المدينة الأثرية في بصرى
تقع مدينة بصرى في محافظة درعا وتبعد عن مدينة دمشق 140 كم وعن مدينة درعا 40 كم شرقاً وترتفع عن سطح البحر 850 متراً.
وتعني كلمة "بصرى" في الكتابات السامية القديمة "الحصن"، وأطلق عليها عدة أسماء منها «بحورا» في عهد الأنباط و«بوسترا» في العهد الهلنستي و«تراجانا بوسترا» في العهد الروماني، ولكان لموقعها المميز أثره الكبير في مكانتها المرموقة بين مدن الشرق القديم، حيث لعبت دوراً حضارياً وتجارياً مهماً.
وتعتبر المدينة بحد ذاتها أثراً حياً إذ أن أغلب بيوتها قديم ويغلب عليه الطابع التاريخي. وقد بنيت بيوت المدينة القديمة من الحجر البازلتي، أما سقوفها فهي على شكل عقود من الحجر. ويتألف المسكن من أقسام عديدة، منه لسكن العائلة، ومنه عنابر للحبوب وأدوات الزراعة، وملحقات تضاف للمواشي وتخزين العلف. وتخضع هذه البيوت اليوم لعملية تنقيب واسعة عن الآثار.
أما المخطط العام لبصرى فهو يوناني-روماني، مستطيل الشكل، تتعامد فيه الشوارع المتقاطعة، لتأخذ المدينة شكل المخطط الشطرنجي الشائع في هندسة المدن الرومانية، وقد وضع الأنباط أساسات سور المدينة المتحدب من جهة الشمال، والذي بلغ ارتفاعه عشرة أمتار.
تم تقسيم المدينة إلى أحياء عدة هي: الحي الشعبي ويقع في الغرب، ويعود إنشاؤه إلى الآراميين، والحي الإداري ويقع في الشرق امتداداً إلى الجنوب، وبناه الأنباط. ثم الحي الديني حيث تتمركز المعابد، والحي الذي مارس فيه سكان المدينة نشاطاتهم الثقافية والاجتماعية ونجد فيه المسرح وميدان الفروسية والحمامات.
وقد نشطت الحياة في الشارعين الرئيسيين في المدينة والمعروفين في المخطط الروماني بالديكومانوس والكاردو، وكانت لهما أروقة مسقوفة استعملت كأسواق تجارية وتواجدت فيها المخازن والحوانيت.