الحوار الوطني برؤية طلابية: الكل تحت سقف الوطن

05 تموز 2011

والاختلاف لا يعني الخلاف على الثوابت

يؤكد المهتمون بأدبيات التربية وبناء الشعوب أن الحوار يعد من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تتطلبها الحياة في المجتمع المعاصر لما له من أثر كبير في تنمية قدرة الأفراد على التفكير المشترك والتحليل والاستدلال بالإضافة لتحرير الإنسان من الانغلاق والانعزالية وتفتح له قنوات للتواصل يكتسب من خلالها المزيد من المعرفة والوعي والنقد الفكري.

ومفهوم الحوار في اللغة هو الجواب وقيل المحاورة المجاوبة والحوار يجري بين اثنين أو أكثر حول موضوع محدد للوصول إلى هدف معين وتأسيسا على هذا له فقد انطلقت جلسات حوار للشباب الجامعي التي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع الهيئة الشبابية للعمل التطوعي حول التطورات التي تشهدها البلاد وتطلعات ورؤى الشباب الجامعي حول برنامج الإصلاح الشامل وتوقعاتهم من انعكاساته على حياتهم.

والتقت النشرة الشبابية على هامش الجلسة التي عقدت على مدرج الباسل بجامعة حلب العديد من الطلاب وبين / محمد فاضل / طالب معهد خطوط حديدية حيث قال ان الحوار هو عامل من عوامل الاصلاح لأن لكل فرد في المجتمع الحق في التعبير عن مطالبه وآرائه في حل الأزمات والحوار ظاهرة حضارية تختلف عن أشكال التعبير التي تمارس في الشارع ولاسيما تلك العدوانية التي أدت إلى سفك الدماء السورية البريئة.

أما أحمد أوسري طالب في نفس المعهد فأكد أن خلاصنا يكمن في حوارنا مبينا دور الدول الغربية المعادية لسورية التي استغلت الأحداث الأخيرة وعملت على تنظيم حملة تحريض اعلامية مأجورة تشجع فئات الشعب على القيام بحركات احتجاجية موءكدا أن التخريب ممنوع بشكل قطعي أثناء المظاهرات مشيرا إلى وجود نية حقيقية من قبل الجهات المعنية للاصلاح في سورية حيث ظهر بشكل جلي من خلال العديد من المراسيم والقرارات الاصلاحية الأخرى.

أما زميله عماد خلف الحجي طالب معهد كهرباء والكترون يرى أن ما نشهده الآن على الساحة السورية هو مجرد أفكار لطريقة اجراء الحلول ليس أكثر مضيفا ان طالما اتفقنا على العديد من الخطوط الرئيسية كالرموز الوطنية والعملة الوطنية والعدو المشترك والعلم الوطني فالأشياء الأخرى التي قد نختلف عليها هي مجرد اختلاف بوجهات النظر.

وأضاف الحجي: إننا جميعا نراهن على وعي الشعب السوري مشيرا إلى انه لا يوجد عاقل على وجه الأرض يمكن أن يظن السوء بجيش بلاده فكيف اذا كان هذا الجيش هو مؤسسة عقائدية تضم فردا على الأقل من كل اسرة سورية مبينا أن اسباب الهجمة الشرسة على سورية تعود الى محاولتها الظهور كقوة سياسية في المنطقة وهذا لايعجب بأي حال من الأحوال القوى الاستعمارية الخارجية وعملاءها في المنطقة العربية.

واعتبر طالب الهندسة التقنية عبد الكريم الابراهيم أن الاستماع لمختلف الاراء والطروحات هو الخطوة الأولى باتجاه حل المشكلة ولا ضير من طرح جميع المسائل القابلة للنقاش على طاولة الحوار والبحث مع الالتزام بالضوابط التي تصون وحدة البلاد وتحافظ على ثوابتها ومبادئها.

وبين عبد الغني محوك طالب معهد تجاري أن الخطوة الحوارية الوطنية جيدة ومهمة فكل شخص له أفكار وعندما تتلاقى جميع هذه الأفكار تتلاقح ليتمخض عنها حل منطقي ومناسب لأي أزمة من الأزمات وذلك بعد الالتزام بأسس الحوار وضوابطه الوطنية.

أما محمد أبو الكنج طالب معهد فيرى أن أي مشكلة تخص المجتمع بشكل عام تحتاج لنقاش وحوار وعندما نجمع الآراء كاملة نستخلص منها الأكثر مصداقية وشفافية ونجمع نقاط الالتقاء لنقوم بالتأسيس عليها وبناء الثوابت للحصول على الحلول المنطقية.

ويؤكد الطالب محمد عبود أنه من أوجه الانسانية التي جبلنا عليها أن نتكلم بالحوار ونعمل على تبادل القناعات والرؤى في أي ملمة من الملمات لافتا الى حقيقة من يقوم بالتخريب وعدم قبول الحوار التي توءكد عدم قبوله بأي اسلوب من الأساليب الإنسانية الأخرى للتفاهم لكونه لا يرى سوى العنف والتخريب فيصلا في أحكامه وتطلعاته.

وأضاف عبود: إننا نعاني من مشكلة في الاجراءات والقرارات الاصلاحية التي تقرر وهي تكمن في التعليمات التنفيذية التي تتبع هذه القرارات و توءثر في كثير من الأحيان بشكل سلبي على مضمون القرارات الأولى وتسلبها ايجابياتها.

وينوه الطالب خالد حلبي الى ضرورة الاستفادة من أخطاء الماضي والبناء عليها وتجنب الوقوع فيها بالمستقبل.

أما الدكتور عبد الهادي نصري أديب وباحث فيؤكد أننا بحاجة إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي ولا نريد حوار الطرشان وذلك من خلال الجلوس على بساط واحد بمختلف أطيافنا وشرائحنا مشيرا إلى انه في حلب بدأت هذه الحوارات من خلال جمعية رواد الفكر التنويري لأجل الوطن وتحت سقف الوطن وعلينا أن نقوم بالمبادرات قبل أن نطالب بالحسابات فأرض الوطن تتسع للجميع ونحن بحاجة إلى حوار من أجل الوطن وكل حوار لهذه الغاية مرحب به.

وأضاف نصري: إن الوطن لا يحتكره أحد أبدا ويجب الانطلاق من فكر مخطط يعتمد على قاعدة تقول إن سلامة طرح المشكلة تعادل نصف حلها ولا بد من السعي لمحاربة الفساد والمسيئين لمسيرة الإصلاح ووضع قواعد صحيحة لإعادة الحياة السياسية التي تهدف إلى تعزيز دور الحضور الجماهيري في سورية لا سيما ان الاختلاف لا يعني الخلاف داعيا للمساهمة في رد العدوان والفتنة واعادة البهجة والمنعة إلى سورية.

فيما قال الدكتور الباحث جمال طحان: إننا بحاجة إلى الآخر كي نسمع صوتنا وليعرف رأينا وإن كل دعوة إلى الحوار مصيرها الإخفاق إن لم يتحقق في الحوار الشفافية واحترام التنوع المعرفي والثقافي والسياسي فالحوار وسيلة حضارية للخروج من الأزمات والوصول إلى نقاط مشتركة بين جميع فئات المجتمع.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق