افتتاح معهد فريد الأطرش للموسيقى في السويداء
معهد تابع لمديرية المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة

28/تشرين الأول/2009

بحضور السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا والسيد محافظ السويداء والسيد أمين فرع الحزب بالسويداء وقيادة الحزب في المحافظة وعدد من الموسيقيين والمهتمين بالإضافة إلى حشد كبير من أهالي محافظة السويداء، تم مساء يوم الاثنين 26 تشرين الأول 2009 افتتاح معهد فريد الأطرش للموسيقى، ضمن احتفال جماهيري على مسرح مديرية الثقافة بالسويداء.

بدأ الحفل بكلمة مدير المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة عازف العود الشهير جوان قره جولي ومن ثم كلمة مدير الثقافة بالسويداء الدكتور ثائر زين الدين وآخر الكلمات كانت للسيد وزير الثقافة حيث بدأ بالقول: «كان يستحسن في حفل كهذا أن لا يكون هناك كلمات، حبذا لو أمسك مدير المعاهد الموسيقية وهو الفنان الكبير الأستاذ جوان قره جولي بالعود مثلاً وعزف، لأمتعنا أكثر، أو أن أحداً جاء وقدم بدل كلمتي أغنية لفريد الأطرش».

وتابع السيد الوزير قائلاً: «أولاً اسمحوا لي أن أحيي روح المبدع الكبير، فنان الأمة العربية فريد الأطرش، الذي لم يكن اختيارنا لاسمه عابراً، إنما هو الوفاء لفنان كان موهوباً بالوراثة، وسر هذه الموهبة، موجود فيكم، في جينات تتناقلها الأجيال، ولا ندري مَن مِن بينكم فريد آخر، سيأتي من طلاب المعهد، سنبحث عنه بين القادمين وسنبحث أيضاً عن أسمهان، التي ما تزال حية في وجدان أمة، وتتجدد ذكراها مع كل نغمة عذبة نستمع إليها من صوتها الملائكي».

وتابع في كلمته يصف مدينة السويداء حيث قال: «ها هنا في هذه الأرض الطيبة، الخصبة، المعطاءة، كبرت المواهب وترعرعت ووجدت لنفسها في الأمة العربية كلها صدىً كبيراً، فحق لنا أن نسمي المعهد باسم من تعتبره سورية فناناً عظيماً».

ومن ثم تطرق السيد الوزير إلى المعاهد التي تأسست في المحافظات وأهمية تسميتها بأسماء عباقرة الموسيقى السورية. وأنهى كلمته قائلاً: «نبدأ من السويداء من بلدة كانت صغيرة قبل نصف قرن، صغيرة بحجمها، ولكنها مدونة في كل أنحاء الدنيا بعطائها، من سلطان باشا الأطرش إلى فريد الأطرش».

كما أكد مدير الثقافة بمحافظة السويداء الدكتور ثائر زين الدين في كلمته على السمعة السياسية والثقافية التي تتميز بها سورية في المنطقة وعن الدور الهام الذي تلعبه المعاهد الموسيقية في الحياة عموماً، كما شكر وزارة الثقافة على ترميم مسرح المركز الثقافي بالسويداء حيث أصبح باستطاعة هذه الخشبة الآن استقبال عروض مسرحية وموسيقية شتى، وأيضاً على إحداثها معهد فريد الأطرش للموسيقى وتزويده بكل ما يلزم.

وأثنى مدير المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة ومدير معهد صلحي الوادي الأستاذ جوان قره جولي على القائمين بإحداث المعاهد الموسيقية في سورية وخص بالذكر السيد وزير الثقافة ووعد بإحداث معاهد موسيقية في كافة المحافظات السورية حتى نهاية عام 2010.

ثم أحيت فرقة معهد فريد الأطرش بقيادة الفنان معين نفاع حفلاً موسيقياً حيث قدمت عدة مقطوعات، أولاها مقطوعة بعنوان «أول همسة»، عزف منفرد على العود (أكثم أبو فخر)، ومن ثم أغنية «كتبت إليك من عتبي» غناء سوسن العقباني، التي قدمت أيضاً أغنية «لاعب الريشة»، بالإضافة لتقديم مقطوعة «لونغا شهناز»، وموسيقى «توتا»، وأغنية «على الله تعود» أداها أسامة كيوان، واختتم الحفل الفني بأغنية «يا بدع الورد» أدتها كاترين أبو الفضل.

وقد صفق الحشد الجماهيري الذي وصل عدده إلى ما يقارب ألف شخص طويلاً لأداء الفرقة والأصوات التي غنت معها.

وبعد ذلك توجه الجميع إلى مبنى معهد فريد الأطرش للموسيقى، حيث قص السيد الوزير الشريط معلناً افتتاحه. وتلت ذلك جولة في أرجاء المعهد الذي بدا بسيطاً وجميلاً، ذا ألوان زاهية.

ويتألف المعهد من ست غرف للتدريس وغرفتي إدارة ومسرح صغير يحتوي على حوالي أربعين مقعداً بمواصفات جيدة حيث يصلح قاعة لتدريب الطلبة وللحفلات الخاصة بالمعهد، وللمعهد حديقة جميلة وواسعة ،وموقعه هادئ جداً.

ومن الجدير بالذكر أن الموسيقي معين نفاع من سيتولى إدارة المعهد وهو من خريجي المعهد العالي للموسيقى بدمشق وعازف تشيللو في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية. وقد كان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة معه، حيث قال عن أهمية المعهد: «سينمي هذا المعهد ويصقل المواهب الموسيقية في هذه المحافظة، ويحضرهم للانتقال إلى المعهد العالي للموسيقى، وهو مكسب كبير لأهالي المنطقة».

وحول شروط الانتساب للمعهد قال: «هناك نظام داخلي أقرته وزارة الثقافة لكل المعاهد الموسيقية، حيث سيقبل الأطفال من عمر السابعة إلى الثانية عشرة، من خلال امتحان قبول لتحديد مستوى الموهبة لدى الطفل، أما الكبار الذين لديهم إمكانيات في العزف، فهناك امتحان قبول لتحديد مستوياتهم».

وعن حجم المعهد قال السيد نفاع: «في الحقيقة المساحة صغيرة، ولكن سنحاول تخطي هذه المسألة بالدوام الطويل واستغلال غرف الإدارة للتدريس أيضاً، المهم أن نخطو خطوة البداية وللمستقبل هناك حديث آخر».

وعن تصوراته حول إقبال الطلبة على الانتساب إلى المعهد قال: «أتوقع إقبالاً كبيراً وهذا ما نراه من خلال حب الأهالي لتعليم أطفالهم في المعاهد الموسيقية الخاصة الموجودة عندنا».

أما حول تميز معهد فريد الأطرش للموسيقى عن المعاهد الخاصة فقال: «لدينا منهاج وضعته وزارة الثقافة ومديرية المعاهد الموسيقية، وهو مدروس بشكل أكاديمي، وهذا ما تفتقده المعاهد الخاصة، بالإضافة إلى توفر أساتذة بمستويات عالية».

كما خص السيد وزير الثقافة «اكتشف سورية» بهذا الحديث حيث قال: «عندما نسمي المعاهد الموسيقية بأسماء فنانين كبار، هنا فريد الأطرش، وفي اللاذقية محمود العجان، وفي حلب صباح فخري، وفي حمص محمد عبد الكريم، وفي حماة نجيب السراج، وسنتابع في بقية المحافظات، فإن هذا سيعطي الأطفال الذي يدرسون الموسيقى، وربما اليافعين أيضاً، أمثلة قدمت الكثير واحترمها شعبها، وهذا سيشكل لديهم حافزاً ليكونوا مثلاً أيضاً، هنا نحيي روح فريد الأطرش، كما نحيي كل فناني الأمة العربية».

إدريس مراد - السويداء
اكتشف سورية

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك