مئذنة قايتباي


مئذنة قايتباي

شيدت المئذنة الغربية في الأساس في عهد الوليد بن عبد الملك على البرج الجنوبي الغربي للمعبد العتيق، وعلى الأغلب فقد كانت برجاً مربع الشكل وفق طراز المئذنة السورية.

في عام 1401 دخل تيمورلنك دمشق واستباحها ثمانين يوماً وأشعل فيها النيران مما أدى إلى خراب فظيع شمل الجامع الأموي، وعلى أثره انهارت هذه المئذنة، وتمت عملية ترميم لها، بقيت على حالها حتى عهد السلطان قايتباي عندما أعطى أوامره بتجديد هذه المئذنة وفق الطراز المملوكي السائد آنذاك، وهي أول مئذنة شيدت في دمشق على هذا الطراز، أصابها أضرار بعد زلزال 1759 فأعيد ترميمها على نفس الطراز التي كانت عليه.

يقول العالمان وتسنجر وفاتسنجر أن مئذنة قايبتاي تمثل مرحلة انتقالية انحرفت فيها عمارة المآذن عن التأثيرات الأيوبية وظهر فيها التأثير المصري.

يتشكل جذع هذه المئذنة من مثمن يرتفع فوق قاعدة البرج العتيق، في أسفله ثمانية نوافذ صماء ثلاثية الفصوص ومن أعلى هذه النوافذ تبدأ مداميك حجرية سوداء تساير انحناء أقواس النوافذ لتشكل في أعلاها ثمانية دوائر متناوبة الزخارف والنقوش وفي أعلى هذا الجزء تتدلى مقرنصات مُكَّوِنة قاعدة لشرفة المؤذن المسيَّجة بدرابزين حجري منقوش.

فوق هذه الشرفة ساترة يعلوها القسم الثاني من المئذنة وبقطر أصغر، تتكرر فيه الزخارف الدائرية بشكل أصغر من الدوائر السفلية ومتناسبة مع قياسات فروق الحجم بين الجذعين وفي أعلاها تتدلى مقرنصات تعلوها شرفة المؤذن الثالثة.

يعلو هذه الشرفة جذعاً اسطوانياً قطره أصغر ينتهي بجوسق يحمل ذروة صنوبرية يعلوها ثلاث تفاحات وهلال كامل الإستدارة من النحاس.

المئذنة اليوم


في عام 1992 وتنفيذاً لقرار الرئيس الراحل حافظ الأسد القاضي بإصلاح الجامع الأموي، تمت مراقبة هذه المئذنة وتبين أن في محور جزئها العلوي ميلان قدره 15.5سم وأن أحجارها العلوية متآكلة وأن محور الأجزاء الثلاثة لهذه المئذنة غير متطابق.


مشهد ليلي للجامع الأموي

لذلك قاموا المختصون في العلوم الإنشائية، وبإشراف لجنة الاصلاح، بفك الجزء العلوي المهدد بالانهيار بارتفاع 12 متراً، وأعيد بناؤه من جديد باستبدال الأحجار التالفة مع المحافظة على الأحجار السليمة، وتم تغيير الرأس الصنوبري للمئذنة.


وقد شملت أعمال الإصلاح الجدار تحت هذه المئذنة الذي بلغت منحنياته ذات التشوه إلى 30سم وعلى ارتفاع 10 أمتار، وقام المختصون بإجراء أسبار عميقة تبين أن أساسات البرج سليمة وقد تم تفكيك حجارة البرج وإعادة تشييده من جديد. وقد روعي أثناء عملية الإصلاح دقة الصيانة والتقيد التام بالشكل الأصلي للأقسام المستصلحة.

ومع انتهاء عملية الإصلاح لهذه المئذنة الهامة، زال خطر حقيقي كان ينذر بسقوطها وخصوصاً أنه بدأ يتساقط منها بعض من أحجارها قبل البدء بعمليات الإصلاح التي أعادت لها متانتها وحافظت على شكلها المميز.
 

مواضيع ذات صلة: