لدينا في سورية ميزانيات جيدة لعمل كم هائل من الأفلام

27/تشرين الثاني/2008

قال المخرج السوري الشاب الفوز طنجور: «إنّ إقبال الجمهور التونسي على فيلمه القصير «شمس صغيرة»، والصدى الكبير الذي حققه في مهرجان قرطاج، كان أهم بالنسبة له من حصول الفيلم على الجائزة البرونزية، بالإضافة إلى أنّ المهرجان أتاح له فرصة اللقاء بكثير من المخرجين والنقاد والسينمائيين».

وأوضح في حديثه لوكالة سانا أنّ مشاركته في قرطاج هي الأولى، كما أنّ الفيلم القصير «شمس صغيرة» هو الفيلم الأول، له وقد أخرجه بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما التي قدمت الدعم اللازم، سواء من حيث الميزانية أو من حيث قبول اللجنة الفكرية للفيلم منذ البداية.

وأعرب عن سروره بالمشاركة في مهرجان قرطاج السينمائي، مؤكداً أنّ هذا المهرجان له خصوصية دعم السينما العربية والإفريقية، كما أنّ مقولته تتلخص بالأفلام الملتزمة التي لها علاقة بهموم الإنسان العربي، وأضاف «لم أشعر أنّ الفيلم حقق التأثير ذاته في مهرجان دمشق السينمائي، كما أنّ الإعلام لم يتحدث كثيراً عن الفيلم».

تدور أحداث الفيلم حول لونا وأسامة اللذين يجوبان شوارع دمشق في مشاوير لا نهائية، وهما داخل سيارة خردة لا تفارق مكانها أبداً. هو حكاية حب لونا لدمشق وكره أسامة لها، شمس صغيرة تشبه الشمس التي تزور منطقة السكن العشوائي الذي يعيش فيه الأبطال، ضوء يحضر ويغيب بسرعة إنه فيلم عن التفاصيل الصغيرة التي تشكلها حياة هؤلاء الناس الذين يعيشون هنا حيث تصنع الحياة مثل المنمنمات.

وعن المشاركة السورية في مهرجان قرطاج قال طنجور: «إنّ الأفلام القصيرة اقتصرت على فيلمه وفيلم "مونولوج" للمخرج جود سعيد في حين لم تشارك سورية بأي فيلم طويل».

أما فيما يتعلق بتقييمه لسينما الشباب فقال: «لست مع هذا المصطلح، فنحن ليس لدينا سينما وإنما محاولات فردية، وهناك قسمان من الشباب، قسم يعمل مع المؤسسة العامة للسينما وهي الجهة الوحيدة التي تصنع سينما لأنها تملك آلية الإنتاج السينمائي وشروطه، وقسم آخر يقوم بتجارب فيديو فردية ليس لها دعم مادي من أي جهة».

وأضاف «أنا أشجع هذه التجارب وأتمنى أن تصل إلى مرحلة جيدة لأنها حالياً تجارب غير ناضجة، ولا ترقى لموضوعات قيمة وعظيمة، وإنما هي عبارة عن قصص صغيرة من الواقع تفتقد إلى اللغة السينمائية»، وتابع المخرج طنجور «أنّ الفيلم المصري القصير الذي فاز بالجائزة الذهبية في قرطاج هو من إنتاج مخرج مصري مستقل أنتج الفيلم بميزانية متواضعة».

كما أشار طنجور أن الفيلم القصير فنٌّ مستقل بذاته وفرصة لاكتشاف مخرج موهوب، إلا أنه لا يعامل كتجربة سينما حقيقية في سورية، حيث يشترط أن يعمل المخرج السينمائي فيلمين قصيرين قبل أن يخرج فيلماً سينمائياً طويلاً.

وحول مهرجان دمشق السينمائي الذي اختتم قبل أيام قال: «صحيحٌ أنّ الكثيرين يقولون لماذا عندنا مهرجان وليس لدينا إنتاج سينمائي، ولكن الحقيقة أنّ هذا المهرجان فرصة للناس العاديين والمثقفين ليشاهدوا سينما جادة ويتواصلوا مع السينما في العالم، بالإضافة إلى أنه فرصة لعمل علاقات إنتاج مشترك بين مخرجين ومنتجين وسينمائيين».

وعن مستوى الأفلام المشاركة في مهرجان دمشق، رأى طنجور أنّ هناك أفلاماً جيدة ولكن ليس هناك أفلام متميزة، كما أنّ مهرجان دمشق فقد خصوصيته عندما أصبح دولياً، وبالتالي وضعت الأفلام السورية والعربية في منافسة غير عادلة مع الأفلام الغربية.

وأوضح طنجور أنّ الصعوبات والمشكلات التي تواجه الإنتاج السينمائي ليست في سورية فقط، وإنما هي مشكلات عالمية، لأنّ السينما صناعة وثقافة ولكن المشكلة الأولى للسينما في سورية حسب قوله هي قلة صالات السينما، فهي محصورة بسينما الشام، والكندي، ودار الأوبرا، وهذه الأخيرة لا تحمل شروط صالة العرض، وتابع «لدينا في سورية ميزانيات جيدة لعمل كمّ هائل من الأفلام، ولكن للأسف المنتج لا يحمل الخلفية الثقافية اللازمة، وإنما يفكر معظم المنتجين بعقلية تجار، ومن هنا فإن العلاقة الجيدة بين المنتج والمخرج تنتج سينما جيدة».

وأضاف «ليس لدينا في سورية صناعة سينما حقيقية بمعنى الكلمة، بالتالي لا نستطيع أن نقول سينما سورية وإنما أفلام سورية»، مشيراً بهذا الصدد إلى مسألتين مهمتين أسهمتا في تراجع الطابع الخاص للمخرجين السوريين المسألة الأولى هي إصرار المخرجين على سينما المؤلف أي كتابة أفلامهم بأنفسهم، والثانية بعدهم عن الشارع السوري وهموم المواطنين، وأوضح قائلاً: «أنا مع سينما المؤلف، فهي أرقى أنواع السينما، ولكنها بالنسبة لي لا تعني أن يكون المخرج هو دائماً كاتب النص».