مهداة إلى دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008
23/آب/2008
افتُتحت فعاليات الدورة العشرين لمهرجان بصرى الدولي على مدرج قلعة بصرى الأثرية بمحافظة درعا مساء يوم الخميس 21 آب، بمشاركة 15 دولة عربية وأجنبية.
وأكد الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة في كلمته خلال حفل الافتتاح «إنّ هذه الدورة التي أقيمت بالتعاون مع وزارة السياحة هذا العام مهداةٌ إلى دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، بصفتها عاصمة العواصم الثقافية التي تحتضن المشروع القومي»، مشيراً إلى أن فعاليات المهرجان ستنتقل إلى دمشق ومحافظات سوريّة أخرى ليعم عطاء المهرجان أكبر شريحة من الجمهور السوري.
ونوّه وزير الثقافة بالمشاركة الكريمة من قبل دولة الإمارات العربية الشقيقة في إقامة القرية التراثية الإماراتية، التي تُقدّم نموذجاًَ لتراثنا العربي المشترك، مضيفاً أن من يزُرها سيجد مدى التماهي والتشابه المتطابق بين تراث البلدين الشقيقين، كما نوه بالمشاركات العربية الشقيقة والدولية الصديقة.
وأشار الدكتور نعسان آغا إلى أهمية مسرح بصرى الذي لا يزال يُقدّم العروض منذ أكثر من ألفي عام، والذي يزدهي اليوم مع تطلع الأنظار إليه وهو يقدم الفن والثقافة والتراث، وقال: «إن هذا الشعب صانع الحضارات والثقافات يُقدّم عبر هذا الصرح خلاصة ثقافته التي تلخص التقاء آسيا وأوروبا، التي كانت تمر قوافلها عبر طريق الحرير لتشكل خلاصة الثقافة الإنسانية في سورية الحضارة والتاريخ».
وألقى الدكتور فيصل كلثوم -محافظ درعا- كلمةً أكد فيها أن مهرجان بصرى يشكل فرصةً لحوار الحضارات وتبادل الثقافات ما يسهم في صنع أمجاد الشعوب. وأشار كلثوم إلى أن المهرجان يسهم أيضاً في التنمية الثقافية التي هي ضرورةٌ حتمية لرقي المجتمع، مضيفاً أن الإخلاص والبناء والمسؤولية هي إرادة الوطن وعزته وكرامته وانتصاره.
وأكد الدكتور عجاج سليم -مدير المسارح والموسيقى، مدير المهرجان- في كلمته «أن بصرى تستعيد اليوم ألقها المتجدد بمهرجانها الذي يعود هذا العام، مكتسباً حلةً جديدة ليعلن أنه مستمر ومتنام وباق بفضل كل محبي بصرى العريقة».
ثم بدأ حفل الافتتاح الذي قدمت فيه الفرق المشاركة من تركيا «توبيل للفنون»، وفرقة «غزيرة جوبانوفا» من كازاخستان، وفرقة «كوروس ولانزاس» الاسبانية للرقص التقليدي، وفرقة «الكوني» الملكية البلجيكية، إضافةً إلى فرقة النادي التراثي الإماراتي، عروضاً تُعبّر عن مختلف ضروب التراث في بلدانها.
كما شاركت في حفل الافتتاح فرقة الرها من محافظة الحسكة، وفرقة شيوخ سلاطين الطرب من حلب، تقديم فقراتٍ تحكي التراث العريق في هاتين المحافظتين ومجموعة من القدود والأغنيات التراثية. وفي ختام الحفل أطلقت الألعاب النارية في سماء بصرى إيذاناً ببدء فعاليات المهرجان.
وسبق الحفل افتتاح الفعاليات الموازية لمهرجان بصرى، والتي شملت معارض للكتب، والزهور، والفنون التشكيلية، والمهن التقليدية التراثية، والصناعات الغذائية الشعبية، إضافةً إلى افتتاح القرية التراثية الإماراتية قرب قلعة بصرى الشام الأثرية، والتي تهدف إلى إبراز التراث الأثري والحضاري في تعامل الإنسان مع البيئة في دولة الإمارات الشقيقة.
يُذكر أن مهرجان بصرى بدأ في العام 1978 بالتعاون ما بين وزارة الثقافة ومحافظة درعا، بهدف نشر التراث الثقافي العالمي وتبادل الخبرات الفنية والإبداعية بين الفرق المشاركة من الدول العربية والأجنبية، بغية تطوير هذا التراث، والحفاظ عليه، وتعريف الوفود والفرق المشاركة والجمهور بهذا الإرث الحضاري الذي تتميز به سورية بشكلٍ عام ومدينة بصرى بشكلٍٍ خاص.
وتستمر فعاليات الدورة العشرين من مهرجان بصرى حتى الثلاثين من الشهر الجاري، تُقدّم خلاله الفرق الفنية المشاركة عروضها على مدرج قلعة بصرى وفي قصر العظم بدمشق، وفي حلب، وحمص، والسويداء.
حضر الافتتاح أمين فرع الحزب بدرعا عبد اللطيف الباير، وأعضاء قيادتي فرعي الحزب والجبهة الوطينة التقدمية، وسفير الإمارات العربية المتحدة بدمشق محمد يوسف المدفعي، والشيخ محمد خير جاسم النادر مع وفد دولة الإمارات العربية الشقيقة، وحشدٌ كبير من المواطنين ومتابعي المهرجان من المحافظات السورية.
|