العرض المسرحي تيامو يفتتح الدورة 14 من مهرجان قرطاج المسرحي

2009/02/11

يفتتح العرض المسرحي السوري «تيامو» لمخرجته رغدا شعراني، فعاليات «مهرجان قرطاج المسرحي» في دورته الـ 14، والتي تنطلق في 11 تشرين الثاني 2009. وأشارت وكالة الأنباء سانا، نقلاً عن صحف محلية تونسية، أنّه سيتم تهيئة صالة «الكوليزي» وسط العاصمة التونسية لهذا العرض.

والعرض المسرحي «تيامو» كان قد عرض على مسرح الحمراء، وهو عمل مقتبس عن نصي شكسبير الأشهر «هاملت»
و«روميو وجوليت»، حيث عملت المخرجة على تفكيك النص الشكسبيري وإعادة بنائه وفقاً لرؤيتها الفنية. أما اسم العمل فهو كلمة إيطالية تعني «الحب».

والعمل من تمثيل لورا أبو أسعد، الفرزدق ديوب، نسرين الحكيم، شادي الصفدي، علاء الزعبي، جابر جوخدار، كامل نجمة، وليد عبود ، شادي مقرش.

والجدير بالذكر أنّ الدورة الماضية من أيام قرطاج عام 2007 افتتحت أيضاً بعرض مسرحي للفنانة الشعراني بعنوان «شوكولا». أما المخرجة رغدا شعراني فقد قدمت عدة أعمال مسرحية عديدة منها: «من هناك إلى هنا»، ومسرحية «شوكولا» التي نالت الجائزة الذهبية لمسابقة أفضل عرض مسرحي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. وقد تميزت بشكل خاص بحضورها على المسرح، حيث عملت كمدرسة في المعهد العالي للفنون المسرحية واتجهت منذ فترة للتأليف والإخراج المسرحي.

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

سامر محمد اسماعيل:

كان ذلك في بدايات الثمانينات من القرن المتوفّى وكنّا فتيانا وشبّانا نتزاحم على أبواب المسارح، مثل رواد الأفران في الأزمات, نصرخ ونحتجّ في وجه العاملين والموظّفين, ننتحل صفة كاتب أو مخرج أو ممثّل من الأقطار الشقيقة والصديقة ..وغالبا ما كنّا نتسلّل دون تذاكر مدّعين أنّ المسرح خبز الشعوب وأنّ نابليون لم يكن على خطأ وأنّ (سوفوكليس ) جدّنا الشرعي والوحيد . كانت أيام التأسيس على يد (المنصف السويسي ) ورفاقه من الذين أصيبوا بلوثة المسرح من معلّميهم العرب والأجانب ونقلوا العدوى إلينا ...هل سننقلها إلى الأجيال القادمة ؟..أم أن ّ توبتنا نصوح . كان مهرجان قرطاج توأم قرينه في دمشق, يتناوبان السنوات:المفردة لتونس والمزدوجة لدمشق ...وكان التنافس والجدل و-حتى المماحكات-ممتعة وجميلة.


كنّا ننام في ردهات الفنادق المضيفة ويخجل النادل من إيقاظنا أو مخاطبتنا بعبارة (شو تشرب؟)...كان المسرح متعة تتبادلها الخشبة مع المقاعد وكان الفن الرابع سيّدا لا يجادل التلفزيون ولا يتعامل معه إطلاقا. كانت البهجة تملأ عيون عشّاقه الفقراء وهم يودّعون سدنة الخشبة وحرّاس التيه الجميل بقلوب دامعة كالفراشات في أواخر الربيع. كان المسرح وكنّا نحن وكان التاريخ شاهدًا على مشاغباتنا البريئة. هل كبرنا مثل قاطع التذاكر وأطفال عامل البوفيه أم أنّ الغبار قد تكاثر أكثر من اللازم على الكراسي وفوق رؤوس رجال فن نبيل.
قرطاج التي أسّسها الفينيقيون من هنا وأرادوها وردة بمنتهى أشواكها في وجه روما الحاقدة. قرطاج التي رشّ الرومان فوق أرضها الملح كي تستحيل إلى عاقر ويهدر دم الذين هم (الآن )...قرطاج لم تنهض من رمادها ,لأنّها لم تنم, بل كانت شاردة مثل عاشقة وغافية مثل سحابة ....فينيقية بامتياز ...وبعمر زيتونة عنيدة. قد يكبو مهرجان قرطاج المسرحي مثل حصان يركبه أرعن وقد يخبو مثل نار في خيمة بخيل وقد لا يعلو صوته مثل فارس خجول ...ولكن, هل يفترس التاريخ التاريخ, هل تتنكّر الأشجار للخشبات؟!. رحلت أيام قرطاج المسرحية خجلاً من مغتصبيها وقلقاً تحت ممتطيها, لكنها سوف تعود احتفاء بمؤسّسيها ونزولا عند رغبة عشّاقها الصغار. أيام قرطاج المسرحية ليست توأماً سياميّاً كي تنفصل عن مهرجان دمشق, لكنّها روح الذين قالوا كلمتهم الأولى تحت تصفيق لم يكن إجباريّا. قد تشاء الأقدار أن يتغرّب الأبناء ويضلّون حبّاً مثل أطفال الأساطير, لكنها لا تشاء أن يغبنوا ويعاملوا مثل أولاد الجارية.
أيها المهرجان الذي لم يصبني بالنسيان وأنعم عليّ بلوثة الكلمة والصوت والصورة, لن أنسى تلك الغفوة في ردهات الفنادق, ذاك الصياح في وجه المنظّمين, تلك المسرحية الكبيرة التي كتبتها بنفسي, مثّلتها بنفسي, أخرجتها بنفسي...ولم تنته بعد.

حكيم مرزوقي

سورية

سورية