حفل تأبيني للأديب نادر السباعي في فرع اتحاد الكتاب العرب في حلب

10/تشرين الأول/2009

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب حفلاً تأبينياً للأديب نادر السباعي بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته، حضره جمهور من الأدباء والمثقفين.

وفي الحفل ألقى الأديب عبدو محمد كلمة اتحاد الكتاب العرب، والأستاذ أحمد محسن كلمة مديرية الثقافة، والأديبان مصطفى النجار وفواز حجو كلمتي أصدقاء الفقيد، كما ألقى الأديب فاضل السباعي والسيدة زها السباعي كلمتي آل الفقيد.

وقد أشارت الكلمات إلى مناقب الأديب الراحل وإلى العطاء الأدبي الذي تميز به، وإلى تأسيسه دار نشر «مركز الإنماء الحضاري» الذي قدم من خلالها عطاءات جلية للأدباء والكتاب، بالإضافة إلى عمله في سلك التعليم، وممارسته الأدب والنقد، ومشاركته في معارض الكتب العربية، وعمله مراسلاً لبعض الصحف والمجلات العربية، وإلى تميز أسلوبه الأدبي ذي الخيال الخصب الغني بالأبعاد الثقافية.

ومما أشار إليه الأستاذ عبدو محمد في حديثه: «إننا نفتقد في هذه الأيام أدباء أصدقاء أعطوا لهذه المدينة ما أعطوه، فبالأمس رحل عنا نبيه الشعار ثم افتقدنا نادر السباعي فأحمد دوغان، وهناك الكثيرون ممن لا نعرفهم يرحلون يومياً، فهذه هي الحياة. لقد كان الأديب السباعي طيباً وشعلة من مشاعل الهمم، سواء في إنتاجه الأدبي أم في تأسيسه لدار النشر التي عمل فيها بجد وأعطاها كل وقته وحياته. أشعر أنني في موقف لا أحسد عليه، فكل الكلام الذي يقال في هذه المناسبات لا يعوض أهل الفقيد شيئاً، إذ تركهم ورحل وهم يشعرون أكثر منا بفقدانه».

أما الأديب مصطفى النجار فقد أشار إلى «أن باكورة أعمال الأديب السباعي القصصية كانت مجموعة "أقنعة من زجاج" عام 1980 وقد شاركته فرحة ولادتها في المطبعة العربية بباب النصر، وللمولود البكر طعم خاص عند الأدباء كما عند الآباء والأمهات، تلت هذه المجموعة مجموعات برز فيها قاصاً ذا أسلوب عرف به، اتصف بالوضوح والشعرية والتشويق، كما عرف منذ أول قصة إلى آخر قصة له، بتمسكه بعناصر القصة التقليدية المعروفة، وكانت المجموعة الثانية "نجوم بلا ضياء" والثالثة "حبل المساكين" امتداداً لما بدأه، فجلّ أبطال قصصه من البسطاء والبائسين وذوي الأزمات النفسية والمادية، ولم يقتصر نادر – رحمه الله – في حفر اسمه في سجل الحكائين والقصاصين، إنما دلف إلى نادي الرواية المعاصرة بروايتين الأولى بعنوان "السبع الأشهب" والتي حصلت على الجائزة الأولى في مسابقة دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والرواية الثانية بعنوان "الطيب" التي رشحت ليدخل بها مسابقة البوكر العربية، لكن الموت كان أسرع من أن ينجز ما رغب به».

أما أخوه الأديب الروائي فاضل السباعي فقد قال في كلمته التي رثى فيها أخاه: «وحتى لا أظلم نفسي، أبين – وأنا الذي كتبت الشعر والنثر منذ كنت طالباً في التجهيز الأولى، ثانوية المأمون بحلب – أن إعجاب الفتى نادر كان كبيراً بأخيه الأكبر قارئاً وكاتباً، قد حبب إليه الأدب، وأول الأدب المطالعة الجادة، وأذكر ما حملت إليه من كتب مرة بعد أخرى من بيروت، التي أكثرت التردد عليها في الستينيات، فكان يلتهم الكتب قراءة متأسياً بأخيه، ويتأسّى به أخوته في البيت، زهير وحسن وماهر وسليم وعصام. ثم بدا أنه احتاج إلى سنوات أطول قبل أن يتأتى له أن يمسك بالقلم كاتباً، فأخرج للناس مجموعته القصصية الأولى (أقنعة من زجاج، حلب، 1980)، إلى أن أيقظ " الغابة" من نومها (1993) وبعدئذ اتخذ من شخصية جدّنا سليم السباعي (القادم من حمص إلى حلب إبان حرب السفر برلك 1915) بطلاً لروايته الأولى (السبع الأشهب) وكان علينا ألا نفاجأ بنيلها إحدى جوائز الأدب العربية، فقليل من الأعمال الأدبية كُتب بتلك الصيغة الإبداعية المتألقة».

أما الأديب فواز حجو فقد أكد في كلمته أن الأديب نادر «كان قاصّاً وروائياً متميزاً، استطاع من خلال بضعة أعمال أن يحقّق حضوره بين أبناء جيله من الأدباء محليّاً وعربياً، وفضلاً عن ذلك فقد كان يحمل أعباء الإشراف على دار النشر التي أسسها في التسعينيات، وأخذت منه جهداً كبيراً ومتابعة أثقلت كاهله، وحدّت من نشاطه الأدبي الذي عُرفَ به في الثمانينيات، فكان موزّعاً بين موهبته وعمله، وكم كان يحلم بإنجاز عدد من المشاريع الأدبية التي بدأها ولم تنته، مثل روايته "أنا الذي رأى"، لأنّ المهام الملقاة على عاتقه من خلال دار النشر تقتضي المتابعة، والسفر المتواصل إلى الأقطار العربية الأخرى للمشاركة في معارض الكتب العربية التي تقام هنا وهناك، ويبدو أنّ سفراً من هذه الأسفار التي تجشّم فيها عناء السفر وهو في وعكة صحية، سبّب له مضاعفات، تطوَّرتْ فيما بعد، وجعلت من مرضه حالة مستعصية على العلاج، حتى وافته المنيّة، فخسرناه أديباً دؤوباً مجتهداً لا يعرف الكلل».



الأديب الراحل نادر السباعي

يذكر أن الأديب نادر السباعي ولد في حلب في 21 كانون الثاني 1941 وتوفي فيها يوم الأربعاء 5 آب 2009، تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في حلب، وتخرّج في جامعة دمشق قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية، وقد عمل مدرساً في ثانويات حلب لمادة الفلسفة وعلم الاجتماع، كما عمل في الصحافة الأدبية مراسلاً لأكثر من دورية عربية، وقد كتب عدداً من الدراسات النقدية والفكرية منذ منتصف الثمانينيات، متأثراً بالمناهج النقدية الحديثة، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية القصة والرواية)، وشارك في تأسيس دار للنشر في حلب باسم «مركز الإنماء الحضاري»، عام 1992م.



صدر له في القصة:
1- أقنعة من زجاج، قصص، المطبعة العربية، مكتبة الكندي، حلب، 1980م، تقديم: محمود فاخوري.
2 - نجوم بلا ضياء، قصص، دار الكرمل، دمشق، 1984، تقديم: عبد السلام العجيلي.
3- حبل المساكين، قصص، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1988، تقديم: يوسف الشاروني.
4- الغابة النائمة، قصص، مركز الإنماء الحضاري، حلب، 1993، تقديم: منذر عياشـي، ترجمتها إلى الفرنسية الدكتورة زبيدة القاضي.



وفي الرواية:
1- السبع الأشهب.. تجليات الذاكرة، رواية، مركز الإنماء الحضاري، حلب، 1999، الرواية الفائزة بالجائزة الأولى بمسابقة الشارقة للإبداع العربي عام 1999.
2- الطيّب، رواية، مركز الإنماء الحضاري، حلب، 2000.


وفي الدراسات:
1- المغامر ابن خلدون، دراسة، طبعة أولى، دار الكندي، المطبعة العربية، حلب، 1980م.


أعمال لم تنشر:
وهناك أعمال أدبية أخرى لم تنشر منها: بنات (1980)، البحث عن المفقود، المنسيون.


بيانكا ماضيّة - حلب
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك