ما نراه من أحداثٍ وصمتٍ عربي يؤلم النفوس 07/كانون الثاني/2009
تضامناً مع شعب غزة وبمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية سيُقيم غاليري السيد للفنون التشكيلية في الفترة اللاحقة معرضاً فنياً سيذهب ريعه للفلسطينيين في قطاع غزة، وأفادت السيدة إلهام باكير -صاحبة الصالة- أنَّ هذا المعرض سيضمُّ عدداً من الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين، وبإمكان كلِّ فنانٍ يرغب بالتبرع أن يشارك في هذا المعرض، وأضافت أيضاً أنَّ ما نراه من أحداثٍ وصمتٍ عربي يؤلم النفوس، وتمنت لو أنَّ إسرائيل تُمحى من الوجود كله.
و في إطار معرضٍ فني أقامته صالة السيد للفنانين التشكيليين جورج ماهر، والدكتور هيثم الكردي، ورياض الشعار، قال الفنان هيثم الكردي: «إنَّ بإمكان كلِّ فنانٍ أن يقوم بالتعبير عن هذه الأحداث والمجازر المفجعة من خلال الريشة واللون، كما بإمكان كلِّ فنانٍ أن يتبرع بجزءٍ من أسعار أعماله لمصلحة المقاومة وأهل غزة، وهذا ليس بغريب على الفنانين التشكيليين الذين يتمتعون بالحس الإنساني، وهم أقدر على الشعور بهذا الألم أكثر من غيرهم»، وأضاف: «نتمنى من نقابة الفنون الجميلة أن تعمل على إقامة معرضٍ خيري يذهب ريعه لمصلحة فلسطين»، واعتقد هيثم الكردي أنَّ معظم الفنانين إن لم يكن جميعهم سيشاركون بمجموعةٍ من الأعمال الفنية، بالإضافة إلى أنَّه سيلاقي إقبالاً كبيراً، فمعظم الناس ترغب بالتبرع ولو بشكلٍ رمزي لأهلنا في غزة.
و من جهةٍ أخرى استطاع المعرض الذي أقامه غاليري السيد أن يقدم نخبةً من اللوحات والأعمال الفنية وقد تنوعت بين التعبيرية، والانطباعية، والواقعية، بالإضافة إلى منح كلِّ عملٍ فني لمسة الفنان الخاصة به، فالفنان رياض الشعار امتازت أعماله بهدوئها وثورتها في الوقت ذاته من خلال اللون الذي يجعله أقرب إلى اللون الأحمر وتدريجاته في بعض الأحيان، ومن ثمَّ يميل إلى الألوان البنية في أحيانٍ أخرى، كما أنَّه يلجأ إلى الشخوص التعبيرية التي تنقل حالته النفسية والفكرية من خلال تعابير الجسد وحركته، بالإضافة إلى الحزن الذي يضيفه على الوجوه، في حين نقل الدكتور والفنان هيثم الكردي دمشق من خلال عيونه حيث أضاف: «أمارس الفن كهواية لأنني طبيب للأمراض العصبية، وبعد انقطاعي عن الفن لفترةٍ طويلة بسبب الدراسة والعمل والانشغال بالمرضى عدت إلى الفن لمزاولته منذ عام 1995، ورسمت بشكلٍ خاص دمشق لأني أحب حاراتها العتيقة وجوّها، بالإضافة إلى مجموعةٍ من اللوحات التي نقلت طبيعة الجولان»، ورغم أن هيثم الكردي لم يدرس الفن ضمن أكاديمية معينة ولكن نستطيع الملاحظة الحرفية والتقنية العالية في لوحاته وعن ذلك قال: «طوّرت مقدرتي الفنية من خلال جهودٍ شخصية ودراسةٍ خاصة وإصرارٍ على المتابعة ولاسيما أنَّ والدي كان فناناً تشكيليا وكذلك جدي، وقد ورثنا هذه الروح من خلالهما بالإضافة إلى أنَّ أولادي فنانون تشكيليون»، وعن أسلوبه الذي اتبعه خلال مسيرته الفنية نوّه بأنَّ لوحاته انطباعية فيها مسحةٌ من التجريد، واعتبر الكردي أنَّ التجريد عبارة عن مرحلة أخيرة يصل إليها الفنان التشكيلي من خلال ملاحظتنا لمسيرة الفن وتاريخه.
تميز الفنان التشكيلي جورج ماهر بأعماله التي شارك فيها بهذا المعرض، وخاصةً أن شخوصه يجعلها دوما في حالةٍ من النشوة من خلال التفافها وانطوائها في الوقت نفسه، كما أنَََََّه غالباً ما يلجأ إلى بعض الرموز التاريخية في أعماله كالأحصنة والمساجد والكنائس، بالإضافة إلى اعتنائه بشكلٍ خاص بالتفاصيل والمنمنمات التي تمنح أعماله روح الشرق.
وربما لا يستطيع الفنان التشكيلي ضمن هذه الأحداث إلا أنَّ يلجأ إلى الصمت ليُمسك بالريشة ويرسم على لوحته صدق إحساسه وما يدور في داخله من مشاعر مؤلمة، وهذا ما لجأ إليه الكثير من الفنانين الذين لم يقدروا إلا أن يقولوا من خلال لغة اللون والصورة ما لم تقله الألسن والأقلام..!!
|