الثورة العربية الكبرى


الأمير فيصل بن الحسين
عام 1918

يئس العرب من تفهم الدولة العثمانية لقضاياهم المصيرية وفي طليعتها استقلالهم الإداري، فعقدوا العزم على تخليص البلاد من نفوذها، فقرروا إعلان الثورة التي انطلقت شرارتها الأولى في العاشر من حزيران سنة 1334هـ/1916م حينما أعلن الشريف حسين -أمير مكة المكرمة- الجهاد المقدس على الأتراك في عهد السلطان محمد رشاد الخامس، واحتل جيشه مكة والطائف وجدة ثم المدينة المنورة.

دخلت قوات الثورة العربية مدينة دمشق بقيادة الأمير فيصل بن الحسين في مطلع شهر تشرين الأول من عام 1336هـ/1918م أيام السلطان محمد السادس وحيد الدين فانسحب منها الجيش التركي، كما انسحب من بقية المدن السورية حتى تم تحرير كافة الأراضي في منتصف تشرين الثاني من العام نفسه، ثم تشكلت الحكومة العربية برئاسة الفريق رضا باشا الركابي وبموافقة الأمير فيصل عليها.

وفي الثامن من آذار سنة 1338هـ/1920م نودي بالأمير فيصل ملكاً على سورية، وفي 25 تموز من العام نفسه دخلت القوات الفرنسية مدينة دمشق وغادرها الملك فيصل إلى درعا ثم حيفا في أوائل آب ومنها إلى أوروبا، وبمغادرته انتهت الملكية في سورية بعد أن دامت أقل من ستة أشهر وصارت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي.