الأولى التي يشارك فيها في مسابقة. كما أنه سبق وشارك في عدد من أمسيات مديرية الثقافة الأدبية: «لم أكن أهتم بالربح بقدر ما كان اهتمامي منصباً على المشاركة وإيصال هذه القصيدة للناس. وسواء فزت أو لم أفز، فالقصيدة قرأت وسمعت. هذه مبادرة طيبة تشكر عليها مديرية الثقافة في حلب ونرجو أن تستمر وتتطور في حلب ومن الجميل أن نرى شاعراً صاحب تجربة مع شاعر جديد في ميدان واحد».


تكريم الفائزين في مجالي الشعر والقصة القصيرة

ويضيف بأن موضوع الشعر حالياً بات في تراجع ليس في فقط في مدينة حلب، ولكن في العالم بشكل عام: «إن الشعر هو جزء من الثقافة، والثقافة العالمية كلها حالياً في أزمة وليس فقط في سورية والأمة العربية. كما أننا نعيش في عصر الاستهلاك والتهافت على المادة، ومن الطبيعي أن تنزاح منظومة القيم ويحل محلها التهافت نحو المادة. نعاني من أزمة ثقافة والشعر هو جزء من الثقافة في مدينة حلب. نأمل من هذه المهرجانات أن تعيد للشعر اعتباره وأن توقر في الأذهان أن جانباً من النفس الإنسانية لا يرتوي إلا بالشعر».

يذكر بأن نتائج الفائزين في المهرجان جاءت على النحو التالي:

مجال الشعر:
الجيل الأول:
المركز الأول: محمد حسن عن قصيدة «بوح لسيدة الياسمين».
المركز الثاني: عدنان الدربي عن قصيدة «الجراح الحالمة».
المركز الثالث: غازي سعيد العايد عن قصيدة «باعوك ياوطني».
الجيل الثاني:
المركز الأول (مناصفة): عبد القادر حمود عن قصيدة «اليمامة»، حسن النيفي عن قصيدة «بروق نيسان».
المركز الثاني (مناصفة): محمد أمين أخرس عن قصيدة «تل الرماد»، محمد ماجد الخطاب عن قصيدة «قصيدة الموت».
المركز الثالث: رشيد عباس عن قصيدة «شعور متكرر».
الجيل الثالث:
المركز الأول: أنس الدغيم عن قصيدة «أنس نامة».
المركز الثاني (مناصفة): عماد الدين موسى عن قصيدة «لا جسر لقوافل الذكريات»، أحمد عثمان عن قصيدة «سفر المجوسي الأخير».
المركز الثالث (مناصفة): عبد الكريم بدرخان عن قصيدة «عاشقان تحت صمت المدينة»، حسن الحسين عن قصيدة «انكسارات».

مجال القصة القصيرة:
الجيل الأول:
المركز الأول: عدنان كرازة.
المركز الثاني: خالد الحريري.
المركز الثالث: عوض سعود العوض.
الجيل الثاني:
المركز الأول: حسين البكار.
المركز الثاني: وليد شعيب.
المركز الثالث: ماجدولين الرفاعي.
الجيل الثالث:
المركز الأول: مصطفى الموسى.
المركز الثاني: جيهان سيد عيسى.
المركز الثالث: رغداء علاء الدين.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة في مديرية الثقافة بحلب

تكريم الفائزين في مسابقة لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة في مديرية الثقافة بحلب

تكريم الفائزين في مسابقة لقاء الأجيال الأدبي الأول للشعر والقصة القصيرة في مديرية الثقافة بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق