فرقة جسور وأهمية التخصص الغنائي

23/نيسان/2008

فرقة جسور للموسيقا والغناء أطلّت علينا بأمسية جديدة للغناء التراثي الجميل في حفلة في الآرت هاوس. وقبل الخوض في تفاصيل ما قدمته لا بد من الإشارة إلى ناحية مهمة وهي أن الفرقة بإشراف الفنان صلاح عمو تخصصت في تقديم موسيقا بلاد الشام وبلاد الرافدين وغنائهما، وهذه ناحية جيدة، فهي بذلك تتيح لنا فرصة الاستماع إلى ألوان جديدة من الغناء نادراً ما نسمعها في الوقت الذي تنصرف فيه الفرق الأخرى إلى تقديم التراث المصري، وبعض التراث السوري، فنسمع الأغنية الواحدة عدة مرات في حفلات متتالية.‏
برنامج فرقة جسور تضمّن أربع وصلات: وصلتان موسيقيتان، ووصلتان غنائيتان، في الموسيقا فقط استمعنا إلى عدة مقطوعات جميلة منها سماعي عجم للموسيقي الفلسطيني روحي خماش، ثم رقصة أرمنية، واستمعنا إلى مقطوعة «سلاف» للموسيقي العراقي غانم حداد. وكان مسك الختام مع «رقصة ستي»، وهي من التراث الحموي، لكنها أصبحت من التراث الدمشقي بعد أن نقلها عازف العود عمر النقشبندي إلى دمشق، ونشرها على عوده.‏
في وصلتَي الغناء استمعنا إلى موشح «كلّلي يا سحب تيجان الربى» من تلحين روحي خماش. أما الشعر فهو لابن سناء الملك، وهذا الموشح لحّنه العديد من الموسيقيين العرب، وأقدمهم المصري محمد عثمان، وهو موشح جميل قدمته المغنية ليندا بيطار وهي التي قدمت جميع الفقرات الغنائية وقدمت أيضاً موشح «يا زائري بالضحى» ونُسب في البرنامج خطأً لـ محمد محسن، والأمر ليس كذلك ثم أغنية «أهواك بلا أمل» التي كان زكي ناصيف قد لحنها لفيروز عام 1994 مع أغنيات أخرى. ثم انتقلت بنا الفرقة إلى العراق، فقدمت ليندا أغنية «ريحة الورد» من تلحين ناظم نعيم. وكان ختام الغناء مع «آه يا حلو يا مسليني» من التراث الحلبي.‏
أمام إلحاح الجمهور غنّى عازف العود العراقي موالاً عن العراق، ثم غنى بمشاركة ليندا «فوق النخل».‏
الفرقة تألفت من ستة عازفين، عوّضوا بقدراتهم العالية عن صغر عدد الفرقة التي من بين عازفيها عازف العود القدير سليم سالم، وهو في الوقت ذاته المشرف الموسيقي للفرقة، وهو وراء اختيار هذا البرنامج الجميل.‏
أما ليندا بيطار فأثبتت مرة أخرى علوّ كعبها في الغناء، وهي التي تمتلك قدرة التعبير بملامح وجهها عن مضامين الغناء، وتَستخدم عربها الصوتية بإتقان وهي خريجة المعهد العالي للموسيقا، وتجيد أداء ألوان الغناء كافة، لكنها تميل إلى اللون الفيروزي المحبب إليها.‏
لا بد من الثناء على الفرقة خاصة في تخصصها الغنائي، وآمل أن نشاهد قريباً فرقاً أخرى متخصصة في لون محدد من الغناء خاصة الموشحات.



الثورة

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك