معسكر ديوقليسيان في تدمر


معسكر ديوقليسيان

بُني خلال القرن الثالث الميلادي. وكان مركزاً عسكرياً هاماً في تدمر للرومان، قريباً من الفرس البارثيين ثم الساسانيين، وكان نهر الفرات يشكل حدوداً طبيعية بين الدولتين.

وُقِّعت معاهدة بينهما في عهد أوغسطس في بداية القرن الأول الميلادي. بعد سقوط تدمر عام 237م، يُظن أن الإمبراطور ديوقليسيان قد رمم قصر زنوبيا الملكي ليجعله معسكراً لجنوده أو ربما كان الموقع معبداً بُني من أموال الربة اللات، وبعد أن عُدّل فيه أصبح معسكراً تحت اسم هيكل الأعلام حيث يضع رجال الجيش ألويتهم، ويؤدون شعائرهم الدينية. وفي عام 297م وقع ديوقليسيان معاهدة سلام مع الفرس الساسانيين، أعادت الفرات حدوداً بينهما.

في القاعة الرئيسية للمعسكر توجد كتابة تؤرخ بناء المعسكر من قبل الإمبراطور ديوقليسيان الذي حكم بين 284-305م، والقيصر مكسيميان ثم القيصر قسطنطين. واستمر البناء بين أعوام 293 و303م.

مخططه يشبه القصر المحصّن الذي بناه الإمبراطور ديوقليسيان في سبالاتو بيوغوسلافيا. كان للمعسكر بوابة، وشارع يوصل إلى مصلبة هي التقاء شارعين فرعيين متعامدين. الشمالي منهما يمر أمام المدخل الرئيسي لمعبد اللات الذي أمامه ستة أعمدة مخددة. وكانت جزءاً من رواق الشارع الذي ينتهي بعمود تذكاري، أقامته قبيلة بني معزين عام 64م، تكريماً لـشلم اللات أي (لسلام اللات)، وهو أحد رجال المدينة المهمين. وهذا العمود يعتبر أقدم الأعمدة التذكارية في مدينة تدمر، وتحت العمود ساعة شمسية هي أقدم ما عُرف حتى الآن. على طرفي الشارع غرف وحوانيت تابعة إلى الغرب منها شارع معمّد يقود إلى الساحة الرئيسية الخاصة بالمعسكر وأبعادها 45×62م. في الزاوية الغربية الشمالية توجد عدة أفران ربما كانت لمعبد اللات، حيث كان الطعام يقدم مجاناً للزوار والحجاج. وقد وُجدت أفران مماثلة في معبد سعد ومعن وأبغال على جبل شاعر، ويبعد 45كم شمال تدمر. في منتصف الجدار الغربي للساحة، يوجد درج عريض، يوصل إلى بهو ثم إلى قاعة أبعادها 60×12م، في صدرها إيوان تحفظ فيه التذكارات، وهي على شكل غرفة مربعة تنتهي بمذبح على كل جانب، فوقها غرفة فيها درج لولبي يقود إلى السطح. واجهة البناء وسقفه مزخرفة بالأطناف والمثلثات والمحاريب، وأرضه مبلطة بالحجر المنحوت. وعلى جانبي القاعة غرف تفصلها عن البهو أعمدة كورنثية.

استمرت الحياة في هذا المعسكر مع معبد اللات حتى أواخر القرن الرابع الميلادي. وكان هذا المعسكر مأوى للجيوش مع عتادهم كما كان معبداً لهم. وكانت هناك قناة تأتي بالماء من نبع أبي الفوارس عبر الشارع المستقيم، لتمر بهيكل الأعلام تحت البلاط، رُممت مع البناء، وكانت فيه مطاحن وأفران.

مواضيع ذات صلة: