وزارة التربية تناقش المناهج الحديثة مع المدرّسين والاختصاصيين وتستمع لآراء أولياء الأمور في المحافظات كافة

10 تموز 2011

بدأت وزارة التربية أولى ندواتها الحوارية حول المناهج التربوية الجديدة أمس لمناقشة مدى كفاءة المناهج الجديدة وتناسبها مع الفئات العمرية ومع الوقت المخصص لها وتوافقها مع التطور العلمي العالمي ومدى تفاعل الطلاب معها وقدرتها على تقديم المعلومات الدقيقة واللازمة لكل فئة عمرية.

وفي تصريح لوكالة سانا قال وزير التربية الدكتور صالح الراشد إن المناهج الجديدة تحظى باهتمام كبير من قبل العاملين في الوزارة وأولياء أمور الطلاب على حد سواء لذلك فانه من الضروري أن نشاركهم تقييم هذه المناهج ونطلع على ملاحظاتهم في المحافظات كافة مشيراً إلى أن هناك خطة كي تستعيد المناهج الدراسية موثوقيتها وتستجيب للتطور التاريخي بشكل دائم.

وأضاف الراشد إن هذه اللقاءات ستنظم على مستوى مديريات التربية في جميع المحافظات بهدف الاطلاع على ملاحظات التربويين والمهتمين بموضوع المناهج لتحديد الملامح الإيجابية لها وتعزيزها والملامح السلبية بغية تصويبها في الطبعات القادمة مبيناً أن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من حرص الوزارة على الارتقاء بمستوى المناهج كضرورة علمية وحياتية وإنسانية ورفع مستوى الأداء العلمي والتربوي وتحفيز الطلبة نحو الجودة والإبداع.

وأوضح الراشد أن الدعوة وجهت لجميع المواطنين وأولياء الأمور المهتمين بالمناهج الجديدة ومديري مدارس عامة في كل حلقة ومرحلة ومديري مدارس خاصة وموجهين اختصاصيين من كل مادة ومدرسين اختصاصيين متميزين إضافة إلى ممثلين عن نقابة المعلمين ومنظمتي الشبيبة والطلائع على أن يراعى اختيار هؤلاء ممن ساهم في تطبيق المناهج أو أبدى اهتماماً بها وقدم ملاحظات فعالة خلال العام المنصرم.

وأشار وزير التربية إلى انه تم تكليف 4 لجان وزارية للإشراف على هذه اللقاءات تضم كل منها معاوناً لوزير التربية وعددا من المديرين المركزيين والموجهين الاختصاصيين رغبة في استقبال جميع الملاحظات من كافة المهتمين.

وقال رضوان شحرور مدير مدرسة إن المناهج جيدة ومتطورة بشكل عام لكن العمل يجب أن يتركز على تأهيل المدرسين وتدريبهم على طريقة تقديمها مشيراً إلى أن الدورة التي أقامتها الوزارة لمدة أسبوع غير كافية وأن المناهج الحديثة تتطلب وسائل تعليمية مساعدة إضافة إلى أن مادة الرياضيات في المنهاج الجديد كثيفة جداً ولا تتناسب مدة الحصة الدراسية مع ما يجب أن يعطى من معلومات.

وقالت عبير المصري مدرسة إن فكرة مناهج اللغة العربية الحديثة لمرحلة التعليم الأساسي جيدة بشكل عام فهناك تدرج بالنسبة للتعبير كتابياً يستطيع الطالب من خلالها أن يكون جملة يعبر بها عن فكرة لكن نقطة الضعف تكمن في التدريب اللغوي حيث لا يمكن للطالب أن يميز بين الاسم والفعل.

وأضافت المصري إن بعض الموضوعات في مادة الرياضيات لم تأخذ حقها كالضرب والقسمة والتي يجب أن يخصص لها وقت أطول الأمر الذي أيدته ريما رمضان مدرسة الرياضيات وولية أمر طالب موضحة أن مادة اللغة العربية للصف العاشر تبدأ بمعلقة لزهير بن أبي سلمى وهو أمر صعب نسبياً على الطلاب.

بدورها قالت المدرسة غادة طعمة إن المنهاج ساهم في إغناء فكر الطالب وأطلق العنان لخياله إلا أن المدرسين لم يتعرضوا لدورات كافية مشيرة إلى ضرورة تخصيص كتيب صغير لقواعد اللغة وجمالياتها.

ولفتت وفاء الخن مدرسة علم أحياء إلى أن مادة علم الأحياء باتت كابوساً مزعجاً للطلاب فمنهاج الصف السابع والعاشر يبدو وكأنه مجلة علمية غير مبوبة متعبة وصعبة وتوقع الطالب في متاهة كما أن أعداد الطلاب الكبيرة تعوق التعليم على شكل مجموعات.

من جهتها قالت المدرسة لينا عثمان إن المنهاج الجديد يفتقر إلى تعميق التوجه الوطني والقومي عند الطالب لكنه في الوقت نفسه غني بالتطبيقات رغم وجود كثافة غير مبررة لموضوعات التعبير الوظيفي في مادة اللغة العربية مشيرة إلى ضرورة التركيز أكثر على تطبيق الإعراب مفردات وجمل.

وطالب مدرس الفيزياء أسامة أبو بكر بأن يواكب المنهاج الجديد النظريات الفيزيائية الحديثة خاصة نظريات الكم و ميكانيك النسبية.

وأشارت هالة حاتم مديرة ومدرسة إلى ضرورة إعادة طباعة دفاتر الأنشطة للصفين الأول والثاني الابتدائي الخاصة بمادتي التربية الإسلامية والاجتماعيات وإيجاد نظام لتحفيز المعلم المتميز.

ورأت نجاة ناصر والدة أحد الطلاب أن هناك خللاً في أسلوب تدريس بعض المعلمين الذين استمروا بإتباع أسلوب التعليم التقليدي غير المتناسب مع المناهج الحديثة وان المنهاج الجديد لا يتناسب مع الساعات الدراسية المخصصة لبعض المواد خاصة في الصف السابع حيث يوجد إسهاب في بعض الموضوعات بما يرهق الطالب كما أن هناك افتراضاً بوجود كمبيوتر في كل بيت طالب والحقيقة غير ذلك.

من جهته ألقى المدرس غسان عيسى باللائمة على وزارة التربية لجهة تأمين مدرسين لمادة التربية الدينية المسيحية مشيراً إلى أن محافظة دمشق تفتقر إلى المدرسين منذ 6 سنوات وتستعين أحياناً برجال دين لكنهم غير متمكنين من الناحية التدريسية.

وقال عمار بستلي مدرس فلسفة إن منهاج الفلسفة للصف العاشر كثيف وحصة واحدة أسبوعيا لا تكفي وموضوعات الكتاب يجب أن تناقش مع الطلاب في جو من الحوار وبسوية علمية عالية.

من جهته قال مدرس التربية الإسلامية أحمد الكيال إن هناك نمطية في تأليف كتب التربية الإسلامية وقلة في مادة الاستحفاظ وعدم وجود أنشطة خاصة بالمادة أو حتى وسائل تعليمية.

بدوره أشار الدكتور حسام عزاوي والد طالب إلى أن الدورات التدريبية الخاصة بالمعلمين ليس لها فائدة دون رغبة المعلم نفسه مؤكداً أهمية التركيز على بناء شخصية الطالب وتلقينه مهارات حياتية كالاستماع والتواصل وتقبل الآخر المختلف وروح المبادرة.

وتطرق آخرون من المشاركين في الدورة إلى أهمية تخفيف وزن حقيبة الطالب المدرسية وتفعيل دور الفضائية التربوية وتخصيص فقرات لطرائق تدريس كل مادة.

وستنظم الندوات الحوارية في كل من السويداء ودير الزور وإدلب غدا وفي ريف دمشق والحسكة وحلب وطرطوس بعد غد الثلاثاء وفي درعا وحماة و الرقة وحمص يوم الاربعاء القادم وتختتم الخميس في القنيطرة واللاذقية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق