نسخة تجريبية

مهرجان دمشق السينمائي يكرم السيدة فيروز
ضمن تظاهرة حملت اسمها وامتدت طوال فترة المهرجان

09/تشرين الثاني/2008

كرَّم مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر في دورته الحالية المطربة الكبيرة فيروز لقاء مساهمتها السينمائية وتاريخها الغنائي العريق الذي يمتد على مدى أكثر من نصف قرن، بعرض مجموعة من أفلامها التي غنت ومثلت فيها ضمن تظاهرة حملت اسمها وامتدت طوال فترة المهرجان.
وتتضمن التظاهرة فيلم «بياع الخواتم» تأليف عاصي ومنصور الرحباني وإخراج يوسف شاهين، الذي يحكي قصة ضيعة هادئة يعتقد المختار أن السكان ضجروا من الهدوء الذي يسود جوها فيخترع شخصاً وهمياً من بنات أفكاره يطلق عليه اسم راحج وينشر القصص والأقاويل بين الأهالي بأنه يرتكب الجرائم ويسلب وينهب وأنه قادم إلى الضيعة، فيستغل رجلان من هذه القرية كذبة المختار ويقومان بالسلب والنهب والاعتداء على المختار نفسه وفي النهاية يصل رجل مسن إلى القرية اسمه راجح فيدب الذعر بين الأهالي، لكن يتبين بأن العجوز راجح ليس سوى بياع خواتم ويريد تزويج ابنه من فيروز، والفيلم يضم عدداً كبيراً من أروع أغاني فيروز.
وفيلم «سفر برلك» قصة وموسيقى وألحان الأخوين رحباني وإخراج هنري بركات، وتدور أحداثه في أوائل الحرب العالمية الأولى 1914 عندما قطعت الدولة العثمانية القمح عن لبنان بقصد تجويع الأهالي وكانت تصادر شباب البلاد وتصدرهم إلى المنفى ومن بينهم عبدو إحسان صادق-خطيب عدلي- فيروز، التي تقرر البحث عنه متنقلة من قرية إلى أخرى حيث تعيش أجواء الحرب والمعارك والتضحية والجوع.
أما فيلم «بنت الحارس» فهو قصة وحوار وألحان وموسيقى الأخوين رحباني وإخراج هنري بركات، ويحكي قصة قرية غار الأمنة التي يقرر مجلس بلديتها الاستغناء عن خدمات الحارسين الليليين اللذين يعود لهما الفضل في استتباب الأمن فتقرر بنت الحارس فيروز مقنعة بالكوفية أن تثير الشغب والخوف بين أهل القرية حتى يستعيد والدها نصري شمس الدين عمله.
والفنانة فيروز صاحبة الصوت الملاكي والمخملي المولودة في الحادي والعشرين من تشرين الثاني من عام 1935، انطلق صوتها في عام 1952 من إذاعة دمشق بأغنية «حاجى تعاتبني يئست من العتاب» التي ما تزال تحتل شهرة واسعة بين أغنيات فيروز، وغنت فيروز في دمشق وقدمت بالاشتراك مع الأخوين رحباني مسرحياتها على خشبة مسرح معرض دمشق الدولي الذي كان على موعد سنوي معها في آخر كل صيف من عام 1962 حتى 1977.
وخصصت الإذاعة السورية لها يوم الأحد من كل أسبوع لبث أغانيها حيث اتهمت بأنها إذاعة فيروز من دمشق وخصت هذه الفنانة العظيمة دمشق بعدة أغنيات فكانت العاصمة العربية الأكثر ذكراً على شفتيها ومنها أربع أغنيات من أشعار سعيد عقل قرأت مجدك.. يا شام عاد الصيف.. سائليني يا شام.. شام ياذا السيف لم يغب كما غنت نسمت من صوب سورية الجنوب، بالغار كللت أم بالنار يا شام، وهذا العام تجدد اللقاء مع فيروز بإعادة عرض مسرحية «صح النوم» ضمن توزيع موسيقي جديد في إطار فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.
وجاءت الفرصة الأولى لفيروز واسمها الحقيقي نهاد حداد في عام 1949 في الرابعة عشرة من عمرها عندما انضمت إلى كورال المنشدين في المعهد الموسيقي الوطني في لبنان الذي كان يرأسه آنذاك محمد فليفل ملحن النشيد السوري،وعملت بعد ذلك في الإذاعة اللبنانية فاختيرت مغنية في جوقة الإذاعة التي استطاعت من خلالها الاستفادة في صقل موهبتها بتعلمها أصول طريقة كل مطرب ومطربة.
وفي عام 1959 دعيت إلى إذاعة الشرق الأدنى والإذاعة السورية لتغني فيها وانطلق صوتها من إذاعة دمشق في هذا العام وسجلت اسكتشات من بينها «عروس المواسم» و«جيران البحر»، وفي عام 1954 نالت فيروز شهرة شعبية واسعة بأغنية «يابا لالا»، وفي عام 1955 اتفقت إذاعة صوت العرب التي تنطلق من القاهرة مع فيروز وعاصي ومنصور الرحباني على الغناء في الإذاعة المصرية فشكلت ثنائياً غنائياً مع المطرب المصري كارم محمود وسجلت تراث سيد درويش.
وخلال بضع سنوات أصبحت فيروز مطربة كبيرة على مستوى الوطن العربي وقدم الأخوان رحباني مع فيروز مئات من الأغاني التي أحدثت ثورة موسيقية فغنت للحب، والطفولة، والأمومة، والأرض، والسماء، والسهل، والجبل، والحزن، والفرح، كما قدمت عدداً كبيراً من الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني.



سانا

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك