افتتاح الندوة الدولية عن الجولان وآثاره
نحت الجولاني تمثالاً صغيراً قبل 250 ألف عام

10/تشرين الثاني/2008

تقيم المديرية العامة للآثار والمتاحف «الندوة الدولية لتاريخ الجولان وآثاره»، في القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق، ما بين 10 و13 تشرين الثاني 2008؛ برعاية السيد وزير الثقافة وبمشاركة 46 باحثاً سورياً وعربياً وأجنبياً. تناقش الندوة تاريخ الجولان وآثاره منذ عصور ما قبل التاريخ، وانتشار الإنسان الأول حتى اليوم، وذكره في المصادر التاريخية ووثائق الحضارات القديمة، وأهمية المنطقة استراتيجياً، والمواقع الأثرية فيها، وعروبة الجولان، وتميزه تاريخياً، وآثارياً، وجغرافياً، وثقافياً؛ كما تشمل فعاليات الندوة القضايا القانونية، والاتفاقات، والمعاهدات الدولية المتعلقة بالجولان، والأعمال الإسرائيلية غير المشروعة.
وقد بدأ الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- الافتتاح الرسمي بكلمة افتتاحية، مبيناً الجوانب الثقافية للصراع على الجولان وضرورة كشف الاعتداءات الإسرائيلية على آثاره، وخروجها على الاتفاقات الدولية ذات الصلة، مضيفاً أن الصراع حول الجولان هو صراع على ثقافة، وتاريخ، وصراع على الوجود، وأشار أن ما يملكه الجولان من آثار يتطلب أكثر من ندوة.
ثم ألقى الدكتور رياض حجاب -محافظ القنيطرة- كلمة عرض فيها لتاريخ الجولان عبر العصور، مشيراً إلى «أن التنقيبات الأثرية الحديثة أثبتت أن الإنسان قد سكن الجولان منذ القدم، ونحت من صخور المرتفعات تمثالاً صغيراً قبل 250 ألف عام ليؤكد أن الرموز لدى البدائيين أقدم بأكثر من 210 آلاف سنة مما كان يعتقد، وقد بدأ من الشرق وليس من إفريقيا». وأضاف «هناك أكثر من210 موقعاً أثرياً في الجولان، وهي تمثل العصور التاريخية كافة، ويقع أغلبها تحت الأسر الصهيوني الذي سرق منها الكثير، والباقي لا يزال هيكلاً يصعب نقله كالحصون والقلاع التي تدل على أن الجولان كان مفترق طرق وممراً للعبور إلى كل الجهات».
في كلمته، أشار الدكتور بسام جاموس -المدير العام للآثار والمتاحف- إلى أن اسم الجولان قد ورد في مراسلات تل العمارنة والوثائق الآشورية والآرامية، مما استدعى اهتمام الرحالة منذ القرن التاسع عشر. كما ذكر لنا بعض أشهر مواقع الجولان الأثرية، كموقع المجاهية من عصور ما قبل التاريخ، ورجم الهري من عصر البرونز، ومواقع العصور الإسلامية في بانياس وعين الحجل والسماقة وغيرها. وأضاف: «في قرار جديد أصدرته منذ أيام، أكّدت الأمم المتحدة مطالبتها إسرائيل بالامتثال للقرارات الدولية المتعلقة بالجولان السوري المحتل -ولاسيما القرار 497- الذي يعتبر القرارَ الإسرائيلي بفرض السيطرة القضائية والإدارية على الجولان ملغياً وباطلاً وليس له أي أثر».
ونوه الدكتور عمار عبد الرحمن -أمين سر الندوة- في كلمته إلى أهمية هذه الندوة الدولية، وإلى تضافر الجهود العلمية والتنظيمية، لإنجاحها، وإلى اهتمام الباحثين والعلماء العرب والأجانب الذين قدموا للمشاركة فيها.
وأكد الدكتور جان-ماري لوتنسورير -ممثل المحاضرين الأجانب في الندوة- في كلمته «إن الحلم قد أصبح حقيقة بإقامة هذه الندوة، لنتعلم من تاريخ سورية وآثارها أكثر، لا سيما هذه المنطقة التي تُعد من أهم المناطق الأثرية في الشرق»، كما قال: «هنا نتعلم أكثر عن جذورنا، فهنا تلتقي جميع ثقافات ما قبل التاريخ، وتتداخل التأثيرات حيث الزراعة والحضارات العريقة ولدت هنا في هذه المنطقة، التي تصل آسيا بإفريقيا وأوروبا في بلد السحر العريق».
برنامج الندوة



اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك