17/كانون الأول/2008
قال الفنان والموسيقار العربي الكبير مارسيل خليفة إن هناك رابطا حقيقياً وقوياً بيني وبين سورية فعندما آتي إلى دمشق تغمرني السعادة والفرح وأشعر أنني بين أهلي، مضيفاً أن الحب هو عنوان جولتي في سورية فاسمحوا لي أن أحبكم.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمانة العامة لاحتفالية دمشق.. وأنا في طريقي إليكم لفحتني نسمة دمشقية عابقة بالياسمين وجعلتني أردد مع درويش.. في دمشق.. تداعبني الياسمينة.. لا تبتعد وامش في أثري.. فتغار الحديقة.. لا تقترب من دم الليل في قمري.. مؤكداً أنه يتضامن مع أي مقاوم يدافع عن أرضه في أي مكان من العالم وهو يقاوم العدو الإسرائيلي بأغانيه وموسيقاه الوطنية.
وحول تجربته مع الراحل محمود درويش أوضح خليفة أنها كانت تجربة رائدة ومميزة وعلاقة إنسانية قبل أن تكون فنية مشيراً إلى أنه غنى لأدباء كثر مثلما غنى لدرويش مستخدماً معظم الآلات الموسيقية العربية فتكاملت الكلمة مع اللحن لتخرج الأغنيات بهذه الصورة الرائعة إلى العالمية.
وقال خليفة في كلمة وجهها لمحمود درويش عنوانها لو في الشمس شمس سواك لذبحتنا الظلمة.. أكتب وأنا أتصور عينيك والكلمات تقفز الواحدة بعد الواحدة لترتمي بأفياء الهدب حيث رائحة حبق وزعتر.. من عمان إلى الرباط إلى بروكسل واليوم في دمشق وحمص وحلب واللاذقية.. كلما عزفت وكلما غنيت تشبثت بالشوق إليك أكثر.
وأضاف.. إن الحزن والغضب يعتصران قلبي ونحن نعاني هذا الحصار الظالم على غزة وهذا القدر الفظيع من العدوان الوحشي على كرامة وآدمية الانسان العراقي في العراق ولن ننسى بالطبع تضامننا مع جنوب لبنان الحبيب والجولان المحتل من قبل العدو الصهيوني.
وختم بقوله.. يا محمود سنحاول ألا نهدأ في مكان ولا في قالب ولا في حالة.. وأن نظل نبحث عن شمس حارقة حتى لو ذابت في أفق بعيد.. أن نقترب من ذلك السراب ونعاود البحث.. ألا نطمئن ولا نستقر.. وأن نبحث دائماً عن نهار جديد وكأنه نهار أول وأخير.
يذكر أن مارسيل خليفة من مواليد 1950 تخرج في المعهد العالي للموسيقا في بيروت عام 1971 ليبدأ رحلته مع آلة العود التي حاول خلال مشواره الفني إضفاء لمساته عليها ليحررها من أساليب العزف التقليدية وبعد عام واحد ألف فرقة موسيقية في قريته عمشيت بهدف إحياء تراثها وتطوير الغناء العربي.
وفي رصيد الفنان خليفة اليوم عدد من الأغاني والمؤلفات الأوركسترالية وعزفت فرق أوركسترا عالمية أعماله في مقدمتها أوركسترا كييف وفرقة سان فرانسيسكو لموسيقا الحجرة واوركسترا ليفربول الفيلهارمونية.
نال خليفة عدداً من الجوائز العربية والعالمية لإبداعه الفني وإخلاصه للقضايا التربوية والإنسانية وفي عام 2005 سمي سفيراً للسلام من قبل منظمة اليونيسكو.
وكانت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 استقطبت خلال الشهور الماضية عدداً من الأسماء المهمة الناشطة على الساحة الموسيقية العربية بدأتها مع السيدة فيروز ثم استضافت الفنانة كريمة صقلي وظافر يوسف وزياد الرحباني وجوليا بطرس إضافة الى اسماء عالمية اخرى شكلت زيارتها الى العاصمة دمشق محطات رئيسية في حياة هذه المدينة واحتفاليتها الثقافية.
|