الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

دلدار فلمز في حوار مع اكتشف سورية

لم يعد بإمكان الفنان إلا أن يستجيب لهذه الأوضاع السياسية والاجتماعية المضطربة في العالم وإن لم يكن للفن تأثير مباشر على الواقع ولكن يمكن له أن يحفز الوعي ويغيره باتجاه آخر وأن يؤثر حتى على البيئة ولو بعد حين. فالفنان يبحث عن شخصيته الفنية المتميزة التي لا تجارى، يجرد ولكنه يبقى في حدود الواقع، ويدمج الواقعي بالمجرد والرمزي ويلجأ إلى ما هو جديد لخلق عالمه الخاص وشخصيته الخاصة.

يتحدث الفنان دلدار فلمز عن مشكلة تمس صميم حركة الفن التشكيلي التي أصبح همها عند البعض المزيد من المكاسب الصغيرة والمصالح الشخصية ولو كانت على حساب القيم الفنية والفكرية. فالأصالة عنده لا تعني التكرار غير المجدي بل احترام الموروث الثقافي والميثولوجي والتكثيف الذي يحدد هوية اللوحة الفنية حاضراً ومستقبلاً.

بعد معرضه الفردي في قاعة روميرو سينتر في أستراليا، انتقلت لوحات فلمز هذه المرة إلى إسبانيا لتعرض في قاعة الدكتور مادراثو في إقليم إلباسك سانتاندير، برعاية رئيس مجلس المدينة، وذلك بتاريخ 27 تشرين الثاني 2009، وبهذه المناسبة زار «اكتشف سورية» الفنان في منزله ليحدثنا عن تجربته.

أبدعت رموزاً خاصة وأشكالاً، وأوجدت عالمك الخاص فما هو دور العمل واليد في هذا الأثر؟
كما تعلم جئت من عالم الشعر إلى عالم التشكيل مع أنني كنت أرسم سابقا أيضاً ولكن ما حدث هو أنني أخضعت نفسي لدورات خاصة في دمشق في مجال التشكيل في فترة شعرت فيها بأن الكلمة لم تعد تستوعب تصوري، ورجعت بعدها إلى الحسكة حيث قرأت كتاب «أناشيد مالدورو» للوتريامون وترجمت كتابه إلى لوحات، واستغرق هذا العمل مني مدة عامين، اعتمدت فيهما على الأسطورة وتكونت عندي أشكالي الخاصة التي سألتني عنها.

تثقيف الفنان معين وأساس لإبداعه فهو يحتاج إلى تراثه من جهة و إلى التراث الإنساني من جهة أخرى على أن يحافظ على فرادته، ما رأيك بهذا الكلام؟
لا تستطيع أن تحمل اللوحة الثقافة بطريقة مباشرة، والدليل أن الفن يتجه في الحاضر إلى الفطرية، ولكن عندما يكون الفنان مثقفاً عقلياً وفطرياً وعملياً يكون العمل أقوى والأشكال أفضل.

عندما تمضي إلى المرسم، هل يكون في ذهنك برنامج معين؟
أرسم عندما يكون عندي مجموعة من الدراسات والأدوات، واللوحة غير القصيدة، فهنالك التحضيرات الضرورية المعروفة لعمل اللوحة التي تعتبر عملاً أكثر مما هي إلهام.

بإمكان اللوحة أن تختفي بفعل الزمن ولكن البذرة تبقى حية ومنها تولد لوحات أخرى أكثر خصوبة، فهل تعتبر الفكرة أو الموضوع أهم من اللوحة المرسومة؟
هنالك فنانون ظهروا بسرعة والبيع أصبح عندهم مقياساً لجودة أعمالهم واللوحة تنتهي عندهم عندما تنتهي هذه الموضة أو تلك، هذه اللوحات تنتهي بفعل الزمن وعمرها أقصر من عمر القماش الذي يرسمون عليه، واللوحات الأولى لهؤلاء الفنانين المعروفين كانت أفضل وأكثر أصالة لأنها اعتمدت على فطريتهم و إخلاصهم، ولكن ما يحدث أنهم تخلوا عن أصالتهم مقابل المال وأدى ذلك إلى الاجترار في العمل والتكرار والتكلس، وكل لوحة هي نسخة فوتوكوبي عن سابقتها مع أن الواحد منهم يدعي أنه مختلف في كل لوحة، ولو كان نسخه عن غيره لكان أفضل من أن يكون فوتوكوبي عن ذاته.

ماذا تريد مما تضعه على القماش من ورق وطين ولون؟
أحاول أن أترجم البيئة التي أعيش فيها بطريقة أخرى أصيلة، فالبيئة هنا (أي الحسكة) غنية بالضوء وهي ليست كما يراها السياح أو المستشرقون، فعندما أذهب إلى العراء أترجم ما أراه بطريقة بصرية ذاتية، ورغم كثرة الاخضرار فإني لا أراه، حتى أوراق الشجر عندنا ليست خضراء بل هي أقرب إلى البني أو البيج أو مجموعة ألوان غريبة إذا شئت.

لا يوجد اختلاف بين الأشكال المحسوسة أو الأشكال المجردة في عالم اللوحة، لأن الفنان في الحالتين يحاكي أشكالاً، فما هو رأيك بهذه الفكرة؟
لوحاتي فيها نفحة من التجريد أو التعبير بعيدة عن الحس الفوتوغرافي أو السينمائي، فأنا لا أبحث عن التوثيق المباشر للواقع بل أحاول أن أجد لغتي الخاصة في التعبير. هناك أشكال تخضع للتجريد و أشكال غير موجودة إلا في مخيلتي وفي أساطير وحكايات المنطقة ومعظمها منقرضة وغائبة، ومهمتي أن أحاول تكثيف عشرة آلاف عام في لوحاتي وأن أرى عشرة آلاف مشهد لأستطيع أن أقول أني أرسم أشكالاً سواء أكانت محسوسة أو مجردة. لست شاهداً على العصر بل ذاكرة على العصر.

عمد الكثير من الفنانين التشكيليين في العقود الأخيرة إلى الكتابة كوسيلة أخرى للإبداع، كتابات تعبر عن آرائهم في الفن والأدب والحياة. ألا تعتقد أن هذه الكتابة هدر لوقت الفنان في الرسم؟
لي تجربة طويلة في الكتابة فأنا كما قلت بدأت شاعراً ولي مجموعة شعرية بعنوان «عاش باكراً» ومجموعة أخرى قيد الطبع، ولا أكتب الشعر فقط بل في التشكيل والأدب والسينما ومواضيع أخرى عامة. فالفنانون يكتبون و ينظّرون شفوياً أو كتابياً في الدوريات الثقافية، لا أستطيع ألا أكتب. وهناك أسماء عديدة ومهمة مارست الكتابة إلى جانب الرسم أو بالعكس مثل الفنان الكبير فاتح المدرس وجبران خليل جبران وغيرهما، والمهم هو الإخلاص فيما تقوم به. وليس من اللائق أن تقول أنا فنان وليست لي علاقة بشيء آخر فالفنان له علاقة بكل شيء، والكل لهم علاقة بكل شيء. وما يحدث حولي يهمني، ولكني لا أعبر عنه بطريقة مباشرة وخاصة في الرسم.

في المعرض القادم في إسبانيا طلب منك أسماء علم للوحاتك، فما هي الأسماء التي تفضلها؟
سميت اللوحات وأطلقت على كامل المعرض اسم «ما فات من الحرب» وقدم للمعرض الفنان التشكيلي عصام درويش.

لماذا «ما فات من الحرب»؟
الناس يموتون نتيجة الحرب ولا يهم انتماء الإنسان أو جنسيته، ما يهمني هو الإنسان الذي له أب و أم وأخت، أحس بمعاناتهم وخاصة في العراق القريبة. وهذه اللوحات هي احتجاج على ما يحدث ولكن بطريقة غير مباشرة بالمعنى التراكمي وليس بالمعنى السياسي المباشر، فأنا لا أحب المباشرة في التعبير.

دلدار فلمز في سطور:
- من مواليد القامشلي، 1970.
- له كتابات في النقد التشكيلي والأدبي في الصحافة العربية والمحلية.
- له مجموعة شعرية بعنوان «عاش باكرا»، 2003.
- عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين، دمشق، سورية.

معارضه:
- معرض مشترك في ثقافي الحسكة، 2001.
- معرض مشترك في صالة اليونسكو للمعارض، بيروت، 2001.
- معرض فردي في ثقافي الحسكة، 2001.
- معرض فردي في ثقافي الحسكة، 2005‏.
- معرض فردي في صالة عشتار، دمشق، 2006.
- معرض فردي في مرسم فاتح المدرس، دمشق، 2006.
- معرض مشترك في آرت كافيه، دمشق، 2006.
- معرض مشترك في صالة الروضة، دمشق، 2006.
- أجرى تجربة فنية على فن الرسم عند الطفل في الحسكة وأقام معرضاً للأطفال بإشرافه في ثقافي الحسكة، 2007.
- معرض مشترك في ثقافي الحسكة، 2007.
- معرض فردي في صالة عشتار، دمشق، 2008.
- معرض فردي في الحسكة، 2008.
- معرض مشترك في القامشلي، 2009.
- معرض فردي في نينار آرت كافيه، دمشق، 2009.
- معرض فردي في قاعة روميروسينتر، أستراليا، 2009.

كولوز سليمان - الحسكة

اكتشف سورية

صور الخبر

أسطوري

الشياطين

الصراع

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق