مفتي درعا: استقالتي من منصبي حدثت تحت الضغوط والتهديدات

10 أيار 2011

ما يحاك ضد سورية مؤامرة هدفها التقسيم وبث الفتنة

أعلن الشيخ رزق أبا زيد مفتي درعا تراجعه عن استقالته من منصبه مؤكدا أن هذه الاستقالة إنما حدثت تحت الضغوط والتهديدات.

بأني لا أكلف إلا رصاصة في رأسي وأخبرني ابني أن خمسة شبان يستقلون سيارة أوقفوه قرب المقبرة ووجهوا له ولي تهديدا مباشرا بالقتل وأخبروه بصريح العبارة.. إما أن يستقيل والدك ويكون معنا وإما نقتلك ونقتله.

وقال أبا زيد إن ابني لم يتمكن من شدة الخوف سوى أن يأخذ أول ثلاثة أرقام من لوحة السيارة التي تبين لاحقا أنها تابعة لمديرية النقل في دمشق ومن الصعب الوصول إليها ومازلت أعيش مع أسرتي في قلق حيث توالت رسائل التهديد لأنهم لم يستطيعوا الاتصال بي حتى انهم أرسلوا لي رسالة عبر الهاتف بعبارات مشينة ونابية تتضمن هدر دمي.

وأضاف أبا زيد إنني أجريت اتصالات مع عدد من الأشخاص بحثاً عن رقم الهاتف الذي وصلتني منه الرسالة حتى أخبرني البعض أن هذا الرقم من مصر فسألت في نفس الحي والبلد الذي أسكن فيه عن شخص يمكن أن يكون موجودا في مصر فأخبروني أن هناك شابا يدعى محمد أبا زيد خارج سورية فقمت بالاتصال مع ابن عمه يمان أبا زيد فقال لي إن العلاقات مقطوعة مع هذا الشاب وبعد التحري تبين أن الرقم الذي أرسلت منه الرسالة يعود له وأنه حصل سابقا على رقمي من جاره محمد فيصل أبا زيد فشعرت بالارتياح لأنه غير موجود في سورية ولن يتمكن من الوصول إلي عبر التهديد بهدر دمي.

وأضاف أبا زيد إن هذه الضغوط والتهديدات استمرت حتى وقت إعلاني الاستقالة أمام جامع بلال في الساحة على الطريق العام ضمن الحي الذي أخطب فيه وفي هذه الأثناء قال لهم الشيخ عطوة أبا زيد إن هذا المنصب ديني وليس سياسيا وليس هناك داع لأن أستقيل وحاول ثنيهم فلم يستجيبوا له فعاد إلى بيته وإذا بشاب غريب أراه لأول مرة يتصل مع قناة الجزيرة مباشرة ونحن في الساحة حول المسجد ويعطيني هاتف ثريا ويقول لي أعلن استقالتك فأعلنت استقالتي في ذلك الوقت.

وقال أبا زيد.. ثم عرض علي هذا الشاب أن يعطيني خط ثريا بما أنني قدمت استقالتي ولكنني رفضت وقلت له أعذرني يكفي إلى هذا الحد.

وأكد أبا زيد أنه لم يعط خلال الفترة الماضية أي فتوى لأحد وأنه من المستحيل أن يصدر منه أي من الفتاوى المتطرفة باستباحة دماء الناس لأن هذه الفتاوى ليست من الدين حتى لو وجد من يفتي بها.

ووجه الشيخ أبا زيد تحية إجلال وإكبار للشهداء وللجيش والقوات المسلحة التي دخلت إلى درعا وغيرها من المدن من أجل حفظ الأمن والاستقرار والقيام بحملات تفتيش عن المخربين والعابثين وأسلحتهم وهم الذين حاولوا زعزعة الاستقرار وبث الفتنة والتحريض بين أبناء الشعب الواحد مضيفا إن قوات الجيش تعمل على الحفاظ على مدينة درعا وأبنائها.

وقال أبازيد إن قوى الجيش واجهت عند الضاحية وطريق الجسر والجمارك من جهة الغرب في درعا العناصر المخربة بوجود أبنية عالية غير مسكونة في منطقة سجنة وعلى الجانبين تلال من التراب وكان رد العناصر المخربة عنيفا على دخول قوات الجيش في محاولة للرد على هذه القوات التي كانت تعتقد أنها خلال ساعات ستحفظ الأمن ثم تخرج من درعا وتبقي مفارز فيها ولكن العناصر المخربة كانت تطلق النار على الجيش لساعات طويلة.

وتابع أبا زيد إن أهالي درعا فوجئوا بتسلح هذه الجماعات الإرهابية في حين كانت تخرج المظاهرات العفوية تطالب بالإصلاح من قبل شباب بسطاء لكن هذه المظاهرات جيشت حتى وصلت إلى التسليح بتمويل من الخارج ورغم هجمات المسلحين على قوات الجيش إلا أنها تمكنت من تأمين وفتح الطريق لسيارات النظافة والسيارات المحملة بالأدوية وحليب الأطفال والمواد الغذائية إلى المدينة.

وأكد أبا زيد أن ما قامت به المجموعات التخريبية من تمثيل بجثامين شهداء الجيش لا يمت للشرع والأخلاق بصلة وهو أمر مرفوض ومؤلم لأنه يخالف كل شرائع الإنسانية والدين داعيا كل العلماء والوجهاء في المحافظة إلى بث الوعي والطمأنينة ليعود الهدوء وينتهي العنف الذي يهدف لتنفيذ بنود المؤامرة الخارجية في سورية.

وقال أبا زيد إنني أتوجه إلى شعبنا في الداخل والخارج وإلى الأمة العربية بالتأكيد أن هناك مؤامرة يتم تنفيذها على مراحل في سورية التي مرت بمختلف أنواع الضغوط خلال الأعوام الماضية ولكنها خرجت منها واستمرت المؤامرة ويجب معرفة ما يحاك ضد هذا البلد ومدى خطورته لأنه يهدف للتقسيم وبث الفتنة والطائفية في حين أننا نعيش وحدة ولحمة وطنية تعد مثالا يحتذى في العالمين العربي والإسلامي داعيا الله أن يحفظ سورية وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق