«البيمارستانات في دمشق»: كتاب عن أهمية دور المرضى القديمة

09 شباط 2012

-

بينت الباحثة الهام محفوض في كتابها البيمارستانات في دمشق الصادر عن مركز الباسل للبحث والتدريب الأثري فضل الإسلام في الطب وأكاديمية الطب الأولى التي تجسدت في الرسول الكريم «ص» إلى ما امتاز به الطب عند العرب والمسلمين مستعرضة انجازات بعض أعلام الطب وفي مقدمتهم الرازي وابن سينا والزهراوي وغيرهم من الذين قدموا صفحات مشرقة للإنسانية.

وقالت محفوض كان للعرب قبل الإسلام أصول وجذور ثقافية وحضارية وعندما انتشر الإسلام استطاعوا عبر فتوحاتهم صوغ حضارة وثقافة وعلوم عربية أصيلة قاموا بنشرها في العالم الذي اقبل عليها بنهم شديد ونقلها إلى لغاته واستفاد منها لكي ينير ظلمات جهالة القرون الوسطى فشكلت حوافز النهضة ليومنا ولعل بناء البيمارستانات هي إحدى المنارات العلمية والطبية.

وعرفت الباحثة في كتابها الذي يقع في 95 صفحة من القطع المتوسط كلمة البيمارستان بأنها فارسية معناها دار المرضى أنشئت بهدف تحقيق علاج المرضى بكل حالاتهم وتعليم الطب والبحث العلمي وكانت مكرسة لخدمة المجتمع وهي حق للجميع على حد سواء.

كما سلطت محفوض الضوء على أنواع البيمارستانات التي عرفت عبر التاريخ ولاسيما البيمارستانات المتنقلة للعناية بالجنود في ساحات القتال والبيمارستان المحمول الذي يعالج المرضى في الأماكن النائية التي يتفشى فيها الوباء إضافة إلى البيمارستانات الثابتة مشيرة إلى أن معظم المدن في الدول العربية الإسلامية لم تكن تخلو من البيمارستانات ولاسيما العواصم الكبرى مثل دمشق وبغداد والقاهرة.

ولفتت الباحثة إلى أن البيمارستانات الإسلامية كانت متشابهة في بنائها وتقسيماتها فالإدارة تقع في أحسن المواقع وتشاد على المساحات الخضراء الأبنية الفخمة التي مازالت آثارها موجودة حتى الآن مثل النوري والقيمري بدمشق والاغواني بحلب والمنصوري بالقاهرة.

وقالت محفوض إن البيمارستانات عبارة عن أروقة منها خاص بالذكور وأخرى بالإناث مجهزة بكل ما يلزمها من حمام عام وصيدلية ومكتبة ومكان يجلس فيه الأطباء لإلقاء دروس الطب لافتةً إلى أن العلاج لا يقتصر على من يقيم فيها من مرضى بل رتب لمن يطبب وهو في منزله ما يحتاج إليه من الأشربة والأغذية والأدوية وكان المرضى يفحصون بعناية كبيرة وتدون أسماؤهم في دفاتر خاصة لمعرفة سير المرضى ومتابعتهم يوماً بعد يوم كما يقدم لهم الغذاء والدواء حتى الشفاء الكامل.

كما سلطت الباحثة الضوء عن البيمارستانات الموجودة في دمشق ولاسيما البيمارستان النوري الذي بني في زمن السلطان الملك العادل نور الدين الزنكي عام 1154 ميلادي ويعتبر من الأبنية ويعد نموذجا فريداً لفن العمارة في المرحلة السلجوقية وما زال محتفظا بشكله المعماري الذي كان عليه في السابق.

ولفتت محفوض إلى أن المديرية العامة للآثار والمتاحف قامت بترميم البيمارستان وجهزته وأعدته ليكون مقرا لمتحف الطب والعلوم عند العرب عام 1978 نظراً لمكانة هذا البناء العربي الفريد وللدور الذي لعبه في تطور العلوم الطبية والصيدلانية ويضم المتحف أربع قاعات الأولى للعلوم والثانية للطب والثالثة للصيدلة والرابعة للطيور والحيوانات المحنطة.

كما تناولت الباحثة البيمارستان القيمري كمعلم علمي وتاريخي موضحة انه يقع في دمشق بمنطقة الصالحية عند سفح جبل قاسيون في جوار جامع الشيخ محي الدين بن عربي ويعود بناؤه إلى أواخر العصر الأيوبي في سورية وهو من أعظم آثار دمشق شأنا ومن أجمل العمارات الأثرية بتخطيطه وبزخارفه الجميلة.

كما أوردت الباحثة في الصفحات الأخيرة للكتاب فهرساً بأسماء وأعلام الطب العرب والإسلام منهم أمينة بنت قيس العفارية وهي من الممرضات الأوائل في الإسلام وأم عطية الأنصاري من أشهر الممرضات في الجاهلية وابن سينا والحارث بن كلدة الثقفي ومحمد بن زكريا الرازي وهم من كبار الأطباء الذين يعتز بهم التاريخ.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

احمد:

ارجو التصحيح غلط في الاسم نور الدين الزركلي والصح نور الدين الزنكي

==
شكرا لك لملاحظتك.. وقد تم التصحيح

syria

احمد:

أهم الأطباء الذين تخرجوا في بيمارستان النوري في دمشق علاء الدين بن أبي الحزم القرشي الشهير بابن النفيس الدمشقي مكتشف الدورة الدموية الصغرى قبل العالم الانكليزي هارفي بأربعة قرون.

سوريا