الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

مهرجان الشعر العربي المعاصر

هل تعيد اللقاءات للشعر ألقه؟

بمناسبة افتتاح اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ضمن إطار دمشق عاصمة الثقافة العربية، احتفى اتحاد الكتاب العرب بمهرجان للشعر العربي المعاصر في سورية بأمسية شعرية في مكتبة الأسد الوطنية حيث استضاف فيها كبار الشعراء من مختلف البلدان لسماع قصائدهم بأبيات من الشعر، ورغم تأخر الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب والشاعر جوزيف حرب رئيس الجلسة إلا أن الأمسية قررت البدء وعدم الانتظار وبرز الشاعر حبيب السعيد من العراق ليقرأ على قاعدة أن الكرام قليل من خلال قصيدتين كانتا تحت عنوان «من نافذة في مشفى رأيت وطني» وقد تطرق السعيد عبر هذه القصيدة إلى العدوان الذي اغتصب العراق وتأثير الحرب على الإنسان، وخاصة أنه كتب هذه القصيدة حين كان جسده العليل يُعالج في المشفى والعدوان الأميركي يقصف مدينته بغداد، كما استطاع هذا الشاعر أن ينقل لنا بصور فريدة الحزن العميق الذي تغلغل في نفسه نتيجة للدمار الذي رآه من خلال تلك النافذة والذي أودى بحياة هذه المدينة العريقة.
ومن ثم ظهر التصوف والحنين في قصيدة «رأسي يدور» وقصيدة «دموع الحلاج» للشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين الذي طربت له الآذان وصفق له الجمهور لما سرقه من ألبابهم ومن عقولهم، فقد استطاع هذا الشاعر أن يوصل للمتلقي عبر كلمات بسيطة سر الخليقة من خلال أبيات من الشعر لم تتجاوز الكثير، حيث قال: «الله أودع سرّ الخليقة في كأس من النور» وتطرق إلى أننا نحتاج إلى حلاج الزمن الغابر في قصيدته الأخرى، والشاعر شمس الدين يعد من أحد الشعراء الذي كتب الحرب على ورق الحنين والذي كوّن لنفسه رؤاه الخاصة والذي حفر في الوجدان العربي أثراً بليغاً في أقواله وقصائده وسجل صفحات ثمينة في أدب المقاومة.
كما كان للشاعر أحمد بخيت من مصر تأثير على الجمهور رغم نومه العميق في هذه الأمسية ومع ذلك استطاع إيقاظهم بروحه المرح وأشار في قصيدته التي قرأها إلى الحرب وإلى الحب والمرأة واستعار العديد من الصور التي أثنت عليها الشاعرة كوليت خوري، وأحمد بخيت يعد واحداً من الشعراء الشباب البارزين على الساحة المصرية ولديه الكثير من الأعمال الشعرية منها: «لا تسألي 1986 – وطن بحجم عيوننا 1989 – وداعاً أيتها الصحراء 1998– ليلى شهد العزلة 1998- صمت الكليم 2000».
ومن الأردن كان لنا وقفة مع الشاعر والأديب الثقافي جريس سماوي الذي ألقى قصيدة «المزمور المتعب» حيث قال فيها:
«على من يلقي الفتى مراثيه ..... وكيف يؤبن مراثيه
لمن يقرأ الحزن ....... والناس مستغرقون بأشلائهم»
ومن بانياس من الساحل السوري كان هناك المقامة الشعرية العالية للشاعر«بنك: شوقي بغدادي)+) حيث ألقى قصيدة واحدة كانت تحت عنوان «الحديقة» وصف فيها الحال الذي يعيشه المجتمع اليوم عبر صور فريدة، حيث قال فيها:
«لم يكن ثمة غيري.... كانت الأشجار تشكو عريها
والريح تصطاد بقايا الروح في أذرعها المرفوعة الأيدي إلى الله
وكان المقعد الخالي الذي اخترته غريقاً في حطام الورق اليابس، والبركة حوضاً للنفايات
وطين الأرض ألواحا للوحشة والحزن المبعثر».
ورغم أن الشاعر بوزيد حرز الله من الجزائر إلا أنه قرأ إلى بغداد هذه العاصمة التي كانت ضحية للعدوان ووصفها بأجمل الأبيات وأحلاها. في تطرق الشاعر المصري حزّين عمر إلى المرأة ووصفها بأسلوب مختلف، على حين بعث الشاعر السوري محمد حمدان بسلام لقريته «بتغرامو» عبر قصيدته التي سماها باسمها بعد ما وصف الشام بأجمل الأوصاف حين قال: الشام حرمي وقاسيون مئذنتي.
واللافت في هذه الأمسية أن أغلب الشعراء أعطوا ذواتهم الخاصة مساحة في قصائدهم الملقاة، وربما نرد ذلك إلى أنهم اغتنموا فرصة وجود أكبر عدد من زملائهم الأدباء، الذين ليس باستطاعتهم أن يستمعوا إليهم في أوقات أخرى.
والسؤال هنا: هل استمع بعضهم إلى بعض حقا أم الأنا بقيت تعبيراً قاصراً على حدود ذات مبدعها؟

رامان آل رشي

الوطن

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق