28/أيار/2008
أبصرت النور، على متن سفينة شحن يونانية كانت متجهة إلى بيروت، آمال فهد الأطرش «أسمهان» في عام 1917 وتوفيت عام 1944 غرقاً -هكذا قيل- في ترعة مياه على طريق القاهرة - رأس البر مع إحدى صديقاتها وما بين لحظة الولادة ولحظة الوفاة عاشت أسمهان حياة حافلة غنية معقدة فقد كانت امرأة من نار ونور وحلم وغموض، هزت عرش أم كلثوم بصوتها الملائكي الساحر ووطئت قلوب الرجال بجمالها الأخاذ والفريد، لقد كانت امرأة محيرة بكل المقاييس، كانت مذهلة في كل شيء وفي علاقتها مع استخبارات الدول الكبرى التي حاولت الاستفادة من حضورها الطاغي في مرحلة الحرب العالمية الثانية إذ كانت المنطقة تُطبخ على نار ساخنة.
أذهلت الملحنين المصريين فأعطَوها أجمل الألحان وأرق الكلمات فسجلت أول أسطوانة لها وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة، تزوجت ابن عمها الأمير حسن الأطرش وأنجبت منه ابنتها الوحيدة كاميليا وبعد طلاقها منه تعددت زيجاتها.
دخلت السينما وكانت في بداية انطلاقها في مصر حيث لعبت بطولة فيلم «انتصار الشباب» وماتت قبل أن ترى الفيلم الثاني «غرام وانتقام» مع الفنان يوسف وهبي، كانت شهاباً في سماء الحياة، ظهرت ولمعت واختفت بسرعة البرق، أسمهان ستعود مرة أخرى ولكن من خلال مسلسل تلفزيوني بدأ المخرج التونسي شوقي الماجري تصويره منذ شهر في سورية، وتلعب المتألقة سلاف فواخرجي شخصية أسمهان وتؤكد سلاف أن هذا الدور تحد من نوع خاص، ولغاية مقاربة الشخصية بعمق تمرنت على الرقص وركوب الخيل وشاهدت أفلامها وقرأت عنها الكثير.
كان قد تعرض هذا العمل لهزات عدة كادت توقفه قبل أن يقف، مرّ على أكثر من كاتب وعُرض على أكثر من مخرج وأكثر من جهة ممولة وفي كل مرة كان يتعثر حتى جاءت محطة MBC وتبنته ليعرض في رمضان القادم، العمل سيصوَّر في سورية وتركيا ومصر ويشارك فيه نجوم سوريون ومصريون، اجتمعت عوامل نجاح هذا العمل من نص وإخراج وأداء وإنتاج فمن حق المشاهد العربي أن يرى عملاً يليق بامرأة من نار ونور وحلم.
|