شعراء في الظل نشاط أدبي دوري لاكتشاف المواهب

15 04

خروج عن النمط الكلاسيكي والجمهور هو الحكم

هناك أفراد عرفهم المجتمع من خلال مِهنهم أو اختصاصاتهم العلمية والفكرية، لكن لبعض هؤلاء مساهمات أدبية وفنية بقيت حبيسة أدراجهم وملفاتهم. لقد عرف المجتمع أن العجيلي الطبيب كان قاصاً وروائياً كما عرف أن من غادرنا منذ وقت قريب وهو قتيبة الشهابي كان طبيب أسنان وفناناً تشكيلياً وباحثاً تاريخياً، وأن نجاة قصاب حسن المحامي اللامع كان باحثاً وموسيقياً وشاعراً، وأن شيخ المهندسين السوريين منذر الجندي موسيقي من الطراز الأول، وأن الطبيب حسني سبح كان رئيساً لمجمع اللغة العربية.
يُذكرنا دريد لحام فنان العرب الأول أنه كان أستاذاً لمادة العلوم، وما شابه ذلك من الأسماء التي تعرّف الناس بعطائها خارج نطاق اختصاصها، لكن هناك أشخاصاً كثيرين لم يتعرف المجتمع على وجههم الآخر، لذلك قرر المنتدى الاجتماعي إقامة أمسيات أدبية وفنية دورياً، يحييها بعض هؤلاء. ونتيجة لهذه الأمسيات قد يكتفون بممارسة اختصاصهم أو يخرجون من الظل لينضموا إلى قافلة المبدعين.
كانت الأمسية الأولى في تقديم «شعراء في الظل » وساهم فيها كل من أستاذ الفلسفة والمفكر الدكتور أحمد برقاوي والفنان النحات الدكتور عبد الله السيد والمحامي مأمون الطباع والإعلامية هالة النابلسي في الرابع عشر من نيسان 2008.
«شعراء في الظل» وجهة نظر أدبية وثقافية لا تدّعي الاحتراف أو الإبداع بقدَر ما هي إشارة إلى موهبة دفينة، شيءٍ يُراد أن يقال، ويخرجَ إلى متلق قد يجد فيه الممتع، ويُضاف إلى تيار المحترفين من أجل إغناء الحالة الثقافية وإبراز الوجه الآخر لمثقفينا. بل يمكننا القول إنه خروج عن النمط الكلاسيكي للمضطلعين في إقامة مثل هذه الأمسيات، ومن جهة أخرى لنوعية متلقيها.
يطالعنا المحامي الشاعر مأمون الطباع -بصفته رئيس مجلس إدارة المنتدى الاجتماعي- فيقول «يمكننا القول إنه خروج عن النمط الكلاسيكي. نحن بوصفنا منتدى، رغبنا في أن نخلق تلويناً آخر لمثل هذا النشاط بعد أن تبين لنا وجود عدد كبير من المشهورين في اختصاصاتهم يمتلكون مواهب أخرى لم يعلنوا عنها، من مهندسين رسامين أو تشكيليين وأطباء يتقنون الموسيقى وكثيرٍ من المحامين الذين يتقنون الشعر والقصة، على أنهم لسبب ما لم يقدَّموا للمجتمع بصفتهم».
يضيف الطباع «اليوم نحاول أن نقدم شعراءَ وأدباءَ الظل، كل منهم سيقدم ما لديه، ومسألة نجاحه أو فشله تعود إلى كلمة الجمهور (الحكم)، فردّة فعله ومدى استجابته ستقرر جدوى الخروج من الظل. وإذا سألتَني لماذا يكتب أبناء جيلي الشعر وهو في الغالب جيلٌ نصفه كتّاب ونصفه شعراء، يمكنني القول إنه في أيامنا تلك لم يكن تميز الإنسان بماله أو مركزه بل بالموهبة، وكانت نشأتنا تتطلب إتقان موهبة ما من شعر أو قصة».
بدأ الطباع رحلته هاوياً للأدب خاصة الشعر، كتبَه صغيراً ونشر منه الكثير في الصحف اليومية ليتوقف عشرين عاماً إذ أخذه عالَمُ القانون إلى قاعات المحاكم ودنيا المرافعات، لكن تأبى تلك الموهبة الصغيرة إلا أن تدغدغ ذاك الطفل الصغير في داخله لتعود فكرة الكتابة من جديد، ولكن للعودة شروطها وفيها يقول الطباع «في هذا السن اختلفت نظرتي إلى الشعر وكانت العودة إلى كتابته تتطلب إتقان العمود الشعري ثم الانتقال إلى شعر التفعيلة ثم القصيدة النثرية، مع العلم وللأسف الشديد أن جميعهم اليوم يبدؤون بالقصيدة النثرية التي هي نتيجةٌ لما تَقدمها، وتعتبر من أصعب القصائد لاعتبار أن كاتبها هو من يصنع وزنها وإيقاعها. ويمكنني القول إن شاعراً كبير مثل أدونيس كتب شعراً عمودياً جميلاً جداً وكتب شعر التفعيلة، ونزار قباني كذلك وجميعهم بدؤوا من العمود ودرسوا الفراهيدي والشعر العربي القديم وتطوروا صعوداً».
يُذكر أن المنتدى ضمن سلسلة من هذا النشاط سيقدم برامج لأشخاص غير معروفين في الموسيقى والقصة والشعر وعدد من الفنون الأدبية الأخرى.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    *&نونو&*:

    فكرة مميزه لاضهار المواهب

    السعوديه

    *&نونو&*:

    ابغى الله يعطيكم العافيه نشاط للادب العربي ونشاط لمادة النحو والصرف

    السعوديه

    عماد خلف الشاهر:

    أنا أكتب الشعر والنثر وأود أن يسمعني أحد حتى أرى النقد التي أتعلم منه لاكن للأسف لايوجد أحد

    سوريا