ملامح أولية لموسم دراما رمضان السورية

04 04

يقتصر حضور المنتجين السوريين على دور المنتج المنفذ

بين دراما الموروث الشعبي، والدراما التي يكتبها خليجيون أو تغازلهم، وكوميديا اللوحات الاجتماعية الناقدة، ودراما الحب، وحضورٍ خجول للدراما التاريخية، يبدو أن ملامح الدراما السورية قد تحددت حسب ما وصف صانعوها ما سيفعلونه لموسم رمضان المقبل.
بيان ملامح هذه الدراما لا يبدو صعباً أو مبكراً بالرغم من الشهور الستة التي تفصلنا تقريباً عن شهر رمضان، فغالباً ما تحدِّد أرباح الأعمال الدرامية السابقة وانتشارها شكل الأعمال اللاحقة. ولعل السوريين سيتمسكون بهذا النهج الإنتاجي بعد الصعوبات التسويقية التي لاقتها أعمالهم في رمضان الماضي(!)، وهو الأمر الذي أكدته حتى الآن الأعمال التي يجري تصويرها، والتي بدأت البحث عن شرطها التسويقي، قبل شرطها الفني واحتياجاته. فأعمال الموروث الشعبي، تنتَج بالجملة، مدفوعة بنجاحات مسلسل «باب الحارة»، وبلغت أربعة أعمال حتى الآن هي الجزء الثالث من «باب الحارة» من إخراج بسام الملا، و«أولاد القيمرية» من إخراج «سيف الدين سبيعي»، و«أهل الراية» (أيام ساروجة) من إخراج المخضرم علاء الدين كوكش، والجزء الثاني من «الحصرم الشامي» من إخراج سيف الدين سبيعي أيضاً. وفي معظم هذه الأعمال سينهل السرد الدرامي لحكاياتها من معين ضيق: فترة تاريخية واحدة مرت على دمشق، أما عصَبه فسيكون في الغالب حكايات عن صراع الخير والشر تنشد في كل مرة النهاية السعيدة ذاتها.
يتكئ كل من الأعمال الأربعة على مجموعة من عوامل نجاحها: «باب الحارة» يريد من سمعة العام الماضي أن تمنحه امتيازاً هذا العام عن الأعمال المنافسة، و«أهل الراية» يتكئ على نجومية جمال سليمان صاحب دور البطولة فيه، و«أولاد القيمرية» يتسلح برصيد عباس النوري الكبير عند الجمهور، أما «الحصرم الشامي» فيراهن على اختلافه لأنه العمل الوحيد من الأعمال الأربعة الذي يستند في حكايته إلى وثيقة تاريخية، هي يوميات البديري الحلاق «حوادث دمشق اليومية». ولعلنا نتوجس خيفة من وجبة درامية ثقيلة صعبة، تعدنا بها هذه الأعمال، بالنسبة إلى فك تشابك أحداثها على الأقل. ويضاف إلى الأعمال الأربعة السابقة، مسلسل خامس هو «الحوت» للمخرج رضوان شاهين والعمل يرصد بيئة الساحل السوري بطريقة الحكايات والخطوط الدرامية الأفقية ذاتها.
يبرز هذا العام شكل جديد في الدراما السورية، من خلال أعمال يكتبها خليجيون أمراء، ويحشد المخرج حاتم علي نجوم الدراما السورية في المسلسل البدوي «صراع على الرمال» الذي كتب السيناريو له هاني السعدي من خيال محمد بن راشد بن مكتوم (حاكم دبي) وأشعاره، وفي تجربة إخراجية ثانية للفنان الشاب رامي حنا يتصدى لإخراج مسلسل «الأمير الثائر» عن رواية تحمل الاسم ذاته للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي (حاكم الشارقة)، وذلك بالإضافة إلى مسلسل «بنت النور» للمخرج سامر برقاوي الذي تدور أحداثه في مدينة دبي وعنها.
إلى جانب تلك الأعمال تعود بقوة اللوحات الانتقادية الاجتماعية الساخرة، فيعود مسلسل «بقعة ضوء» بطاقمه الأساسي المؤسس: الليث حجو مخرجاً، أيمن رضا وباسم ياخور ممثلين، ليقدَّم الجزء السادس منه بعد توقف دام عامين. ويكتب الفنان رافي وهبي مسلسل «حارة على الهوا» ويخرجه وهو دراما اجتماعية كوميدية. يكمل المخرج الليث حجو تصوير الجزء الثاني من مسلسل «أهل الغرام» بعد أن قام بتصوير عدة حلقات منه العام الماضي، وتوقف في الغالب لأسباب إنتاجية (مع إم بي سي)، كما يخرج عمار رضوان مسلسل «هيك تجوَّزنا» وهو دراما اجتماعية كوميدية في ثلاثين حلقة منفصلة.
بعد تجربتها المصرية العام الماضي في «أولاد الليل» تعود المخرجة رشا شربتجي إلى الدراما السورية بمسلسل «يوم ممطر آخر» عن مشاكل الشباب الثلاثيني، أما المخرج المثنى صبح فيتناول قضية الإنسان المنفتح الذي يعيش داخل مجتمع محافظ في مسلسل «ليس سراباً»، ويقوم المخرج زهير قنوع بإخراج النسخة المتلفزة من البرنامج الإذاعي السوري الشهير «حكم العدالة» وهو دراما بوليسية، بينما يتصدى محمد الشيخ نجيب لإخراج مسلسل السيرة النبوية «قمر بني هاشم» وهو المسلسل التاريخي الوحيد -حتى الآن- في وجبة الدراما السورية لهذا العام.
بينما تردد أن الكاتب محمود الجعفوري انتهى من كتابة مسلسل اجتماعي معاصر هو «على رصيف الذاكرة» سيقوم ببطولته الفنان أيمن زيدان، أعلن المخرج وائل رمضان عن نيته إخراج مسلسل اجتماعي من ثلاثة أجزاء منفصلة يقوم كل منها على ألحان موسيقية شهيرة. وقال أنور قوادري إنه بصدد إخراج عمل كتبه أيضاً عن أوضاع العرب في مدينة لندن هو «عرب لندن». وأعلن هشام شربتجي عن نيته إخراج مسلسل باسم مؤقت «جذور عائمة» يتناول مفارقات حياة الشرق والغرب، ويعكف المخرج محمد رجب على تصوير مسلسل «شركاء يتقاسمون الخراب» وهو دراما اجتماعية ليست بعيدة عن تأثير حرب العراق. وأكد فراس إبراهيم عزمه إنجاز مسلسل «أسمهان» بعد تأجيل عدة سنوات، وفي هذه المرة الإخراج للتونسي شوقي الماجري.
لا تبدو كثير من الأعمال السابقة متروكة للحظتها التسويقية، فقد اعتمد أغلبها في إنتاجه على شراكة عربية، أو «العرض الحصري» لصالح إحدى القنوات العربية. وهذه الأخيرة دخلت هذا العام دائرة الإنتاج المباشر، وينتج تلفزيون «دبي» مسلسل «صراع على الرمال» و«بنت النور»، وتنتج «إم بي سي» مسلسل «باب الحارة» و«أهل الغرام»، بينما تنتج قناة «ساهور» السودانية مسلسل «قمر بني هاشم»، ويقتصر وجود السوريين في إنتاج أعمال عديدة أخرى على دور المنتج المنفذ.


السفير

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق