الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

«السفير اللبنانية» تتناول أمسية سميح شقير في التاء المربوطة في بيروت

أحيا الفنان السوري سميح شقير أمسية غنائية في مقهى «التاء المربوطة» في بيروت. وتناولت جريدة «السفير اللبنانية» في مقالةٍ نقدية مطولة للكاتب صفوان حيدر أمسية شقير، فنّد فيها حيدر الجوانب الإبداعية التي قدمها شقير في الأمسية.

وجاء في مقالة صفوان حيدر بعد الحديث عن موسيقى شقير وقربها من موسيقى مارسيل واختلافها عن موسيقى زياد الرحباني: «قدم شقير نمطاً وجدانياً جديداً لم نعهده سابقاً. ففي أغانيه الجديدة، خصوصاً الدرويشية، فرح وتجديد موسيقي أدهشنا. ولقد اختار شقير الأغاني التي تماشي أيامنا الحاضرة والمفردات التي تحاكي ذهنية الجمهور، ومعظمه من الشبان والشابات العشاق والعاشقات الملتزمات. وقد أثبت شقير عن قامة إبداعية لا يمكن حصرها بقضايا التحرر العربي فقط بل تتخطاها نحو القضايا الإنسانية الكبرى. كما أثبت شقير أنّه أقرب إلى بيروت وزواريبها ومنازلها من العديد من الموسيقيين والمغنين البيروتيين الشبان. لذا، جاء تفاعل جمهور الأمسية مع شقير حميماً وحاراً جداً. وشقير لم يصطنع هذا التفاعل، فهو قريب من مستمعيه بحنان صوته ودفئه. وإذا كان سامي حواط مغني اللحظات الحميمة الملتزم فسميح مغني اليوميات بما تحمله من معاناة وهموم. طبعاً، لا تخلو أغانيه من ذكر لحظات الحب والوصال وإن جاء حجمها في الأمسية دون المطلوب. وعانقت أغانيه، ليس فقط إيقاعات الحياة البيروتية بل الدمشقية والقاهرية والبغدادية أيضاً فتأكدت لدينا الأبعاد القومية الشعبية التي تختزنها أغانيه».

ويتابع حيدر في مقالته الحديث عن السبب المباشر لأمسية شقير في «التاء المربوطة»، التي جاءت بسبب توقيع شقير لألبومه الجديد «قيثارتان»، والذي يتضمن أغاني محمود درويش الأكثر شهرة والتي غنى شقير بعضها في الأمسية: «سقط الحصان، فكر بغيرك، على شجر السرو، الجميلات، الحصان، تنسى، حيث نعتاد الرحيل، أغنية وزفاف، بيروت خيمتنا، سقط القناع، منكم السيف».

وينتقل حيدر للحديث عن جديد شقير «لكن شقير غنى في الأمسية أيضاً بعض جديده القديم وقديمه الجديد "كعشبة في حطام" و"الكأس" لابن الفارض بما تحتويه من تنهدات صوفية كما غنى موالاً عراقياً تجلى فيه نقاء صوته السماوي فوق بلاد الرافدين. كما عنى أغنية "إيه" بتجديد موسيقي فيه من التلاوين الإسبانية الفلامنكوية بما يمتزج بفرح دفين أدهشنا شقير بإخراجه إلى أسماعنا. ونزولاً عند إلحاح الجمهور غنى شقير في الختام أغنية «رمانة» ـ القنبلة اليدوية التي استعملتها المقاومة الوطنية ضد العدو الإسرائيلي أثناء اجتياحه بيروت».

وختم حيدر مقالته بالحديث عن قدرة شقير اللولوج إلى عوالم درويش وإبداع موسيقى مختلفة بقوله: «واضح أن شقير بقدرته على التأليف والتلحين الموسيقي وبصوته الحنون والعميق يستطيع أن يخرج من العالم الشعري لمحمود درويش ليتعامل مع نصوص شعرية أخرى. فغناء الشعر الملتزم بقضايا الإنسان ليس مقتصراً على أشعار محمود درويش، وليس صعباً التقاطه وتلحينه وغناؤه، خصوصاً إذا كان المغني والملحن ممتلكاً تجربة موسيقية بحجم تجربة سميح شقير الذي يعرف كيف يمزج الخاص بالعام، المألوف باللامألوف، اليومي والاعتيادي المتنقل والمكرر بما هو مستمر ودائم ومتجدد ومعطاء ودفاق».

اكتشف سورية

اسمك

الدولة

التعليق