الإمارات ما زالت تحافظ على تراثها في ظل ما وصلت إليه من حضارة وتقدم 28/آب/2008
في إطار مهرجان بصرى الدولي العشرين عززت دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركتها في المهرجان الذي بدأت فعالياته في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وتستمر حتى الثلاثين منه بتقديم نشاطات منفردة ومتميزة.
وقال عتيق بن قنون الفلاسي -رئيس الوفد الإماراتي المشارك في المهرجان، ومساعد المدير العام للأنشطة- في حديث لـ سانا: «إن الإمارات انفردت هذا العام بإقامة قرية تراثية على هامش المهرجان هي الأولى من نوعها لتوضيح كيفية تعامل الإنسان قديماً مع هذه البيئة وتكيفه معها وتطويعها لخدمة حياته وتلبية احتياجاته المعيشية».
وأضاف «أن مشاركة النادي بقريةٍ تراثية متكاملة كانت بناء على توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات، وبمناسبة اختيار دمشق عاصمةً للثقافة العربية 2008، وبدعوةٍ من وزارة الثقافة في سورية».
وأوضح أن القرية التراثية تتضمن الحظيرة، وبيت الشعر، وبيت العين، واليواني، والعريش، وهي نماذج مختلفة لنزل أهل البر باختلاف مناطق سكنهم ومتطلبات الطقس وتنوع الاستخدامات للمنامة والجلوس والضيافة، التي يظل عنوانها العربي دلال القهوة العربية ومستلزماتها، بالإضافة إلى معرضٍ للكتاب والأكلات الشعبية الإماراتية ومعرض للحرف اليدوية التقليدية وفرقة الفنون الشعبية.
وأضاف «أنه خلال التجول في المشغل اليدوي النسائي تشاهد النساء يقمن بأدوارٍ إضافية إلى جانب أدوارهن الاعتيادية، فهن يصنعن مما توفر البيئة من حولهن من مواد أولية الكثير من أدوات البيت ومستلزماته. كما نرى النساء في المشغل اليدوي يبدعن من الصوف وسعف النخيل العديد من القطع النسيجية والأدوات القشية التي تتوزع في مختلف أركان البيت».
وأشار الفلاسي إلى أن التجول في معرض السوق الشعبي يُيَسر للزوار الاطلاع على كل المنتجات اليدوية التي يمرون بصناعها، وهم يصوغون تفاصيلها ليأخذهم ذلك إلى تأملات بعيدة تصل إلى استخدامات كل قطعة وميزاتها وسر الإبداع الذي بثته في جزيئاتها أنامل من ذهب، ويسهل عليهم اقتناء ما يعجبهم منها.
كما أن التجول بين دكاكين السوق الشعبي تقف على أدق التفاصيل وتري الزوار المنتج يخرج من بين يدي صانعه سلعة جلدية أو خشبية أو نحاسية أو فخارية، ويرى الزائر أيضاً دكاكين العطارة والحبوب، ومختلف المنتجات اليدوية والطبيعية المحلية، كالخناجر، والسيوف، ودلال القهوة، والعباءات، والبراقع، والعطور، والحنّاء، والتوابل، والأعشاب، وغيرها.
وبيّن رئيس وفد الإمارات أن مساحة القرية بلغت 800 متراً مربعاً، يتقدمها المدخل الذي هو عبارة عن قلعتين من تراث الإمارات، موضحاً أن الإمارات شاركت بحفل الافتتاح من خلال فرقة الفنون الشعبية وقافلة الجمال.
وأضاف أن القرية تشهد إقبالاً كثيفاً من زوار ورواد المهرجان الذين يسألون عن أحياء الدولة القديمة وكيف عاش الشعب الإماراتي قبل التطور الذي وصلت إليه الدولة، مبدين إعجابهم الشديد بأن الإمارات ما زالت تحافظ على تراثها في ظل ما وصلت إليه من حضارة وتقدم.
وتشارك الإمارات في مهرجان بصرى الدولي للفنون الشعبية بدورته العشرين، بوفد يضمّ حوالي أربعين شخصاً يسعون لإبراز الجانب الثري في تراث الإمارات بجانب الدور الثقافي المهم. وتستمر فعاليات القرية حتى اختتام المهرجان.
|