أمسية أدبية للأدباء السباعي والعراقي وحميدان في فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب

20/آذار/2010

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب أمسية أدبية شارك فيها الأدباء د. وليد السباعي، فايز العراقي، وأحمد حسين حميدان، وقدم للأمسية الدكتور أحمد زياد محبك.

وفي البداية قدم القاص حميدان ثلاثة نصوص الأول قصيدة نثرية بعنوان «في وضح الحب» والثاني قصة قصيرة جداً بعنوان «شوق آخر» والثالث قصة قصيرة بعنوان «سفر آخر الليل».
وتلاه الشاعر فايز العراقي مقدماً قصيدتين الأولى بعنوان «عن ليل غزة وشجون العام الجديد» والثانية »الممر». أما الدكتور السباعي فقرأ قصة مترجمة بعنوان «كونشيرتو مروحة الطائرة والموسيقى الرومانية .. سيقان للطيران» عن قصة بوريشا جورجفيتش.


القاص أحمد حسين حميدان

وفي قصة الأديب حميدان القصيرة جداً «شوق آخر» يقول: «خرج الرجل العجوز معلقاً المقبرة على عكازه بعدما رأى نهار عمره محاطاً بالغروب.. إنها تراكضت بمن فيها إلى عينيه حتى ملأتهما وفاضت فغسل غبارها عن الراحلين: أمه .. أبيه.. زوجته .. والأصدقاء.. كلهم عادوا إلى رحمها .. أطفؤوا قناديلهم تحت جلدها وناموا .. تركوا العتمة تتربع حوله وتستطيل في دنياه التي كانت تومئ له بزينتها أيام الصبا .. فيندفع نحوها بجنون ويلقي بأحمالها على كتفيه حتى قوّست ظهره وملأت صدره بالحسرات .. لقد تغيرت كل الأشياء من حوله وتبدلت الوجوه وانتقلت إلى غير مكان ... ها هم أحبته الراحلون ينادونه من بعيد ويناديهم .. وهاهي أرض الغياب تتراكض مسرعة بقبورها إليه وهو الذي ركض مبتعداً عنها قرابة الستين عاماً .. إنه ما أحبها يوماً لكنه اشتاق لمن في بطنها فحملها على عكازه وفي حضنها ارتمى».

الشاعر فايز العراقي

ومن قصيدة «عن ليل غزة» للشاعر العراقي، نقتطع المقطع الذي يقول فيه:
«أما آن لك يا هذا أن تترجّل
من صهوة الوهم
وتمزّق آخر خيط في خرقة الخلود؟
فلا المطلق يسعف حيرتك
ولا البداهة تنجيك
من مشقة السؤال
لا المرأة باتت تلسعك
بجمر خفاياها
ولا البحر يستغوِر أناك
فلماذا تواصل لعبة البحث
عن تميمة الخلاص التي
تاهت في ممرات العدم؟».

الدكتور وليد السباعي

أما قصة «كونشيرتو مروحة الطائرة» للدكتور السباعي فنقتطف منها المقطع الآتي: «أطلقت مدخنة السلم دخانها ببطء وهي تحاصر الحرب، ومع خرق بيضاء كبيرة استسلمت غيمة الحرب للسلم، وأطلقت ثلاث طيارات من نوع بريجا قذائفها على الحرب: كل طائرة قنبلة. الأولى على وجه الحرب كي لا تتكلم ثانية، والثانية على صدر الحرب كيلا تتنفس ثانية، والثالثة قطعت أرجل الحرب كيلا تركض إلى أوطان أخرى. وجد السلم الحفيدة في رومانيا، فأعادها إلى صربيا، ومع الحفيدة عادت لصربيا الحكاية عن مقتل الطيار ميلان الحلو. بعدما نضجت الحفيدة واستدارت أركانها، لتصبح ملكة جمال بعون الرموش السميكة والموسيقى الرومانية، وبما أن السلم كان مشتاقاً لحكايات الحب فقد أفرحته جداً حكاية القرية حول حب الطيار ميلان الحلو والحفيدة بعضهما لبعض. وكان السلم شغوفاً أكثر بذلك الموضع من الحكاية».

وفيما قدمه الأدباء الثلاثة نجد مفردة الوطن التي تتجسد في النصوص بغير شكل وفكرة، فتأخذ لديهم شكل الحنين والغياب والمرارة والألم، ولعل التناقض بين الذات والعالم الخارجي والمفارقة بين الحلم والواقع المرير يشكل مصدر حزنهم وألمهم، فيعانون غربتين: غربة الذات وغربة الوطن، ويظل حلم العودة هاجسهم ومصدر قلقهم الدائم، ويكون من تداعيات الغربة اليأس وهو النتيجة المنطقية للإحساس الشديد بقسوة الواقع فضلاً عن ضيق الأفق ورتابة الحياة. ومن أبعاد الغربة التي نجدها لديهم السأم والضياع اللذين يشكلان محرك الصراع ويتجلّيان في البحث عن الذات والعالم، فيصطدم الأديب بظواهر أزلية كالموت والزمن، لأن العلاقة بينهما وثيقة، فالموت يعادل الزمن، والكاتب حين يدرك أن استهلاكه الزمن يمشي باتجاه الموت، يشعر بالفاجعة.

يذكر أن الأدباء الثلاثة السباعي والعراقي وحميدان هم أعضاء اتحاد الكتاب العرب، ولهم كتاباتهم المتميزة التي شاركوا فيها على منابر عديدة في المحافظات السورية وغيرها من الدول العربية.


بيانكا ماضيّة - حلب
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك