الدكتور بسام جاموس يستعرض الحصاد الأثري الجديد في سورية

15/تشرين الأول/2009

بمفاجأة هامة على صعيد الكشوف واللقى الأثرية في سورية، بدأ الدكتور بسام جاموس مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف محاضرته في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة والتي جاءت بعنوان «الحصاد الأثري الجديد في سورية».

وقد حصلت المفاجأة قبل 5 ساعات من بدء المحاضرة، عندما عثر منقبون سوريون على 5 تماثيل من الرخام الأبيض في مملكة ماري على شكل إنسان متعبد، حيث بدأ جاموس محاضرته بمقولة لأحد مدراء الشركات الصناعية الألمانية جاء فيها: «خذوا صناعتنا كلها في ألمانيا وأعطونا تدمر فقط»، وفي هذا الكلام إشارة واضحة إلى أهمية ما تقدمه سورية من آثار، فهي المنطقة الوحيد في العالم التي لم تنقطع فيها الحضارة منذ مليون وثلاثمئة ألف عام، ماعدا خمس سنوات مفقودة في مطلع عصر الحديد ونهاية عصر البرونز.

يستعرض الدكتور جاموس مجموعة المكتشفات الجديدة في سورية ويبدأها بـمدينة تدمر قائلاً: «وجدنا في تدمر مجموعة من الفؤوس الحجرية لإنسان الهوموأركتوس منتصب القامة وهذا الاكتشاف غيّر مسلمة آثارية وأثبت أن هذه الفؤوس صنعها الإنسان في سورية قبل غيرها من مناطق العالم، كما عثرنا في تدمر على مدفن عائلة تدمرية عربية وفي داخله رسوم جدارية لمجموعة نساء تقدم شيئاً ما للميت، وهذا بدوره يوضح إيمان التدمريين بالحياة القادمة بعد الموت، كما عُثر على منحوتات لنساء ورجال وكل واحد منهم اسمه منحوت على صدره باللغة التدمرية، وفي موقع الكوم القريب من تدمر عثرنا على جمل ضخم عملاق أكبر من الجمل الحالي بمرتين وعمره يزيد على ثلاثمئة ألف عام».


الدكتور بسام جاموس خلال محاضرته

أما في منطقة درعا فيشير الدكتور بسام جاموس إلى اكتشاف مسلة بازلتية طولها 3 أمتار كتب عليها بالهيروغليفية المصرية، وهذا يشير إلى وجود علاقات بين مصر والجنوب السوري خاصة وأن اسم رعمسيس الثاني منحوت على المسلة.

ويعتبر الدكتور جاموس في محاضرته أن أهم هذه المكتشفات الأثرية كان في منطقة قطْنا التي تبعد حوالي 17 كم شرق حمص وكانت محطة تجارية في الألف الثاني قبل الميلاد وتعمل فيها بعثة سورية إيطالية ألمانية استطاعت الكشف عن سور المملكة البالغ ارتفاعه 30 متراً، بالإضافة إلى مدفن ملكي مكون من غرفتين أو ثلاثة، و2700 قطعة أثرية من المرمر والعقيق واللازورد والصدف، ورقماً مسمارية تضم نصوصاً اقتصادية وتجارية وسياسية تتكلم عن علاقة المملكة بغيرها من الممالك مثل ماري وتل البيدر ومدن في حوض المتوسط.

كما كان للساحل السوري حصة كبيرة من الحصاد الأثري يشير إليه جاموس في عدة مناطق هي: تل تبينة القريب من جبلة حيث عثر فيه على آثار تعود لعصر البرونز الحديث ورؤوس تماثيل وفؤوس ونصوص تشير إلى علاقة مع جزر رودس وقبرص وكريت. ولا ننسى حصن سليمان حيث كشف المنقبون عن أهم المعابد في الساحل السوري في هذه المنطقة وتعمل الدراسات الآن على إعادة المعبد إلى وضعه الحقيقي علماً أن حجارة المعبد يصل وزنها إلى 50 طناً.

ومن المناطق الهامة أيضاً عمريت وهي من المدن الفينيقية الهامة التي نقب فيها كل من الباحثين عدنان البني ونسيب صليبي قبل وفاتهما وفيها معبد يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأخيراً، مملكة سيانو قرب جبلة وفيها عثر على رقم مسمارية تشير إلى أنها تابعة لمملكة أوغاريت.

وطبعاً، أوغاريت التي بدأ التنقيب فيها منذ عام 1929، وقبل حوالي 4 سنوات بدأت بعثة سورية فرنسية مشتركة بالتنقيب فيها من جديد حيث عثرت على منزل لتاجر يدعى أورتينو.

ويشير الدكتور جاموس إلى المشاريع الآثارية في مدينة دمشق ومحيطها، وبالذات مشروع ترميم القلعة وتأهيلها بالتعاون مع كلية العمارة ضمن مشروع سوري إيطالي، كما يشير إلى موقع تل سكا الأثري في غوطة دمشق والذي يحوي قصراً هاماً جداً يحتوي على رسوم جدارية متأثرة بالحضارة الفرعونية في مصر، وعثر فيه على أول رقم مسماري في جنوب سورية يذكر اسم الملك زمري ليم وقد قرأه الدكتور فيصل عبد الله وهو أول سوري يتمكن من قراءة رقم مسماري.

ويؤكد الدكتور جاموس في حديثه على أن هناك مواقع أصبحت جاهزة أمام الزوار وانتهى تأهيلها بالتعاون مع الجهات المعنية بذلك، مثل مواقع تل البيدر في الحسكة وأفاميا التي رفعت حجارة شارعها المستقيم، والآن يعمل المختصون إلى إعادة بناء مسرحها الذي تشير الدراسات إلى أنه أكبر مسرح في العالم. إضافة إلى موقعي إبلا وماري اللذين سيكونان جاهزين خلال الفترة القريبة المقبلة لتفتح أبوابهما أمام السياح والزوار السوريين والعرب والأجانب.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك