يزيد الأول

يزيد الأول:

هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أمير المؤمنين، أبو خالد الأموي. ولد عام ستة وعشرون للهجرة أثناء ولاية والده على بلاد الشام في خلافة عثمان. وأمه ميسون بنت بحدل الكلبية تزوجها معاوية قبل أن يلي الخلافة.


نشأ يزيد في البادية في كنف أمه التي تركت زوجها لأنها لم تحتمل الحياة في دمشق، فشبَّ فصيحاً وشاعراً حتى قالوا «بُدئ الشعر بملك وخُتم بملك، إشارة إلى امرئ القيس وإليه».


حرص معاوية على تعليم ابنه التواضع والعدل ومكارم الأخلاق، وفن التعامل مع الناس، حتى يتحبب إليهم وتتوثق الصلات بينه وبينهم. وعندما آلت إليه الخلافة أخذه بالحزم، وحرص على أن يعهد إليه ببعض الأعمال الكبيرة لتدريبه على العمل وإكسابه الجدّية، وتعريف المسلمين به، وتهيئته للمنصب الذي كان يعده له، وهو منصب الخلافة. فقد غزاه الروم، فأسند إليه قيادة الجيش الرديف الذي أرسله لفتح القسطنطينة في عام (49هـ/669م) كما أمَّره على الحج. وعندما قرَّر أن يعهد إليه الخلافة أخذ يحمله على حياة الجد والحزم، وراح يعظه برفق لترك حياة الترف والنعومة ليؤهل نفسه للمنصب الذي ينتظره. وحدَّد له السياسة الواجب تنفيذها في كيفية حكم الدولة وإدارتها، ومعاملة الناس.


لقد حاول يزيد تنفيذ فحوى وصية والده عندما تسلَّم الحكم، وهي تعتبر من أهم الوثائق في فن الحكم والسياسة والإدارة والتعامل مع الناس.


وعندما مات معاوية، بايع الناس يزيد بالخلافة، في حين تخلَّف عن البيعة من أهل الحجاز كل من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير اللذين التجآ إلى مكة.


وهكذا تسلَّم يزيد الخلافة في دولة واسعة الأرجاء، غنية، ومعقدة السياسة، لم يبذل جهداً في تشييدها. وقد أقبل على الملك دون أن ينصرف نهائياً عن لذاته، واثقاً بأن الأمور ستجري وفق مشيئته. وكان يرى أن طاعته حق على الناس جميعاً، فمن عصى فليس له عنده إلا السيف.


توفي يزيد بن معاوية لأربع عشرة ليلة خلت من (شهر ربيع الأول عام 64هـ/شهر تشرين الأول عام 683م)، وكان بحوران من أرض الشام، بعد أن حكم ثلاث سنوات وثمانية أشهر وأربعة عشر يوماً.


بعد موت يزيد بن معاوية عام 64هـ/683م خلفه ابنه معاوية الثاني.


 

مواضيع ذات صلة: