معاوية الثاني

معاوية الثاني:

بعد وفاة يزيد كانت هناك بيعتان، إحداهما في الشام لمعاوية بن يزيد، والثانية بمكة والحجاز لعبد الله بن الزبير، فانكفأت بذلك سيطرة دولة الخلافة الأموية وتقلص نفوذها السياسي، فلم تتعدَّ منطقة بلاد الشام.


كان معاوية الثاني ظاهرة أموية فريدة لم تحمل المصادر التاريخية من أخباره إلا القليل، فضلاًَ عن حداثة سنة ومرضه، وموقفه الخاص من الخلافة. إذ فكَّر في التنحي عن الخلافة، بعد قليل من مبايعته، وترشيح رجل آخر، بعدما رأى انقسام المسلمين، وعدم قدرته على لمِّ شعثهم، إلا أنه لم يجد الرجل المناسب. فعزم على الاقتداء بعمر بن الخطاب في اختيار ستة أشخاص يُنتخب الخليفة من بينهم، فلم يفلح، عندئذ ترك الأمر شورى للمسلمين يولون أمرهم من يشاؤون وتغيَّب في منزله، حتى توفي بعد ثلاثة أشهر من خلافته. وغاب في النسيان مخلفاً وراءه أزمة حكم خطيرة.


ووجدت الخلافة الأموية نفسها، بعد وفاته في موقع صعب بعد أن عمَّت الفوضى أرجاء العالم الإسلامي. ففي العراق، اشتعلت نار العصبية القبلية بعد فرار عبيد الله بن زياد من البصرة تحت ضغط الأحداث السياسية، وأدَّى ذلك إلى سيطرة العنف حيث كانت كل قبيلة تحمي مصالحها.


خلف معاوية الثاني مروان بن الحكم
 

مواضيع ذات صلة: