مهرجان بصرى الدولي يختتم دورته العشرين
عجاج سليم: بصرى اختصرت تاريخ سورية الابية

31/آب/2008

اختُتمت فعاليات الدورة العشرين لمهرجان بصرى الدولي على مدرج قلعة بصرى الأثرية بمحافظة درعا مساء أمس السبت 30 آب، بمشاركة خمس عشرة دولة عربية وأجنبية.
وأشار الدكتور عجاج سليم -مدير المهرجان- في كلمته خلال حفل الاختتام إلى أن بصرى اختصرت تاريخ سورية الأبية، وتاريخ التمازج الحضاري، والعمق الديني والاجتماعي الموجود منذ أن وجدت البشرية، لافتاً إلى أن بصرى قطعةٌ نبيلة في هذا البلد الكبير الذي يمضي باتجاه المستقبل بقوة تعادل عمقه وتجذّره في التاريخ.
ونوّه مدير المهرجان بأن بصرى هي الأثر الوحيد المتبقي برواقه العلوي المُعمّد والمغطى، والذي حُفظ بشكل كاملٍ، مشيراً إلى الآثار النبطية والمسرح المطوق بجدران وأبراج قلعة عظيمة، والكنائس، والمساجد، والمدارس الموجودة ضمن النصف القديم من المدينة، مبيناً أنّ بصرى لعبت عبر تاريخها الطويل دوراً أساسياً، ودينياً، وسياسياً مهماً، واشتهرت بآثارها الخالدة والعظيمة التي ما زالت ظاهرة للعيان حتى يومنا هذا.
ولفت سليم إلى أنّ مهرجان بصرى هو المهرجان الثقافي والفني الأول الذي تجتمع فيه الشعوب من مختلف أرجاء العالم لتقدم فنونها التراثية والمعاصرة المختلفة، ولتحقق بصرى دورها الذي عرفته عبر التاريخ كمدينة التقت فيها الحضارات وامتزجت فيها الأعراق والأديان، ليحقق مهرجان بصرى الدولي الغاية من إنشائه كفرصة للقاء الثقافات والفنون، وليسهم في تسليط الضوء على الأوابد والشواهد الخالدة، ويعرف العالم بقدرة الفنان السوري وبساطة وطيبة الشعب السوري ورغبته الدائمة بلقاء الآخر واحترامه وتقديره.
ثم بدأ حفل الاختتام الذي قدمت فيه فرقة الاوركسترا السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان بالتعاون مع كورال المعهد العالي للموسيقى العديد من المعزوفات الجماعية لسينفونيا كونتشيرتانته، على آلات الاوبوا، والكلارينيت، والباصون، والهورن، مع حركة متوسطة السرعة ومعزوفات فردية قدمها كنان العظمة على آلة الكلارينيت، وفراس شحيد على الاوبوا، وسليم نعمة على الباصون، وعصام رافع على آلة العود، وفؤاد شغلين على الهورن.
كما قدمت الفنانة تالار دكرمنجيان وصلةً غنائية من أوبرا فاوست بعنوان «الجوهرة»، وأغنيةً أخرى من أوبرا جانني سكيكي، بالإضافة إلى رقصة باليه انفرادية قدمتها يارا عيد مأخوذة من باليهات عالمية.
واختتمت الفرقة السيمفونية الوطنية المهرجان بمعزوفة انفرادية بعنوان «شهرزاد والأمير كاليندار» ومعزوفة جماعية من أوبرا عايدة.
يُذكر أنّ مهرجان بصرى الدولي تحول منذ دورته الماضية إلى كرنفالٍ شعبي فني ثقافي، يتضمن مسرحاً، وسيركاً، وألعاباً للأطفال، ومعرضاً للكتاب، وورشة رسم للأطفال، ومطاعم لتخديم الزوار تعزيزاً للسياحة الداخلية والعربية، وتنشيط الاستثمارات السياحية التي تؤدي إلى المساهمة في التنمية السياحية والاقتصادية.
ويعود تاريخ المهرجان إلى عام 1978، ويهدف إلى تعريف العالم بمدينة بصرى الأثرية، وقلعتها الشهيرة، ومدرجها، وحماماتها الرومانية، ومعبد حوريات الماء، والسوق الرئيسية، والحمام الإسلامي، والجامع العمري، وقصر تراجان، وقوس النصر الروماني، والسوق الأرضية، وسرير بنت الملك، ودير الراهب بحيرا، وجامع مبرك الناقة، والكاتدرائية البيزنطية، والباب النبطي.



سانا

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك