الأزمة تاريخية وقديمة وليست جديدة 18/تشرين الأول/2008
استضافت الجزائر مؤخراً بدعوة من المكتبة الوطنية الجزائرية الشاعر والمفكر السوري علي أحمد سعيد «أدونيس». الذي ألقى محاضرةً أمام جمهور غفير حول مشكلة الدولة، والسلطة والدين في المجتمعات العربية والإسلامية.
ولقد انطلق الشاعر أدونيس من فرضية وهي أن الثابت في الإسلام هو الوحي، وأن المتحول هو التأويلات التي خضع لها هذا الوحي، كما تحدث عن مشكلة كبرى وتتمثل في إخضاع الوحي للتأويلات السياسية والمذهبية بدوافع قبلية، ومذهبية، وأيديولوجية، وسياسية بدافع البحث عن السلطة.
أكّد الشاعر أدونيس على أزمة الفكر الإسلامي، مبرزاً أنّ هذه الأزمة تاريخية، وقديمة وليست جديدة. وفي تحليله للعلاقات بين الدول العربية الإسلامية قال أدونيس بأنها ليست مبنيةٌ على قاعدة اقتصادية مشتركة، أو قاعدة سياسية واحدة، وإنما على الدين كسلطة.
وفي مقارنة له بين المجتمعات الغربية، والمجتمعات العربية-الإسلامية قال أدونيس، بأنّ الأولى قد حققت الحداثة والديمقراطية بعد فصل الكنيسة عن الدولة، أما المجتمعات العربية الإسلامية فقد فشلت في تحقيق ما أنجزته الدول الغربية بسبب تحويل الوحي إلى مؤسسة سلطوية تخضع لثقافة الإلغاء، والإخضاع للفرد، وتهميش الرأي النقدي المخالف للسلطة أو معاقبة أصحابه.
|