القرقاوي والعشي توقعا تصدره المشهد الدرامي العربي

13/أيار/2008

أن تحتفل شركة إنتاج سورية بولادة ولَد جديد لها أمر مهم للغاية لجهة ترسيخ تقاليدَ وأعرافٍ في الدراما السورية التي هي بأمس الحاجة إليها في ظل تنافس محموم يشتعل أواره في فضاء عربي اقترب من حدود الجنون وفي ظل هذا العدد الكبير من الأعمال الدرامية الكبرى التي تنتج في أكثر من عاصمة عربية.

رغم برودة الأجواء مساء يوم الجمعة الفائتة إلا أن ما سمعناه في المؤتمر الصحفي الذي دعت إليه شركة عاج للإنتاج الفني والتوزيع ومؤسسة دبي للإعلام كان كفيلاً بإطفاء جذوة البرد التي اشتعلت دون سابق إنذار، ورغم أن الحديث كان من المفترض أن يكون عن مسلسل «الحوت» إلا أنه تشعب ليلامس مواضيع أخرى تخص الدراما والفن العربي عموماً، ويبدو أن قناة دبي الفضائية مصممة على تعاون أكبر مع المبدعين السوريين كما أكد عبد اللطيف القرقاوي مدير هذه القناة الرائدة ووعَد بمفاجآت في العام القادم تعزز هذا التكامل وأثنى القرقاوي على مسلسل «الحوت» الذي اختارته القناة من بين عشرات الأعمال العربية التي تصور الآن وقال «قرارنا بعرض هذا العمل على شاشتنا في رمضان القادم جاء بعد دراسة وافية للسوق الإنتاجي الدرامي العربي ونتوقع أن يكون هذا المسلسل من أهم الأعمال التي ستتصدر المشهد الدرامي العربي في 2008»، أما مدير شركة عاج للإنتاج الفني هاني العشي فأكد أن شركة عاج منذ انطلاقتها قدمت أعمالاً لاقت النجاح الجماهيري بدءاً من «ليالي الصالحية» مروراً بمسلسل «باب الحارة» وانتهاء بعملها «كوم الحجر»، وأضاف: «منذ أن قمنا بتأسيس الشركة ونحن نحمل تصوراً مختلفاً فابتعدنا عن الأساليب البدائية في الإنتاج واتجهنا إلى عملية إنتاجية هي مزيج من علم وإدارة وفن»، وأشاد العشي بقناة دبي «ذات الحضور الإعلامي المتميز في الفضاء العربي»، وبالتعاون البناء الذي بدأته هذه القناة مع المبدعين السوريين والذي يترسخ عاماً بعد عام ولفت العشي إلى أن «الحوت» هو أهم وأضخم إنتاج للشركة و«أتوقع أن يحظى برضى المشاهدين ومتابعتهم على امتداد العالم العربي».

حضر المؤتمر الصحفي كاتب العمل كمال مرة ومخرجه رضوان شاهين وعدد من أبطال العمل وفي مقدمتهم الفنان سلوم حداد ومنى واصف ولورا أبو أسعد ووفيق الزعيم وعبد الرحمن أبو القاسم ونجاح سفكوني وكان لافتاً «البروميشن» الذي عُرض في بداية الحفل رغم أن المخرج شاهين أشار إلى أنه قد لا يكون معبراً دائماً عن العمل الفني وكان واضحاً الجهد الذي يبذله القائمون على العمل لتقديم عمل درامي يغوص في عالم الصيادين في العشرينات من القرن الماضي بكل أفراحه وأتراحه وتقاليده الأصيلة ولفت الكاتب كمال مرة إلى أن اعتماده على اللهجة السورية العامية أو ما سماه «اللهجة البيضاء» في حوار الشخصيات كان الغاية منه وصول هذا العمل إلى كل المشاهدين العرب لأن الحوار مهم، فمن خلاله يتفاعل المشاهد مع الحكاية والشخصيات كما أشار مروان ناصح المشرف الدرامي على العمل إلى أن «الحوت» يشبه الحياة، فيه العنف والحب ومجمل القيم التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، ولفت إلى أن الأحداث تجري على خلفية سياسية يظهر فيها موقف الشعب العربي السوري من محاولات فرنسا فرض احتلالها على سورية في العشرينات من القرن الفائت.

كما أكد المخرج رضوان شاهين أن هناك إشارات مهمة سوف يلمسها المشاهد تحمل هموماً نابعة من واقعنا العربي المعاصر، وأضاف: «أعتقد أن المعاصرة متعلقة بالرؤية التي يقدمها العمل الدرامي وليس الزمن الذي يتناوله هذا العمل»، كما أكد أنه حاول قدر الإمكان وضع كل ممثل في الدور الذي يناسبه.

كان لافتاً محاولة الفنان المخضرم إسكندر عزيز التأكيد على حضور الفنان السوري المميز فأكد أن «قوة المسلسل السوري لا تكمن بوجود نجم واحد فهي تعتمد على المجموعة وليس على الفرد». يذكر أن المخرج رضوان شاهين قطع الشوط الأكبر في تصوير «الحوت» وسوف تنتقل أسرة العمل إلى مدينة اللاذقية لاستكمال التصوير. ويبقى الاحتفال الأكبر احتفال المشاهدين بالعمل أثناء عرضه في رمضان القادم.