حكمة الزمن في سطور 31/تشرين الأول/2008
الرجل والزواج
تشكل الأسرة اللّبنة الأولى من الصرح الاجتماعي وهي من أهم عوامل بناء المجتمع، كما أنها محور العلاقات الاجتماعية، والملاذ الذي يلجأ إليه الإنسان والواحة التي يركن إليها ويأنس بها بعيداً عن مشاق الحياة وأعبائها.
وقد صورت لنا أمثالنا الشعبية الأطر التي كانت تحكم صيغ تكوين الأسرة، والأمور التي كانت تصاحب الإقدام على الزواج أو العزوف عنه، قبل أن ينفرط عقد الأسرة التقليدية وينزع الشباب إلى الاستقلالية، بل قبل أن تتحرر المرأة من قيود تلك الأسرة وتقتحم معارك الحياة.
التفكير بالزواج
سجلت أمثالنا الشعبية جانباً كبيراً مما كان يدور في تفكير الشاب والفتاة عند الإقدام على الزواج، والمواصفات التي يحلم بها كل منهما بنصفه الآخر. فالإقدام على الزواج أمر يستدعي التفكير والوعي للتبعات التي تترتب على الزواج، وإذا كان أهل الفتاة في ذلك الحين، معنيّين بالتفكير عنها، فإن الشاب ينظر إلى الزواج باعتباره مسؤولية، والمثل القائل: « البيت ما بدّه كبريت، بدّه عفريت».
يدل بشكل أو بآخر على ما يجب على الشاب إزاء هذه الخطوة من تبعات، وأن عليه أن يكون كالمارد يلبي جميع الطلبات ويفي بجميع المتطلبات.
البحث عن زوجة
والمقدم على الزواج لا بد أن يأخذ بالحسبان منبت وأصل زوجه، وأن يسلك سبيل التعقل والنأي عن الرغبة في مال الزوجة كقولهم:
«قبل ما تناسب، حاسب».
«يللّي بيتزوج بالدين، بيجوا ولاده بالفايز(الفائدة)».
«يا آخذ القرد على ماله، بيروح المال، وبيضلّ القرد على حاله».
والمثل الأخير يمكن أن ينطبق على المرأة والرجل.
وقولهم أيضاً:
«خود الأصيلة ونام عالحصيرة».
«لا تدور على حمرة الخدود، دوّر عالأصل والجدود».
«إن غاب عنّك أصله، بيدلّك عليه فعله».
الأيام الأولى للزواج
كان من المسلّم به في عُرف الناس، أن المرأة مخلوقة من ضلع زوجها، وهي قسمته. ومتى آن الأوان سيجمعهما بيت الزوجية، فإذا اجتمع الشمل وانعقدت الأفراح تقوم الليالي الملاح المترعة بالمسرّات والنعومة والرقّة واللطف والمسايرة، ويقولون في ذلك:
«ليالي العرس ملس».
«محبة العرس لو دامت، كانت القيامة ما قامت».
فكان لا بد أن يواجه الزوجان الحياة بواقعها، حلوها ومرها، ويشرع كل منهما في محاولة إثبات الوجود على الآخر. واستكمالاً للعبة إثبات وجود الرجل وسيادته تصور لنا أمثالنا الشعبية هذه الحالة بقولها:
«بيفوت أمير، بيطلع وزير».
«بالبيت دبّور، برّه شحرور».
دلالة على تشدد الزوج في معاملة زوجه، فلا يهشّ ولا يبشّ على عكس ما هو عليه بين صحبه وخلاّنه خارج المنزل.
صور من الأزواج في المثل الشعبي
وكان من الصور التي رصدها المثل الشعبي للزوج أو الرجل عموماً، ما يصور بعض نماذج الأزواج كقولهم:
«أعزب دهر، ولا أرمل شهر».
«جرادين بيته ماشيين عالعكاكيز».
«إذا فضيت جيوبه، كثرت عيوبه».
|