فضاء فاتح المدرس

لوحة تتغلّب على الاكتمال

فضاء فاتح المدرس

لا زمن في لوحة فاتح المدرس الذي مات قبل أيام (1922-1999)، فتاريخها متحرر من الوقت، كما لا حدود للمشهد الطبيعي المترامي الذي يقيم وحدة روحية وعضوية بين الأرض والسماء، كما لا حدود أيضاً لتلك النظرات التي تبدو أحياناً أنها طفولية، ساهمة وطائشة، ثم تبدو في آنٍ واحد أنها تتطلع إلى مكانٍ ما، مكانٍ أبديّ موجود في الوهم، فتوحي للعين أنها لا تجد ملجأها في أرجاء السطح التشكيلي وأنها في بحثٍ دائم عن ذلك الأمان الذي يحررها من القلق والألم ويمنحها سر الاستلقاء في المطلق.

إلى هذا الحد الموغل ينحو التعبير في لوحة فاتح المدرس، فهي لوحة مصعّدة تصعيداً روحياً في حوار جوهري صارم بين المعرفة وما يمكن أن يُعرف، بين التاريخ الأسطوري وغموض اللحظة المدهشة، وبين التراث وحيوية الانتماء إلى الحاضر، ولا يتاح لهذه اللوحة أن تؤلف هذا الانصهار بسهولة ويسر، ذلك أن المعادلة المقترحة تتيحها في تجربته صيغةٌ لونيةٌ مستمدة من الأرض في فصولها الأربعة ومن إنسان تلك الأرض. وقد تطلّب ذلك أن يسائل الفنان بيئته ومسقط رأسه بمراس دؤوب وأن يدخل فيها دخولاً عميقاً وأن يستلهم الوجوه البلدية الحميمة، وجوه أهله وأقرانه وأجداده، ووجوهاً طيفية متداخلة معها، أيقونية وأسطورية وشبحية، ويلامس نور الصباح وعتمة السماء وحلول الظلام الدامس، وعلاقة الأرض بالأفق، وأن يفعل ذلك بانتماء وحلولية متفردة، وهذه «أسرار لا يستطيع أحد سواك أن يفكّ أسراها وغموض حروفها في اللون والشكل»، على قول له في حوارٍ أجريته معه في أحد الأيام، كاشفاً «أن الدخول في الأرض وتلمس المشاعر الدقيقة في نفس إنسانها هو الكنز الحقيقي للوحة. لكن وجود فنّ بلدي خاص ومتمايز عملية صعبة، وإذا وُجد فذلك يشكل إناءَ للتراث العالمي نفسه».كان على فاتح المدرس أن يعرف منذ البداية كيف يلتقط هذه الأسرار، كيف نتنقل إلى قلب حركيتها الداخلية، راصداً أنفاسها، روائحها، توتراتها، ألوانها، نبضاتها، انفعالاتها، تحولاتها، خطوطها الثابتة والمتعرجة، انحناءاتها، تكوّراتها، استدارتها، وحواسها، معتبراً «أن وجود التراث في اللوحة ليس تابوتاً تحمله على كتفيك وتهرول فيه صاروخاً يا عرب يا عرب التراث موجود في كل مكان، فهو في جسدك، في نفسك، في عينيك، في أنفاسك، في المشهد الطبيعي، وفي البيت المجاور. إنه كائن حيّ وخطر، ذلك أن أيّ استعارة تاريخية مبتسرة له تغتال العمل الفني وتحوله جثة».

كان على فاتح المدرس أن يعرف ذلك منذ البداية وأن يلتقط التعبير النفسي لهذا الضياء الباهر الذي يخصّه وحده، ولتلك المسحة المؤلفة والغامضة والعمياء من العتمة التي تفضي بنفسها لحوارٍ بصري وثقافي مع عين الرسام وفؤاده وخياله. كان عليه أن يتفحص سر الأرض والطبيعة والإنسان في تلك البيئة الريفية الرحبة من الشمال السوري، حيث الصور الرائعة لكن القاسية التي لا تعرف الرحمة ولا العداوة، وحيث الخير والشر، الجمال والضراوة، جنباً إلى جنب في ثنائية قلّ نظيرها، وفي إخاء يصعب التملص من أحد طرفيه.

في قلب هذه الثنائية، ولدت لوحة فاتح المدرس لا لتأمين مصيرها وتطمئن إليه، بل لتبحث باستمرار وقلق وشغف عما يمنحها أن تتجوّل في الأعماق، أن تبزغ من جديد، ولتبحث عما يجعلها أشد انتماء إلى حياة تصنعها الآن، وتشكلها بأضواء وعتمات وفسحات وألوان وناس هم حصيلة هذا اللقاء اللحظوي بين الهنيهة والمطلق الأزلي.

في قلب هذه الثنائية استطاعت لوحته أن تعثر على مُعادل للموت، يوازيه، يتزامن معه في حدة الجموح والقوة، وربما ينتصر عليه عندما يستطيع أن يقول لحظة الحياة، أن «يعبر» عنها تعبيراً خاصاً يؤاخي بين الخط والمساحة على «اقتتال» دائم لا يركن إلى حدود ولا يستكين إلى صيغة.

فإذا كان الموت جامحاً إلى هذا الحد، فلم لا يكون التعبير عن معادلة الحياتي والواقعي مغتنياً بما يمنحه أن يتداخل إلى ما لا نهاية مع الوهمي والطيفي والمتخيَّل!

وُلدت لوحته إذاً من هذه الثنائية التي اجتمعت فيها تلك الوجوه الأسطورية التي تبدو أحياناً أنها أيقونات قريبة وحميمة وبشرية، وتبدو في أحيان أخرى أنها منقرضة وبائدة، وفي غالب الأحيان على طفولية لافتة من شأنها أن تذكر بالطعنة التي أصابت الرسام حين فقد طفلاً له فراح يلحّ على إغناء السطح التشكيلي بتلك الوجوه، مختلقاً أعذار الطفولة وذرائعها في الشكل واللون ليمنع الموت من تحقيق مراده.

وجوه مدورة، متكوّرة، مستطيلة ومربعة تتلفح بنظرات كأنها قريبة في حين أنها ساهمة وهاربة تارة، وثابتة وغارقة في المطلق طوراً.

وفي إزاء هذا الإلحاح على رسم الوجوه الريفية البلدية، يرتفع معمار اللوحة وجهاً تلو وجه، أو وجهاً فوق وجه، قبالته، وإلى اليمين فإلى اليسار ليطاول في بعض الأحيان سماء اللوحة. كأنه بذلك يريد أن يتملص من سطوة الإطار ومن حدود الجغرافيا. وفي ذلك ترداد كأنه غنائي وعشقي وصوفي، قدر ما فيه من شوق إلى شيء آخر غامض وغير مرئي.

وبين التذكر والاختراع تبني اللوحة سطحها وأدواتها في الخط والمساحة، في اللون والشكل، وتقترب منا إلى حد ملامسة حياتنا في حدة تعبيريتها الجامحة.

وجوه طيفية
وهي وجوه طيفية وتمائم وتعاويذ سحرية، قد تكون شريرة أو بريئة.

وجوه تأتي من عوالم طيفية، فإذا هي سابحة وليست ثابتة في مكانها. كأنها في طيفيتها تنتمي إلى عالم طفولي صار بعيد المتناول، حيث الأجسام جزء من ذاكرة الطبيعة وألوانها، وجزء أيضاً من خطوط الأرض وأشكالها الهندسية الفالتة من رقابة التدبير المسبق.

وجوه هي دعوة إلى الخروج من الراهن، إلى الغرق في الوهم، إلى الإبحار في الذاكرة، وإلى الاقتراب والملامسة، لكنها وجوه تعود إلى طيفيتها الشكلية واللونية فإذا هي سديم يشبه السديم الذي في الطبيعة نفسها.

ربما لا نسطيع أن نعثر على هذه الوجوه الشاخصة إلينا أو إلى المطلق خارج تلك الأرض البلدية الريفية التي ينتمي إليها المدرّس، وخارج تلك السهوب والسهول والصحارى والجبال المجرّدة والمشتعلة بألوانها الحمراء والزرقاء والكحلية والبنية والسوداء والبيضاء، حيث الحكاية ممعنة في أسطوريتها، وحيث لا مفر من الوقوع تحت سطوة التاريخ وتألق الذاكرة. ولهذا لا يمكن أن نفهم لوحة المدرّس خارج هذه الصلة الوثيقة التي تربطها بذاكرتها الأسطورية وتراثيتها المغمورة بما يشبه الماء والغمام. لكنها صلة تفرد فسحة واسعة لثنائية اللقاء بين الذهن الناضج والطفولة النزقة، كأن هذه اللوحة لا يستقيم معمارها إلاّ عندما تصنع زمنها الخاص فتخرّب الذاكرة الجاهزة بنزعات الطفولة، وبتجريدات غنائية، وأحياناً بسوريالية أولى، ألواناً وأشكالاً وخطوطاً وبناء.

لا ترسم لوحة المدرس مشهداً بتمامه، بل تختزله وتصفّيه مبقيةً منه على خيوط واهية لكن أساسية، وهي لا ترسم كائنات ووجوهاً بتمامها، فهي تتغلب على التمام والاكتمال بـ «سذاجة» التشكيل و«فطريته» اللتين تبدوان سليلي هذا اللقاء بين الذات الفردية والموضوع الكلي، بين الأنا والجماعة. فبقدر ما تبتهج هذه اللوحة بتعبيريتها التشخيصية وتجريديتها الغنائية، تنحو أكثر فأكثر إلى التملّص من إرثيتها تلك. فتعبير تخرّبه طفوليتها المحكمة، «البريئة» وغير المفتعلة، فإذا هو تعبير غير منجزٍ مسبقاً، رغم تاريخانيته، ذلك أنه في الآن نفسه وليد اكتمال ماضوي وصيرورة دائمة، يفيض كغمام تشيعه ألوان الفضاء الساطعة، الملتبسة والغائمة، مثلما يفيض كنبع من تراب الأرض ومن حمرتها الداكنة والمائلة في أحيان كثيرة نحو السمرة واللون البني.

لا تنأى عنا وجوه المدرس الطبقية وتهويماتها الأسطورية والأيقونية، فهي أليفة وحميمة وتغمر المسافة بين السطح التشكيلي والعين بأكثر من تواطؤ. ومع أنها موغلة في بلديتها وذاكرتها، فهي تلفحنا بنسيم حياتنا اليومية ولحظتنا الراهنة وواقعنا القريب. تلفحنا بطفوليتها الشعرية، بغرائزها، بتلقائيتها، بعفويتها، بدهشتها، بنظراتها، بتلك اللبادة، بذلك الإزار، وبذلك الشال الذي يحوط العنق ويطير، كأنه يطير ليلامس وجوهنا وعيوننا أكثر وأعمق.

وجوه هي من تلك الصور التي تجمعت في الذاكرة من طفولة عاشها المدرس هناك، في قرية حريتان التي على مرمى حجر من حلب. فهناك تستسلم الطبيعة البكر لعذرية الخيال ولتجليات اللون والشكل، حيث الضوء يعيش كل أحواله وتدرجاته، وحيث يستولي الليل المتدرج، الليل كله، على المكان فيحوله مكاناً سديمياً خالياً من التضاريس والتعرجات، حيناً أو مكاناً شديد الحدة والتضاد في توتر التصادم بين المتناقضات البصرية واللونية والهندسية. لهذا سنجد دوماً في لوحة المدرس، على الخلفية أو على السطح بكامله، ذلك الاحتفال بالطبيعة الفسيحة، الحرة، المترامية والمأخوذة ببحرانها. احتفال لن يجد مبتغاه إلا في اللون والبناء المتدرج للأرض الصاعدة نحو الأفق الغارق في الفراغ أو نحو السماء الممعنة في التباسها الأزرق والغيمي.

ولئن اكتسبت تلك الوجوه طفولية أليفة، فإنها لم تتخل دائماً عن حسها المأسوي الغامض، إذ نستشف طيف الموت يزورها ويشرف على فضائها، كأنه يرفرف في سماء اللوحة فتسيل ألوانه ونظراته وانفعالاته التي ستصير ألوان الوجوه ونظراتها وانفعالاتها الغامضة والأليمة.

ثمة إحساس بالفجيعة في لوحة المدرس. إحساس كأنه ديني، لكننا سنعرف أن هذا الإحساس شديد الصلة بمأساته الفردية وبمأساة الجماعة، أكان ذلك على مستوى حياته أم على مستوى الألم العربي، فلسطينياً ولبنانياً على حد سواء.


الوحشيتان
وفي هذا تلتقي في اللوحة وحشيتان، وحشية الطبيعة ووحشية الحياة. وإذا كانت هذه اللوحة لا تخفي إحساسها بالطبيعة الشمالية القاسية والطيبة وبالوجوه الأليفة، فهي لن تخفي حسها الإنساني والثقافي المفجوع بالموت والخيبة واليأس والمرارة. فلوحة المدرس تنتمي في كل أحوالها إلى الإنسان في بعده المحلي والعربي والكوني، لكن هذه اللوحة لن تخفي وقوعها في براثن الهمجية التي طاولت حياة العرب منذ 1967 وصولاً إلى المأساة اللبنانية، وسيتجلى ذلك في اللمسة «الوحشية» التي أضفاها على لوحته عبر تلك الكائنات الحيوانية الأسطورية التي «هاجمتها» و«احتلتها» فطبعتها بدمائها التي سالت غزيرةً على سحها وفي جنبات معمارها. وليس غريباً أن تكون لوحة المدرس فلسطينية أو لبنانية، وبالإضافة إلى سوريتها البلدية والتراثية، فهو كان ابن بيروت أيضاًَ، دارساً في عاليه ومشاركاً في الحياة الثقافية اللبنانية ومساهماً في تجربة ستيناتها الثقافية. وقد استقبلته صالاتها كأنه ابن البلد، إذ عرض مراراً في «غاليري كونتاكت» و«غاليري كونتامبوران» و«صالة 50/70». ومعرضه الأخير في العاصمة اللبنانية كان شاهداً على بصمات الحب وهمجيتها.

هل الوجوه في لوحة المدرس هي أقنعة أو دمىً أو مسوخ وأحياناً وحوش؟ ربما هي كل ذلك، لكنها وجوه إنسانية وأسطورية ممتزجة ومتحوّلة باستمرار آخذةً من عبق التاريخ ومن جسم الحاضر وتكويناته المادية والنفسية ما يفي أغراض دلالاتها المتعددة.

تروي لوحة المدرس ذاكرة جمعية وأسطورية، إنسانية وطبيعية، لكنها تروي في آن واحد ذاكرة الأنا وسيرتها، ومتحررة من تراكمات التعبير الذهنية الجامدة. لهذا تبدو هذه اللوحة أمام العين إرثاً تشكيلياً رائداً ومغامراًً للقبض على الأبدي والنهائي. فهي تتجلى غائرة في نسيج أكثر من حياة واحدة، أما رائحة الوجوه والألوان فيها فلن تقودنا إلا إلى رحابة الفضاء الذي تنتمي إليه. فهي حصاد أزمنة متواصلة ومتداخلة ومنصهرة، أزمنة فردية وجماعية، حتى لتبدو اللوحة أنها لحظة السيرة الشخصية ولحظة التاريخ المكثفة، محررة من الأعمار ومنتمية في الوقت نفسه إلى الأعمار كلها. وكم يبدو الاقتراب من هذه اللوحة محفوفاً بخطر الانزلاق إلى المعنى الواحد. فهي، وإن بدت لنا أنها شديدة الشغف بخلفيتها الماضوية الحداثوية فهو قادر على حشد التاريخ وصهره وامتصاص دمه ولونه وشكله وروحه وتحريره من أثقاله، وحيث البصمات الإنسانية حاضرة بكل انفعال اللحظة الراهنة وحرارتها المتدفقة.

تنسحب اللوحة إلى الداخل الذي يتسع لحكاية تلك الألوان المجبولة برائحة الأرض والمتصلة بأفقها المفتوح على الأسطورة السابحة في السماء. كأنها حين تميل إلى الاشتعال بحمرتها تنحاز بعض الشيء إلى الدكنة الصارمة والقاسية التي هي القلب والطبيعة في آن واحد، حيث الدوائر والمربعات هي الوجه الإنساني، الحبيبة والفلاحة والفلاح والطفل ـ ووجه القمر ووجه الشمس، وحيث التكورات والتعرجات والامتدادات المنبسطة هي أحوال الهضاب والسهول والسهوب والصحارى المترجع صداها في النفس. فهي مصعدة تصعيداً كأنه فيها بصمات من لمسات يده وفرشاته على تلك الوجوه الطفولية والأسطورية التي تملأ السطح وتأبى أن تغادر سقف اللوحة حتى لكأنها موصولة بسمائها. كأن فيها أيضاً بصمات من إيقاعات علاقته الحسية والنفسية والموسيقية بتلك الأرض الفسيحة في الشمال السوري وامتداداتها المتخيلة.

من قريته الوادعة في الشمال السوري أطلق فاتح المدرس العنان لمغامرته التشكيلية التي امتدت نحواً من نصف قرن أو أقل من ذلك بقليل، واستطاعت أن تحتل مكانها الخاص والمميز في التجربة التشكيلية العربية الحديثة، وهو لم يكتف بذلك بل صور وكتب النقد واهتم بالموسيقى وله في الشعر «القمر الشرقي على شاطئ الغرب» وهو ديوان مشترك مع شريف خزندار، و«الزمن الشيء» وهو ديوان مشترك مع حسين راجي، كما له مجموعته القصصية «عود النعناع».

هل نقول إنه سوريالي؟ تعبيري؟ تشخيصي؟ تجريدي وغنائي؟ ربما تحصد لوحة فاتح المدرس كل هذا القمح معاً، أكان ذلك بالزيت، أم بالرمل المحبحب، أم بالغواش أم بالمواد المختلطة. لكن الأكيد أولاً وأيضاً وخصوصاً أنه فنان حقيقي، وأنه جارح في حقيقته وفي تجسيده لها.

وإذ يغيب اليوم، سنظل نعثر على ضربة ريشته وتوترات نفسه وملامح وجهه في تلك الوجوه الطفلة الساهمة والشاردة، أو الممعنة النظر إلى القريب أو الأفق حيث يعتقد رسامها أنه الأبد أو المطلق.

سيظل توقيعه مضيئاً
فنان الاختزال اللوني والخطي عندما حوّل الوجوه إلى أقواس، والصحراء إلى مدى من انفعالات الضوء والمساحات المجردة.

لوحته (منمنمة) تدهش بخصوصيتها، وتترك مجالاً للارتباك بين كيانين: لوحة المطرح وعناصره مضموناً، والتجريدي ظاهراً، لوحة المدرس اكتناز هندسي، وصفي، تعبير، مزخرف في جمالية نادرة، وديناميكية تتخطى استكانة المناخ المكاني والزمني الذي عاشه إثر عودته من روما. ابتكر لناس لوحاته صخباً ساكناً فهي علاقة بين أفقين: سماء وسهل.

ما سيستوقفني في لوحته بعد غيابه حضوره فناناً متميزاً في مسيرة الفن التشكيلي العربي، حيث سيظل توقيعه مضيئاً على قلق كما كانت ذاته بين ثقافتي المكان والزمن.


حسن جوني